فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار
هنية:مواصلة إسرائيل لمذابحها لن يكسر إرادتنا ولن يحطم طموحنا
في رسالة إلى الغرب..
الخميس19 من محرم1430هـ 15-1-2009م
مفكرة الإسلام: وجّه إسماعيل هنية، رئيس الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة وأحد أبرز قادة حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس رسالة مفتوحة إلى الغرب عبر صحيفة الإندبندنت البريطانية.
وقال إسماعيل هنية في رسالته: "أكتب هذا المقال إلى القرَّاء الغربيين بأطيافهم الاجتماعية والسياسية كافَّة، بينما تواصل آلة الحرب الإسرائيلية ذبح شعبي في غزة وهو ما أسفر عن مقتل ما يزيد عن ألف قتيل، نصفهم تقريبا من الأطفال والنساء".
وأشار هنية في رسالته إلى القصف الصهيوني الذي استهدف الأسبوع الماضي مدرسة تابعة لهيئة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للأمم المتحدة الأونروا في مخيم جباليا للاجئين، ووصف هذه الفعلة بأنها واحدة من أفظع الجرائم التي يمكن أن يتخيلها المرء، حيث شُرِّد مئات المدنيين من منازلهم والتجأوا إلى الوكالة الدولية لتقصفهم إسرائيل هناك بلا شفقة ولا رحمة.
انسحاب 2005 لم يوقف جرائم الاحتلال في غزة
وذكّر رئيس الحكومة الفلسطينية في غزة الغرب بأن الكيان الصهيوني ورغم انسحابه من غزة عسكريًا عام 2005، إلا أنه أبقى فعليًا على احتلاله للقطاع، وذلك من خلال سيطرته على المعابر وحدوده البرية والبحرية والجوية.
وقال هنية: "في الواقع، لقد أكدت الأمم المتحدة أن الجيش الإسرائيلي قتل حوالي 1250 فلسطينيًا في غزة في الفترة الممتدة مابين عامي 2005 و2008، ورغم الجهود المسعورة من جانب الاحتلال لإخفاء الحقيقة، إلا أن السبب الجوهري الذي يكمن وراء جريمة الحرب الإسرائيلية في غزة هو انتخابات يناير من عام 2006، والتي فازت بها حماس بأغلبية ساحقة".
وأضاف: "إن ما تلا تلك الانتخابات هو أن كلا من إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تكاتفت واستنفرت قواها في مسعى "لقمع الإرادة الديمقراطية للشعب الفلسطيني".
وتابع إسماعيل هنية: "تلك القوى الثلاث فعلت ذلك من خلال عرقلتها أولا لعملية تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية، ومن ثم تحويل الحياة إلى جحيم بالنسبة للشعب الفلسطيني من خلال الحصار والخنق الاقتصادي، ثم تسبب إخفاق تلك السياسة في اندلاع "الحرب" التي تشنها إسرائيل حاليًا على قطاع غزة، والتي ترمي إلى إسكات كافة الأصوات التي تعبر عن إرادة الفلسطينيين، ومن ثم فرض شروطها إسرائيل على التسوية النهائية، لتحرمنا من الأرض ومن حقنا بالقدس كعاصمة لدولتنا المستقبلية، ناهيك عن حق عودة اللاجئين إلى ديارهم".
وتطرق هنية إلى الحصار الذي تفرضه سلطات الاحتلال على غزة وما جرَّه على سكان القطاع من معاناة وحرمان وأمراض، وأعرب عن صدمته لعدم قيام الأوروبيين وبقية دول الغرب بأي شيء لإدانة الحصار ورفعه عن شعب غزة.
شعب غزة عازم على مواصلة الصمود بوجه العدوان
وفي رسالته شدد رئيس الوزراء الفلسطيني في حكومة حماس على إصرار الفلسطينيين على الصمود في وجه العدوان وقال: "لن يردعنا أي من الاعتداءات التي ترتكب ضد مدارسنا ومساجدنا ووزاراتنا ومشاريع البنية التحتية المدنية عن المطالبة بحقوقنا الوطنية، ولاشك، أنه بإمكان إسرائل هدم وتدمير كل مبنى في قطاع غزة، لكنها لا تستطيع كسر تصميمنا أو صمودنا وثباتنا على العيش بكرامة على أرضنا".
وعن شروط حماس للقبول بوقف إطلاق النار، قال هنية: "على إسرائيل أن تنهي حربها الإجرامية وذبح شعبنا، وأن ترفع حصارها غير القانوني لقطاع غزة وبشكل تام وبدون شروط، وأن تفتح جميع المعابر الحدودية وتنسحب كليا من غزة، ثنم بعد هذا سنفكر بالخيارات المستقبلية المتاحة". واختتم إسماعيل هنية رسالته إلى الغرب بقوله: "أيًا كان الثمن، فإن مواصلة إسرائيل لمذابحها لن يكسر إرادتنا ولن يحطم طموحاتنا وتطلعنا لنيل الحرية والاستقلال".