فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار

نتنياهو: دمرت أوسلو وأتلاعب بأمريكا

الجمعة 4 من شعبان1431هـ 16-7-2010م

مفكرة الإسلام: لم يكن يعلم رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو، أن فضفضته وهو يتحدث لأسرة "إسرائيلية" في مستوطنة "عوفرا" عام 2001، ستخرج يوم ما على الملأ، حيث بدا فيها وهو يتبجح بإفشال اتفاق "أوسلو" الذي وقعت عليه "إسرائيل" مع السلطة الفلسطينية في عام 1993، ويتفاخر بأنه يحرك الولايات المتحدة، حليف "إسرائيل" كما يشاء.

فمؤخرًا، بثت القناة "الإسرائيلية" العاشرة شريط فيديو للحوار الذي دار بين نتنياهو وتلك الأسرة، حين جرى تصويره دون علمه بآلة تصوير كانت تعمل آنذاك، وقد تطرق خلال حديثه إلى أن 80 في المائة من الأمريكيين يؤيدون "إسرائيل" وأنه يمكنه "تحريكها" كيفما يشاء.

ووصل نتنياهو- الذي كان معارضًا لاتفاق أوسلو ويعتقد أن الفلسطينيين أخذوا أكثر مما ينبغي أو أكثر مما يستحقون- إلى الحكومة في مايو 1996، وفي عهده تم التوقيع على اتفاق الخليل في 15 يناير 1997، وهو اتفاق قسَّم المدينة إلى قسمين: يهودي في قلب المدينة بما فيها الحرم الإبراهيمي، وقسم عربي ويشمل الدائرة الأوسع للمدينة، وتضمن إعادة جدولة زمنية لثلاث انسحابات (إعادة انتشار) من أجزاء غير محددة من الضفة تبدأ في مارس 1997 وتنتهي في يونيو 1998، بدلاً مما كان مقررًا في سبتمبر 1997.

سخرية من أمريكا

وروى نتنياهو في التسجيل المصور، أنه اشترط توقيعه على اتفاق الخليل بموافقة أمريكية على ألا تقع انسحابات من "مواقع عسكرية محددة"، وأنه سيقرر ما هي هذه المواقع، مثل غور الأردن كله، ويتباهى نتنياهو "إنني وقفت منذ ذلك الحين ضد اتفاقات أوسلو".

وقال: ".. أنا أعرف أمريكا.. إنها شيء يمكنك أن تحركه بسهولة.. تستطيع تحريكه إلى الاتجاه الصحيح.. والأمريكيون لن يستطيعوا الوقوف في طريقنا.. ولن يفعلوا ذلك".

وأضاف: إدارة كلينتون (الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون) كانت مؤيدة للفلسطينيين إلى حد كبير.. لم أكن خائفًا من المناورة.. ولم أكن خائفًا من الاشتباك مع كلينتون.. ولا مع الأمم المتحدة,. لقد دفعت الثمن على أي حال.. وأنا أفضل أن أحصل على القيمة.. القيمة مقابل السعر".

نتنياهو المحتال

واعتبر الكاتب الصحفي "الإسرائيلي" جدعون ليفي، هذا الأمر دليلاً على إدانة نتنياهو بإفساد عملية السلام التي شهدت تعثرًا مع وصوله إلى الحكومة للمرة الأولى في الفترة ما بين عامي 1996 و1999، ومنذ ذلك الوقت لم تسجل المفاوضات السلمية اختراقًا حقيقيًا، خاصة وأن خليفته كان الصقر المتشدد آرييل شارون.

وكتب ليفي في صحيفة "هآرتس" في مقال تحت عنوان "بيبي المحتال" وبيبي هو الاسم المختصر لبنيامين نتنياهو، يقول: هذا الفيديو يجب أن يعرض في كل منزل في إسرائيل، ثم يرسل إلى واشنطن ورام الله، ويجب أن يحظر على الأطفال مشاهدته حتى لا يتعلموا الفساد، وينبغي أن يوزع على كل الدول وعلى كل شخص من أجل أن يعرف من يقود حكومة إسرائيل.

وأضاف: لقد عرضت القناة العاشرة الوجه المخادع الحقيقي لبنيامين نتنياهو والذي تم بثه في ليلة الجمعة خلال برنامج "هذا الأسبوع مع ميكي روزنتال:، وتم تصويره سراً عام 2001.

وقال ليفي: لا شك أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما والإسرائيلي شيمون بيريز اللذين يواصلان الحديث عن أن نتنياهو سيتوصل للسلام، فإنهما سيغيران من كلامهما لو شاهدا هذا الشريط.

وتابع أنه حتى اعتراض رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس على إجراء محادثات مباشرة مع نتيناهو سيكون مفهومًا، فماذا هناك غير مناقشة مع شخص هدفه الوحيد هو منح 2 في المائة من أجل المحافظة على 100 في المائة كما قال له والده نقلاً عن جده.

تبرئة للفلسطينيين

واعتبر ليفي أن هذا الشريط يشكّل نهاية مزاعم أن الفلسطينيين مذنبون في إخفاق اتفاقات أوسلو، حيث كشف نتنياهو أمام مستضيفيه في مستوطنة عوفرا عن الحقيقة العارية: "فهو قد قضى بيديه وبأفعاله على اتفاقات أوسلو، بل يفخر بذلك. بعد سنين حاولوا فيها إفهامنا أن الفلسطينيين مذنبون، كشفت الحقيقة من فم صاحب الشأن. وكيف فعل هذا؟"

ورأى ليفي أن نتنياهو تفوّق على كل زعماء إسرائيل السابقين في "الخداع وتضليل أمريكا وبلبلة الفلسطينيين وتضليلنا جميعاً"، مضيفاً أن الشخص الذي يظهر في الشريط (نتنياهو) يشهد على نفسه بكلامه أنه محتال."

 

.