فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار
مدير الأونروا يؤكد وجود مؤامرة دولية كبيرة لارتكاب كارثة في غزة
السبت 8 من ذو الحجة 1429هـ 6-12-2008م
مفكرة الإسلام: أكدت وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، اليوم السبت، أن هناك مؤامرة دولية كبيرة لارتكاب كارثة إنسانية في قطاع غزة المحاصَر.
وتفرض "إسرائيل" حصارًا خانقًا على قطاع غزة منذ سيطرة حركة حماس على القطاع أواسط العام الماضي. وشددت "إسرائيل" في نوفمبر الحصار المفروض على قطاع غزة منذ يونيو 2007 فأغلقت جميع نقاط العبور ولا تسمح سوى استثنائيا بدخول مواد أساسية ومساعدات إنسانية.
وقال مدير الأونروا "جون كينج" في مقابلة مع قناة الجزيرة الإخبارية: "الأمر واضح جدًّا, العالم لا يريدنا أن نطعم الجوعى بغزة ولا نداوي المرضى".
وأوضح أن ما يتلقاه الشعب الفلسطيني في حصاره لا يتعدى 1% من مساعدات وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين؛ لأن الباقي محظور عليه.
وفي إشارة إلى جور الحصار المفروض على قطاع غزة، والأسباب الواهية التي تتذرع بها "إسرائيل" للاستمرار في محاصرة القطاع، وصف "جون كينج" شعب غزة بأنه "شعب طيب ومتحضر ومسالم".
حصار غزة يفرضه سياسيون "إسرائيليون" وغربيون وعرب:
وفي سياق متصل، أكدت كارن أبو زيد المفوض العامة لوكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين بالأمم المتحدة أن الكارثة الإنسانية المفروضة على المحاصرين بقطاع غزة مفروضة عمدًا من قبل مسئولين سياسيين "إسرائيليين" وغربيين وعرب.
وتساءلت أبو زيد في مقال نشرته صحيفة "جارديان" البريطانية أمس الجمعة: "ألم يحن الوقت لإعادة النظر في تلك السياسات والبحث عن نهج جديد؟! ألم يحن الوقت لكي نستجوب من جديد التزامنا بالمبادئ النبيلة للإعلان العالمي؟!".
وكتبت أبو زيد: "إنه مع اقتراب الذكرى الستين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان يسلط ارتفاع القتلى المتزايد في غزة الضوء على الهوة المؤلمة بين الخطاب السلمي والواقع المرير للشعب الفلسطيني".
حضارة مدمرة.. واعتداء خطير:
وأضافت: "بعد 60 عامًا أصبحت الحاجة لإعطاء معنى حقيقي لحماية الفلسطينيين أمرًا في غاية الأهمية. وكما قالت المفوضة السابقة لحقوق الإنسان، ماري روبنسون، إن الوضع في غزة أشبه بحضارة مدمرة.
كذلك قال منسق العمل الإنساني في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ماكسويل غيلارد، إن الوضع في غزة فيه "اعتداء خطير" على حقوق الإنسان".
وتابعت قائلة: "مؤخرًا وصف المفوض الأوروبي، لويس ميشيل، حصار غزة بأنه "نوع من العقاب الجماعي ضد المدنيين الفلسطينيين، ما يعتبر انتهاكًا للقانون الإنساني الدولي".
وقالت المسئولة الأممية: إن أعداد الوفيات في الأرض الفلسطينية المحتلة يجب أن تجعلنا نستجوب التزامنا بتأييد حق الحياة ـ الحق الأول قبل كل الحقوق ـ المصون بموجب مجموعة كبيرة من الآليات القانونية الدولية. إذ إن أكثر من خمسمائة فلسطيني، منهم 73 طفلا، قتلوا هذا العام فقط نتيجة الصراع، أكثر من ضعف العدد للعام 2005.
وأكدت أبو زيد أن حق حرية الحركة المكفول بموجب المادة 13 من الإعلان العالمي ما زال أملاً بعيد المنال لكثير من الفلسطينيين. والحصار غير الإنساني لغزة - الذي وصفه كثير من كبار مسؤولي الأمم المتحدة بأنه عقاب جماعي لـ1.5 مليون فلسطيني - والحواجز المانعة للتحرك التي تربو على 600 في الضفة الغربية، كلها تشكل شاهدًا محزنًا لفشل المجتمع الدولي في الالتزام بتلك المادة.