أنشطة المركز / للمركز كلمة
كلمة العدد- الشخصية اليهودية وتعقيداتها

كلمة العدد- الشخصية اليهودية وتعقيداتها
المشرف العام
إن الباحث في الشخصية اليهودية وتعقيداتها ودوافعها دون أن يدرس قوة الشر الكامنة في التلمود فكأنه لم يعرف ولن يعرف (دليل الشخصية اليهودية)!! ولكي تعرف اليهود لا بد أن تعرف ماذا يقرؤون وماذا يدرسون؟ وما حواه تلمودهم، لتتكشف حقيقة غرائز اليهود ومكونات الشخصية اليهودية وسمات هذه الشخصية.
فاليهود يتلقون من التلمود والتوراة الروح العدوانية التي تدعوهم لارتكاب المجازر البشعة بحق الفلسطينيين وتدعو حاخاماتهم إلى إصدار مثل تلك الفتاوى الإرهابية، كذلك فان العقلية الصهيونية تقوم على عقيدة شعب الله المختار - افتراء على الله - تلك العقيدة التي تعزز الحقد على الأخرين واعتبار كل من سواهم نعاجا وعبيدا لليهود بناء على نصوص توراتية على لسان الرب والرب منها براء، والثقافة التوراتية العنصرية وعقيدة شعب الله المختار مترسخة في العقلية الصهيونية وتدرس في المدارس الدينية الصهيونية من خلال حاخامات الصهاينة وأحبار اليهود ثم تأتي تطبيقاتها من خلال الجنود الصهاينة والمؤسسة العسكرية الصهيونية.
بلا شك أن التوراة المحرفة والتلمود بين أيدي الحاخامات الصهاينة هي مصدر تلك الفتاوى، وللتدليل على ذلك فلنقرأ الفتاوى الشيطانية التي خرجت من أفواه حاخامات يهود خلال بضعة شهور مضت، منها ما أباح للنساء اليهوديات ممارسة الرذيلة مع العدو من أجل الحصول على معلومات استخباراتية مهمة لأمن الكيان الصهيوني، ومنها فتاوى تبيح تسميم المواشي والدواب وآبار المياه التي يملكها المزراعون الفلسطينيون في البلدات والقرى المجاورة للمستوطنات، إضافة إلى فتوى تجيز نهب محاصيل الزيتون. وكذلك صدرت فتاوى تحرم على الطالب اليهودي الدراسة مع غير اليهود، مسلمين كانوا أم نصارى، داخل المؤسسات الأكاديمية والجامعات، بزعم ضرورة الحفاظ على نقاء العقل اليهودي، وفتوى أخرى تحرم على اليهودي شرب الخمر وسط جماعة من غير اليهود، خشية حدوث تقارب جنسي، يؤدي ف نهاية المطاف للزواج المختلط، وذلك على الرغم من تحريم الخمر أساسا الشريعة اليهودية.
وفي صفد أصدر ما يسمى «الحاخام الأكبر» فتوى تحرم على اليهود بالمدينة بيع أو تأجير أي عقار للطلبة العرب الذين يدرسون في كلية صفد في المناطق التي احتلها اليهود في ١٩٤٨ م، حيث ينتقل بعض الطلبة ليسكنوا قرب جامعاتهم؛ وعقب تلك الفتوى هاجم عدد من اليهود مساكن الطلبة العرب، ودارت مواجهات بين العشرات من الطلاب الفلسطينيين ومجموعة من اليهود، وحضرت قوة من الشرطة اليهودية التي وقفت إلى جانب اليهود كعادتها.
ودخلت الحاخامات من النساء على خط تلك الفتاوى؛ حيث إن ثلاثين «حاخامة» اجتمعن ووقعن على عريضة تدعو الفتيات اليهوديات إلى عدم الاحتكاك بالشباب العرب وجاء في العريضة «من أجلك أيتها الفتاة اليهودية، من أجل الأجيال المقبلة، وكي لا تجتازي المعاناة الفظيعة، نتوجه إليك بطلب، برجاء، بصلاة، لا تخرجي مع الأغيار «المصطلح الذي يطلقه المتدينون اليهود على العرب وغير اليهود عامة»، لا تعملي في أماكن يوجد فيها أغيار، ولا تفعلي خدمة وطنية مع الأغيار»، وأضافت العريضة: «الأخت العزيزة.. أنت ابنة ملك، تنتمي إلى شعب مختار، شعب مقدس وعزيز، شعب ملك ملوك الملوك،.. فلا تقعي في أيدي الأغيار». وبادرت إلى التوقيع على العريضة منظمة «لهفا»، التي تصف نفسها بأنها تعمل على «إنقاذ بنات إسرائيل»، مما تسميه الزواج المختلط.
وقبل تلك الفتاوى بفتره وجيزة صدر كتاب من ٢٣٠ صفحة تم توزيعه في أوساط اليمين المتطرف يشمل تعليمات تتعلق بالحالات التي يمكن فيها لليهودي قتل الأغيار «من غير اليهود». وهو بعنوان: «شريعة الملك»، ومؤلفاه هما رئيس مدرسة دينية يهودية في مستوطنة «يتسهار يتسحاق شبيرا» وحاخام آخر من المدرسة يدعى «يوسي اليتسور»، ومدار الكتاب هو جواب لسؤال: في أي الحالات يمكن إيذاء غير اليهودي؟ وكان الجواب
تصريحا بقتل «الأغيار» الذين يطالبون بأن تكون الأرض لهم، وأولئك الذين يضعفون بكلامهم حقنا في ملكية الأرض، فإن مصيرهم الموت، (1) ويضيفان في الكتاب أن قتل الأطفال الأغيار مسموح به أيضا «إذا تبين أنهم سيكبرون من أجل المس بنا»، كذلك، قتل أطفال زعيم شرير من أجل الضغط عليه ليكف عن أعمال الشر». ويعتبر المؤلفان «كل من للشعب العدو عدوا لأنه يساند القتلة. كما يجيزان ف كتابهما الثأر والانتقام «والقيام أحيانا بأعمال فظيعة ضد الأشرار بهدف خلق ميزان رعب صحيح».
وما أن بدأ العام الميلادي الجديد حتى نشرت فتوى يهودية جديدة تدعو لإقامة معسكرات إبادة للفلسطينيين، وأن هذه الإبادة واجب يثاب عليه اليهودي إن مارسه واقترفه!! فقد دعت مجلة صادرة عن التيار الديني الصهيوني في الكيان الغاصب إلى إقامة «معسكرات إبادة» للفلسطينيين، وأن إقامة هذه المعسكرات مهمة «اليهود الأطهار».
ولا شك أن استمرار صدور مثل هذه الفتاوى الإرهابية يؤكد استمرار المجازر التي يرتكبها جنود الاحتلال، فهناك تبادل أدوار بين المؤسسة الدينية الصهيونية والمؤسسة العسكرية، بل هناك تجاوب واضح بين ما تصدره حاخامات الكيان الصهيوني وما تطبقه حكومة المحتل على الأرض.
لا شك أن اليهود الصهاينة هم خصم فريد في صفاته، مميز بسماته وأبعاد فكره، وهو ليس كأي خصم، واحتلاله ليس كأي احتلال عرفته أوطاننا عبر التاريخ، بل لم تعرف مثيله الأمم والشعوب التي عانت من الاحتلال وتصريحات حاخامات اليهود تدلل على أن هناك قاسما مشتركا لأحبارهم على اختلاف انتماءاتهم العرقية وفرقهم الكثيرة هو ذلك الكم من البذاءات والفتاوى والتحريض والتهجم ضد الإسلام والمسلمين. وصدق فيهم قوله تعالى: {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِم بَآيَاتِ اللّهِ وَقَتْلِهِمُ الأَنْبِيَاء بِغَيْرِ حَقًّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً • وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا} (النساء: 155-156).
والسؤال: لماذا السكوت الواضح على هذه الفتاوى من قبل وسائل الإعلام الغربية؟! لعلها فدائرة نشر السلم والسلام، ولكننا لا نعي معانيها ومقاصدها!
1- صحيفة معاريف العبرية، الاثنين ٠٩/١١/2009 م.
مجلة بيت المقدس للدراسات- العدد الحادي عشر
تحميل الموضوع بصيغة:(PDF).. من هنا 👇
. تحميل الملف المرفق