فلسطين التاريخ / الواقع والمأمول
العلم الشرعي لمواجهة القرصنة الصهيونية
العلم الشرعي لمواجهة القرصنة الصهيونية
غزة ـ مركز بيت المقدس للدراسات التوثيقية – الدكتور محمد ماضي
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ومن استن بسنته واهتدى بهديه إلى يوم الدين.
لقد آلمنا ما حدث هذا اليوم من اعتداء مجرم على سفن أسطول الحرية الذي جاء من عشرات الدول , وضم مئات الأخوة المسلمين من دولة تركيا خاصة , وبلاد عربية عامة , وشاركهم بعض المتضامنين من دول أخرى وذلك في إطار تعاطفهم الإنساني مع الشعب المحاصر في قطاع غزة.
ولا شك أن الإخوة من تركيا جاؤوا ليطبقوا قول الله عز وجل: { إنما المؤمنون إخوة } , وقول النبي العدنان صلى الله عليه وسلم : (مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) , وجاءوا ليعيدوا أمجاد السلطان عبد الحميد ـ رحمه الله ـ الذي رفض عرض اليهود السخي لخزينته شخصيا , وخزينة الدولة العثمانية مقابل أن يعطي اليهود بعض الامتيازات الخاصة على أرض فلسطين , وجاءوا هؤلاء الكرام طالبين للأجور العظيمة متمسكين بحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه الشيخان في الصحيحين عن ابن عمر -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته). وأيضا حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه)
أما عن إخوان القردة والخنازير من يهود فهذا ليس غريبا عليهم فهم الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء , وهم الذين قالوا يد الله مغلولة , وهم الذين قتلوا الأنبياء والرسل , وحاولوا قتل أشرف الخلق محمد صلى الله عليه وسلم , ونحن المسلمين نردد ليل نهار مئات المرات قول الله عز وجل : { غير المغضوب عليهم } , كما نحفظ قول الله عز وجل : { لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا }.
أما الرد الإيماني على هذه القرصنة وتلك الجريمة البشعة فلا يكفي الشجب والإدانة والاستنكار , واستدعاء السفراء فقط , كفانا ردود أفعال , فنحن نحتاج إلى جهود أمة الإسلام من خلال خطة إيمانية علمية واقعية حضارية واقتصادية تستوعب طاقات الأمة , وتكون متواصلة ومستمرة , وتنفذ على مراحل متتالية , وأساس ذلك العلم الشرعي من الكتاب والسنة الصحيحة , وفهم الواقع والاستفادة من العلوم الكونية , والدعوة إلى الله عز وجل على بصيرة , وفهم ألاعيب الأعداء ومكرهم , قال ربنا جل جلاله: { وقد مكروا مكرا وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال }.
في الختام رحم الله من لقي حتفه في هذه المجزرة وتقبلهم عنده , وعجل الله بشفاء الجرحى , ويسر خروج الأسرى والمعتقلين . الله انصرنا على أعدائك عداء الدين الذين سلبوا الديار , ورملوا النساء , ويتموا الأطفال , وهددوا المساجد وحرقوا المصاحف . الله إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
كبته الفقير إلى عفو ربه
الشيخ \ محمد إبراهيم ماضي ـ مدير مركز الدعوة والتوحيد
.