فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار
مواجهات عنيفة بالقدس في مستهل يوم الغضب
الثلاثاء30 من ربيع الأول1431هـ 16-3-2010م
مفكرة الإسلام: وقعت مواجهات عنيفة صباح الثلاثاء بين قوات الاحتلال "الإسرائيلي" وفلسطينيين في شمالي القدس المحتلة في مستهل "يوم الغضب" الذي دعا إليه الفلسطينيون غداة تدشين "كنيس الخراب" بالقرب من المسجد الأقصى، والذي يعتبره الصهاينة ممهدًا لبناء ما يسمى بـ "جبل الهيكل" مكان الحرم القدسي.
وعززت قوات الاحتلال من انتشارها في القدس المحتلة، وخاصة في البلدة العتيقة ومحيط الحرم القدسي، ومنعت المصلين أقل من سن الخمسين من الصلاة في المسجد الأقصى، حيث يرابط عدد من الفلسطينيين، استجابة لدعوات علماء فلسطين للتصدي لمحاولة اقتحام محتملة من جانب اليهود المتطرفين.
وكانت قد وقعت اشتباكات بين قوات الاحتلال وعشرات الشبان الفلسطينيين المحتجين على تدشين الكنيس اليهودي قرب أسوار الحرم القدسي، وأطلقت شرطة الاحتلال الرصاص المطاطي وقنابل الغاز على المتظاهرين الفلسطينيين، وهو ما تسبب في إصابة نحو عشرين منهم.
يوم الغضب
ويرى اليهود في إعادة بناء الكنيس مؤشرًا على قرب بناء ما يعدونه "هيكل سليمان" مكان المسجد الأقصى، اعتقادًا بنبوءة يهودية تزعم أنه في اليوم التالي لافتتاح هذا الكنيس سيتم البدء في إنشاء ما يسمى بـ "جبل الهيكل" المزعوم.
ودعت شخصيات وفصائل فلسطينية إلى جعل اليوم الثلاثاء يومًا للغضب، وتدشين حملة مفتوحة للحفاظ على المقدسات الإسلامية بالقدس، وطالبت بوقف كل أشكال المفاوضات مع الاحتلال "الإسرائيلي".
ودعت قيادات فصائل المقاومة الفلسطينية في مؤتمر عقدته مساء أمس الاثنين في العاصمة السورية دمشق، الشعب الفلسطيني في كل مكان، خاصة داخل أراضي 48، للبدء ببرنامج متواصل "لحماية الأقصى من التدنيس والتهويد والهدم وحماية المقدسات المسيحية والإسلامية".
وحذر المجتمعون في بيان تلاه رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، خالد مشعل مما تفعله في القدس، خاصة بناءها كنيس الخراب، الذي عده خطوة "قد تطلق شرارة تفجير المنطقة"، ودعا الشعب الفلسطيني إلى اتخاذ خطوات عملية لمواجهة هذا العدوان الإسرائيلي، وطالب العرب والسلطة الفلسطينية بوقف كل أشكال المفاوضات "لأنها شكلت غطاء للاستيطان الإسرائيلي".
وقف التفاوض
وفي قطاع غزة، دعا المؤتمر الوطني للحفاظ على الثوابت ونصرة للقدس، الذي عقد مساء الاثنين بمشاركة غالبية الفصائل الفلسطينية إلى ضرورة "الوقف السريع لكل أشكال المفاوضات مع إسرائيل واعتماد خيار المقاومة خيارا إستراتيجيا من أجل تحقيق الأهداف الأساسية للشعب الفلسطيني".
وأعلن رئيس المؤتمر، الدكتور محمود الزهار القيادي في حركة "حماس"، وقفة حداد صباح الثلاثاء "تعبيرا عن الغضب تجاه الاعتداءات الإسرائيلية في القدس المحتلة.
ودعت "حماس" إلى جعل يوم الثلاثاء يوم غضب ونفير فلسطيني عام لنصرة المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية في الأراضي الفلسطينية، وطالبت الحكومات العربية والإسلامية بالقيام بواجبها في حماية القدس والمسجد الأقصى، والرئيس الفلسطيني محمود عباس بوقف المفاوضات مع إسرائيل والعودة إلى وحدة الصف الفلسطيني.
المرابطة بالأقصى
من جانبه، دعا مسئول ملف القدس في حركة "فتح" حاتم عبد القادر الفلسطينيين إلى الزحف للمسجد الأقصى والرباط فيه وصد أي محاولة لاقتحامه، وحذر إسرائيل من أن اقتحام الأقصى "سيشعل حريقا في القدس والأراضي الفلسطينية بشكل عام".
كما طالبت لجنة القدس والأقصى في المجلس التشريعي الفلسطيني الجماهير الفلسطينية والعربية والإٍسلامية بالخروج في مسيرات حاشدة من المدارس والمساجد والتظاهر في الأماكن العامة "استنكارا للهجمة الإسرائيلية على القدس المحتلة".
ودعت في بيان أصدرته الاثنين الحكام العرب والمسلمين ومنظمة المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية "لضرورة التحرك الفوري والعاجل لنصرة المسجد الأقصى المبارك والقدس ومقدساتها".