فتاوى فلسطينية / اليهود والصهاينة

سُؤال العلاَّمة تَقي الدِّين الهلالي عَن مُعاونة اليهودِ وتَمكينهم مِنْ فِلسطين

سُؤال العلاَّمة تَقي الدِّين الهلالي عَن مُعاونة اليهودِ وتَمكينهم مِنْ فِلسطين

سُئل حَضرةُ صَاحب الفضيلة، الأستاذ العلاَّمة المحقق الشَّيخ تَقي الدِّين الهلالي المغربي عَفا اللهُ عَنه، ووفقهُ للصوابِ عَنْ حُكمِ الخائنينَ الذَّين يَتسببونَ في إدخالِ اليَّهودِ الصهيونيينَ إلى فلسطين، أَو إِخراجِ الأراضي هُناك مِن أَيدي المسلمين أَو النصارى إلى أَيدي اليهود بَأي ذَريعةِ؛ أَيكونُ عَمله ذَلك سائغًا أَم لا؟ ومَا حُكمه؟

الجواب:

كَل مَنْ قَرأ التَّوراة ومَا كُتب عَليها من الشُّروحِ، ثُمَّ دَرس الحركةَ الصهيونيةَ اليهوديةَ ولو بِقراءة الصحف، وتَلقى الأخبار المتواترةَ مِن القادمينَ مِن فِلسطين يَعلم يَقينًا أَنَّ اليَّهودَ يؤمنونَ بِأنَّ الأرض المقدسةَ بما فِيها من الآثارِ التي أَهمها المسجد الأقصى المذكور في القرآنِ والأحاديث، وثَالثُ المساجدِ التي لا تُشدُّ الرِّحال إلا إليها مَخلوقةً لهم! لا لسواهم!

وأَنهُ يَجبُ عَليهم أَن يُخرجوا مِنها أهلها، ويتوسلوا إلى ذلك بِكل وسيلةٍ مِنْ قَتلٍ! وسلبِ!! وغير ذلك!!!

وقَد أَخذوا يُنفّذون مَا في أنفسهم مُنذ زَمانٍ وهم جَادّون مُجتهدون، يَبذلون فيه الأنفس والنَّفائس، وتُساعدهم عَلى ذلك (دولة عظيمة)!!!

وَكل مَن رَضي بخروجِ الأرضِ المقدسةِ مِن أَيدي المسلمين إلى أعدائهم -ولو يُساعد على ذلك-؛ فهو كَافر لا عَهد لهُ ولا ذِمَّه؛ فكيف إذا وَقَف في صفوفِ  المحتلينَ المغتصبينَ وأَعانهم على وزرهم وإثمهم المبين؟‍‍‍‍‍‍!!

وَكذلك الحكم فيمن سَاعد على إخراجِ مَكة والمدينة من الإسلام عياذًا باللهِ.

ولما هَجم أَهل (أوروبة) على هذهِ البِّلاد المقدسة قَبل نحو 9 قرون قَام المسلمون كُلهم وفيهم عُلماؤهم! للدفاعِ عَنها؛ ولم يَنضَّم إلى الغاصبينَ إلا عدوٌ للإسلام!

فالواجبُ على المسلمينَ اليَّوم من الدفاعِ هُو الواجبُ عَليهم في ذلكَ الزَّمان!

والحكمُ فيمن خَرج عَنهم والتحق بأعداءِ الإسلامِ هو الحكم!

والأدلةُ كثيرةٌ نَكتفي بإيرادِ واحدٍ مِنها وهو قولهُ تَعالى: (لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ) المجادلة: 22

وقال في سورةِ المائدةِ: فيمن يُوالي أعداء الإسلام (وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ)[المائدة:٥١]، وقالَ في الممتحنةِ: (إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)[الممتحنة:9]، ولا تَظن أحدًا من المسلمينَ يتجرأ عَلى القولِ بأنَّ من تَسببَ في إخراجِ أحدِ المساجد الثلاثة من أيدي أهل الإسلام إلى أعدائهِ أنه مسلم! ومعاذ الله من ذلك

تُحب عَدوي ثم تَزعم أنني * صَديقك إنَّ الوِّد عنك لعازب

إذا رمتم قتلي وأَنتم أحبتي * إذًا فالأعادي واحد والحبائب

وأَي قَتل للإسلامِ أَعظم من إخراجِ أحد المساجد الثلاثة من يدهِ إلى يَد عدوه؟!!

وإذا كَان ذلك العمل عمل المسلم؛ فما هو عمل الكافر المعادي للإسلام؟!!

ولولا ذَهاب الإسلام واندراسِ مَعالمه ما احتاجت هذه القضية إلى استفتاء؛ لأنَّ شَرح الواضحات من الفَاضحات؛ فهذا مانعتقد وندين للهِ به، والسلام.

 

وَكَتبه محمد تَقي الدِّين الهلالي المغربي

بالزبير لعشرٍ خَلونَ من شوال

عَام ألف وثلاث مئة وثلاثة وخمسين من الهجرة النبوية

وصلى الله على خَيرِ خَلقه محمد

وعَلى آلهِ وصَحبهِ أَجمعين

 (رسائل العلاَّمة السلفي محمد تقي الدين الهلالي، ص855-857).      

.