فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار

فيتو أمريكي على مشروع يدين الاستيطان بمجلس الأمن

السبت 19 فبراير 2011

مفكرة الاسلام: استخدمت الولايات المتحدة الجمعة، حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن ضد مشروع قرار للمجموعة العربية يدين الاستيطان "الإسرائيلي" في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ما حمل الفلسطينيين على إعلان عزمهم إعادة النظر في عملية المفاوضات المجمدة أصلا منذ شهور.

وهي المرة الأولى التي تمارس الولايات المتحدة حق النقض في مجلس الأمن منذ وصول الرئيس باراك أوباما إلى البيت الأبيض في مطلع عام 2009. بينما صوت أعضاء مجلس الأمن الـ 14 الآخرون جميعا لصالح القرار.

وبررت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس الأمر بأن القرار كان يمكن في حال تبنيه أن "يشجع الأطراف على البقاء خارج المفاوضات"، وأشارت إلى أن الاستيطان يقضي على "الثقة بين الطرفين" ويهدد "إمكانات السلام"، وفق ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.

وشكرت "إسرائيل" الرئيس الأمريكي على هذا الموقف ودعت الفلسطينيين إلى الاستئناف الفوري للمفاوضات المباشرة بدون شروط مسبقة.

وجاء في بيان صدر عن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ليل الجمعة، أن "إسرائيل تقدر كثيرا قرار الرئيس اوباما بفرض الفيتو على قرار مجلس الامن اليوم"، معتبرا أن "القرار الذي اتخذته الولايات المتحدة اليوم (أمس) يثبت أن الطريق الوحيد إلى السلام يمر عبر مفاوضات مباشرة وليس من خلال قرارات منظمات دولية".

وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية يجال بالمور أن "المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين لطالما كانت ولا تزال السبيل الوحيد لتسوية النزاع بين الطرفين"، وأضاف أن "الطريق قصير بين رام الله والقدس، وكل ما يتعين على الفلسطينيين القيام به هو العودة إلى طاولة المفاوضات بدون شروط مسبقة".

ومشروع القرار الذي كانت ترعاه حوالى 130 دولة كان "يؤكد مجددا أن المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ 1967، بما فيها القدس الشرقية، غير قانونية وتشكل عقبة رئيسية أمام نجاح قيام سلام عادل ودائم وشامل".

وكانت الولايات المتحدة سعت حتى اللحظة الأخيرة لثني القيادة الفلسطينية عن التوجه إلى مجلس الأمن لاستصدار قرار وإقناعها بالاكتفاء بإصدار بيان رئاسي غير ملزم عن مجلس الأمن، ملوحة حتى بقطع مساعداتها.

وقبل اجتماع مجلس الامن أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس الجمعة تصميم الفلسطينيين على الذهاب الى مجلس الامن في مكالمة هاتفية اجرتها معه وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون، وفق ما أفاد الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة.

واعتبر أبو ردينة في تصريح لوكالة "وفا" الفلسطينية أن الموقف الأمريكي "لا يخدم عملية السلام بل يشجع إسرائيل على الاستمرار في الاستيطان والتهرب من استحقاقات السلام"، واستغرب استخدام الولايات المتحدة حق النقض، محذرا من أن "هذا الموقف سيزيد من تعقيد الأمور في منطقة الشرق الأوسط".

بدورها، وصفت فرنسا وبريطانيا والمانيا الاستيطان الإسرائيلي بأنه "غير شرعي" ويشكل "تهديدا" لحل الدولتين، ودعت الطرفين لاستئناف المفاوضات المباشرة بهدف التوصل الى اتفاق حول قضايا الوضع النهائي بحيث تنضم دولة فلسطين الى مجلس الامن اعتبارا من سبتمبر 2011.

وأعربت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون السبت عن أسفها لعدم "التوصل الى اجماع" في مجلس الامن الدولي مذكرة بأن الاتحاد الاوروبي يعتبر أن المستوطنات "غير شرعية بنظر القانون الدولي وتشكل عقبة في وجه السلام وتهدد حل الدولتين".

وتابعت "نحن بحاجة الآن إلى بذل كل ما هو ممكن من أجل استئناف المفاوضات بشكل عاجل بين الطرفين".
وكانت المندوبة الأمريكية عرضت إصدار بيان غير ملزم عن رئاسة مجلس الأمن ينتقد الاستيطان "الإسرائيلي"، مرفقا بوعد بإرسال بعثة عن المجلس على الأرض، وبإدراج إشارة إلى حدود 1967 في البيان المقبل للجنة الرباعية حول الشرق الأوسط (الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والامم المتحدة وروسيا).

كما اقترح أوباما إضافة فقرة إلى الإعلان تدعو "إسرائيل" إلى اصدار قرار تجميد جديد للاستيطان.

وصرح أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه أن القيادة الفلسطينية ستعيد تقييم عملية المفاوضات بمجملها بعد الفيتو الأمريكي في مجلس الامن.

وقال إن القرار الأمريكي "مؤسف للغاية ويمس مصداقية الولايات المتحدة، لأنها تعترض على قرار يؤكد على حرية الشعب الفلسطيني وحقوقه في الوقت الذي تعلن أنها مع حرية شعوب المنطقة وضمان حقوقها".

وسعت الولايات المتحدة لتجنب استخدام حق الفيتو الذي سيضر بالتاكيد بصورتها في العالم العربي والاسلامي، في وقت تشهد المنطقة حركات احتجاج شعبية أطاحت الرئيسين التونسي زين العابدين بن علي والمصري حسني مبارك وامتدت إلى بلدان أخرى، وفق ما أوضح دبلوماسيون.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن أحد الدبلوماسيين قالت إنه طلب عدم كشف اسمه إن "هذا لن يحسن صورتهم في هذه المرحلة الحساسة".

وكان مفوض العلاقات الدولية في السلطة الفلسطينية نبيل شعث حذر واشنطن الثلاثاء من أن استخدام حق الفيتو سيجعلها تخسر مصداقيتها نهائيا كطرف راع لعملية السلام "الآن وفي المستقبل".

وأعيد إطلاق مفاوضات السلام بين "الإسرائيليين" والفلسطينيين في سبتمبر الماضي لكنها سرعان ما علقت مع انتهاء مفاعيل قرار "إسرائيلي" بتجميد الاستيطان جزئيا في الضفة الغربية.

 

.