فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار
محللون: "إسرائيل" تفرط في استخدام القوة لحماية جنودها
الأربعاء 11 من محرم1430هـ 7-1-2009م
مفكرة الإسلام: اعترف كبار ضباط الجيش الصهيوني باستخدام القوة المفرطة، وذلك بعد قصف مدرسة تابعة للأونروا في مخيم جباليا للاجئين يوم الثلاثاء، واستشهد على أثرة حوالي 40 من المدنيين الفلسطينيين.
ونقلت صحيفة هآرتس العبرية عن أحد ضباط جيش الاحتلال بأن "الحذر بالنسبة لنا يعني العدوانية"، وأضاف بأن الجيش الصهيوني يتصرف من لحظة دخوله غزة وكأنه في حالة حرب مع جيش دولة أخرى، مما يؤدي إلى إلحاق أضرار بالغة على أرض الواقع.
وأضاف أنه يرجو ممن فروا من غزة أن يصفوا الصدمة الانسانية التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي، على أمل أن يفيق الإسرائيليون وانهاء هذه الكارثة المستمرة.
وقالت الصحيفة العبرية أن ما لم يصرح به الضابط أن هذه هي سياسة متعمدة للكيان الصهيوني، عقب صدمة الحرب في لبنان عام 2006، وتكبد الجيش الإسرائيلي الكثير من القتلى.
ولذلك، فإنها تستخدم التكتيكات والقوة الهجومية المفرطة لتجنب الخسائر البشرية في صفوف جيش الاحتلال، كما أن مجلس وزراء الكيان الصهيوني وضع هذا في عين الاعتبار عندما وافق على العملية البرية يوم الجمعة الماضي، فليس هناك ما يدعو إلى تغيير موقفه الآن.
وأضافت الصحيفة أنه سواء أدى ضرب مدرسة الأنروا يوم الثلاثاء، وما أسفر عنه من ضحايا مدنيين، وزيادة الضغوط الدولية إلى وقف فوري لإطلاق النار أم لم يؤدي، فإن حرب لبنان الثانية استمرت لأسابيع بعد حادثة مشابهة وقعت في قانا.
علاوة على ذلك، فإن الوضع في غزة يختلف قليلا عما كان عليه في لبنان من عدة نقاط، أولا : فإن العالم، حتى يوم الثلاثاء، لم يكن مبال نسبيا بالكارثة الفلسطينية، فعلى سبيل المثال يوم الاثنين الماضي، استشهد 31 فردا من عائلة الساموني وفي اليوم نفسه، استشهد 13 شخصا من أسرة فلسطينية أخرى، إلا وسائل الإعلام الدولية لم تقم بتغطية هذه الحوادث حيث كانت مقيدة نسبيا.
وثانيا: فإن الجهات الفاعلة الدولية الرئيسة لا ترغب في تعزيز حركة حماس، حيث تقود فرنسا ومصر في الوقت الراهن الجهود الرامية لوقف إطلاق النار، إلا أن مقترحاتها أقرب إلى مطالب إسرائيل من مطالب حركة حماس. ولذلك، فالقتال مستمر ما لم تقبل حماس هذه المقترحات.
وأوضحت الصحيفة أن التأخير في المفاوضات الدبلوماسية من شأنه أن يؤدي إلى تصعيد القتال. وسيتعين على مجلس الوزراء الإسرائيلي في القريب العاجل اتخاذ قرار إما لتوسيع العملية من خلال نشر جنود الاحتياط الذين يتدربون في قاعدة تسعاليم، أو قبول الاتفاق الكامل لوقف إطلاق النار، من وجهة نظرها هو، متبوعا بانسحاب سريع.
وفي النهاية تطرح الصحيفة سؤالا: هل فرص تحسين نتائج الحرب تفوق تعريض حياة الجنود للخطر الكامن في هجوم شامل، أو العكس؟