فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار

جنود إسرائيليون: صنعنا في غزة جيلاً من الاستشهاديين

 

الأحد 22 من محرم1430هـ 18-1-2009م

 

مفكرة الإسلام: أعرب جنود "إسرائيليون" عن استيائهم من عمليات القتل البارد التي يقوم بها الجيش "الإسرائيلي" ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، رافضين ادعاء "إسرائيل" بأنها تقوم بذلك "دفاعا عن النفس".

ونقلت صحيفة "الجارديان" البريطانية عن إسحاق بن موكا، الجندي "الإسرائيلي" بقوات المظلات، قوله: "إنها ليست حربا للدفاع، إننا نخلق على المدى الطويل آلاف الاستشهاديين في المستقبل من أخوة وأبناء القتلى الفلسطينيين".

كما نقلت الصحيفة عن الجندي نوعيم ليفنا قوله: "قتل المدنيين الأبرياء لا يمكن تبريره، لا شيء يمكن أن يبرر هذا النوع من القتل، إنما هي الغطرسة "الإسرائيلية" المستندة إلى منطق أنه إذا ما أكثرنا الضرب فسيكون كل شيء على ما يرام، لكن الكراهية والغضب اللذين نزرعهما في غزة سيرتدان علينا".

"إسرائيل" ستدفع ثمنا باهظا:

من جانبها، قالت منظمة "إسرائيلية" مناهضة للحرب إن ما يحدث في غزة من قتل للمدنيين الفلسطينيين يعد وحشية وعنفا لم يسبق لهما مثيل، مؤكدة أن "إسرائيل" ستدفع ثمنا باهظا مقابل هذه الهجمات التي لن تحقق الأمن "للإسرائيليين"؛ بل ستزيد من الكراهية لهم.

 ورفض بن موكا (25 عاما) الانضمام إلى الجيش "الإسرائيلي" في هجماته الشرسة على 1.5 مليون فلسطيني في قطاع غزة، والذي سقط منهم خلال 23 يوما من القتال قرابة 1300 شهيد ونحو 5500 آخرين، نصفهم من الأطفال.

وقال: "لا يمكن الفصل بين الحرب في غزة وبين حقيقة أن الشعب الفلسطيني يقع تحت الاحتلال منذ أكثر من 40 عاما". ولكنه استطرد قائلا: "هذا ليس مبررا لحماس كي تطلق الصواريخ، ولكن يجب على "الإسرائيليين" أولا أن ينظروا إلى ما يفعلون".

وأبدى بن موكا خيبة أمله من مزاعم "تل أبيب" أن الجيش "الإسرائيلي" يحارب "مجموعات إرهابية" في غزة، غير أنه يرى أن الجيش "يقمع تطلعات الفلسطينيين للحرية، واحتجاجات المزارعين الفلسطينيين ضد السرقة التي لا تنقطع لأراضيهم".

الجيش "الإسرائيلي" يستخدم المدنيين الفلسطينيين كدروع بشرية:

وردا على مزاعم "إسرائيلية" بأن سقوط العدد الكبير من المدنيين الفلسطينيين سببه استخدامهم من جانب رجال المقاومة كدروع بشرية، قال بن موكا: إن الجنود "الإسرائيليين" "هم الذين يسيئون استعمال المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة"، مؤكدا أن الجيش "الإسرائيلي" يستخدم المدنيين الفلسطينيين كدروع بشرية.

وفي هذا الصدد، أشار إلى أن أحد الأدلة على ذلك قيام جنود "إسرائيليين" بإرسال نساء وأطفال فلسطينيين إلى بعض المنازل الخالية للتأكد من خلوها من الألغام.

وشدد المظلي "الإسرائيلي" على أنه ليس من رافضي القتال فحسب، بل إنه يرفض أن يلعب ثانية دورا في 40 عاما من الاحتلال. وقال بن موكا إنه قدم طلبا للجيش "الإسرائيلي" للتدريب حتى يكون مستعدا دائما للدفاع عن "إسرائيل"، غير أن الهجوم على قطاع غزة واستمرار الاحتلال "لا يعد دفاعا".

وذكرت صحيفة "الجارديان" أن بن موكا لم يعتقل كما كان يتوقع؛ لأن الجيش "الإسرائيلي" لا يود لفت الأنظار أكثر إلى حجم الرفض في صفوفه للعمليات في غزة.

ولم يعتقل من جملة 20 جنديا (وفق مصادر إعلامية) رفضوا الخدمة في صفوف الجيش سوى الجندي ليفنا الذي قضى 14 يوما في سجن عسكري

 

.