فلسطين التاريخ / الواقع الفلسطيني في العراق

تقرير: الأطفال في المخيمات الفلسطينية بالعراق واقع مرير ومعاناة لا تطاق.

 

 

تقرير: الأطفال في المخيمات الفلسطينية بالعراق واقع مرير ومعاناة لا تطاق

التاريخ: 18/11/1429 الموافق 17-11-2008

 

 

 

المختصر /  يعيش الأطفال الفلسطينيون في المخيمات الصحراوية العراقية حياة لا يطيق الكبار تحملها في ظل فصول مريرة من العذاب وألوان الموت اليومية، فنهم من تعرض للإصابة بلدغة أفعى أو لسعة عقرب ومنهم من يصارع المرض وينتظر مصيره المحتوم ومنهم من يتهدده الموت المحدق على الطريق الدولية بين بغداد ودمشق والتي كانت ولا زالت تشكل خطرا داهما على أطفال المخيم.

فمنذ أن ولد مخيم التنف الصحراوي بين الحدود السورية العراقية قبل أكثر من عامين ونصف , عاش الطفل الفلسطيني النازح من العراق مرحلة لا يمكن أن تمحى من ذاكرته ولا يمكن أن ينسى أية لحظة عاشها في خيام وسط الصحراء الجرداء فلابد أن هذه الأيام التي يعيشها هذا الطفل والتي سيعيشها في الصحراء ستكون لها أثر بارز على مستقبلهم كما هي الآن تؤثر في نفسيتهم فقد أصيب الكثير منهم بأمراض نفسية والبعض منهم بدت عليه ملامح الخشونة منذ صغرهم فكيف لهذا الصحراء إلا أن تسرق منهم طفولتهم البريئة, وعلاوة على ذلك إصابتهم بالعديد من الأمراض والتي يعود سببها الرئيسي إلى الوضع البيئي المتدهور والمياه الملوثة وانتشار القمامة بين الخيام والمرافق والحمامات المشتركة، والطفل الفلسطيني في هذه المخيمات الصحراوية يبدأ يومه باللعب بالحصى والحجارة لا يبدأ يومه كأي طفل في هذا العالم بغسيل وجهه وتنظيف أسنانه.

طريق الموت

الطريق الدولية بغداد دمشق الخطر الأدهى الذي يهدد أمن الفلسطينيين وتحديدا الأطفال فقد توفي ثلاثة أطفال على هذه الطريق, طفل في مخيم الوليد في العراق وآخرين في مخيم التنف كان أخرهم الطفل محمد كمال (10) سنوات والذي كان ضمن المجموعة التي وافقت السويد على استضافتهم, فقد تعرض محمد لحادث دهس عندما صدمته حافلة كبيرة مزقت جسده النحيل وهشمت عظامه, والده كمال لازال إلى اليوم وقد غادر وحيداً إلى السويد يتذكر أخر لحظات عاشها ابنه محمد بين ذراعيه وهو يطلب من أبيه أن يساعده لكن كمال لا يستطيع فعل شيء لابنه وهو يموت أمام عينيه كما تذوب الشمعة, فكان الوالد يجهش بالبكاء حينما يتذكر هذا المشهد المؤلم مشهد الوداع الأخير بين الأب وابنه.

معاناة لا تتوقف

يقول ماهر حجازي مسئول الإعلام في لجنة إغاثة فلسطينيي العراق في تصريح خاص لشبكة فلسطين الآن: " كل خيمة من خيام اللاجئين في مخيم (التنف والوليد والهول) تتحدث عن مأساة إما أب شهيد أو معتقل أو مفقود أو مريض..طفل هنا بحاجة للعلاج ولا علاج له .. رضيع يحتاج لحليب أمه لكن حليب الأم جف..أيضا أجنة ماتت في أرحام أمهاتهن نتيجة الإرهاق والبيئة الصعبة".

وعن الوضع التعليمي بين حجازي "أنه تم في كل مخيم بناء مدرسة، والمدرسة عبارة عن مجموعة من الخيام وتشرف عليه وكالة الغوث UN تدرس فيها المرحلة الابتدائية والإعدادية فقط وفق المنهاج السوري".

وأشار إلى انه بالنسبة للمراحل الثانوية والدراسة الجامعية فلا يتمكن اللاجئون من إتمام تعليمهم, بالإضافة إلى أن المخيمات تحوي الكثير من الخبرات والخريجين والذين أضاعت عليهم الصحراء مستقبلهم.

فتح الحدود

وطالب حجازي الحكومة العراقية بتوفير حماية للتجمعات السكنية الفلسطينية في العراق وإيجاد وضع قانوني للفلسطينيين وضمان حياة كريمة لهم وصون جميع حقوقهم السياسية والمدنية وإعادة الممتلكات التي سلبتها المليشيات الإجرامية إلى أصحابها الفلسطينيين وتعويض المتضررين, كذلك إطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين من سجون وزارة الداخلية العرقية والاحتلال الأمريكي والاعتذار للفلسطينيين ومحاسبة مرتكبي الجرائم بحقهم.

وعن الحل لإنهاء مشكلة اللاجئين في المخيمات الصحراوية، أجاب حجازي: "الحل بأن تفتح الدول العربية حدودها أمام اللاجئ الفلسطيني، وأن تستضيفه على أراضيها لكي لا يجبر اللاجئ على الذهاب إلى أقاصي الأرض بعيدا إلى أمريكا اللاتيتينة وأروبا، ونحن هنا نخشى من أن تكون مشاريع استضافة اللاجئين في أمريكا اللاتينية وأوروبا عبارة عن مشاريع إعادة توطين وإنهاء لحق العودة".

لجنة إغاثة فلسطينيي العراق

وبين حجازي أنهم في لجنة الإغاثة يعملون على مساعدة اللاجئين الفلسطينيين من العراق وتقديم المساعدات الاغاثية لهم في المخيمات الصحراوية وللاجئين الفلسطينيين من العراق في سورية ومتابعة أوضاعهم الأمنية وتسهيل أمورهم وتأمين احتياجاتهم.

وبين أن اللجنة تسعى بشكل دائم لإنهاء مأساتهم من خلال تسليط الضوء على معاناتهم عبر المكتب الإعلامي والذي يتواصل مع العديد من المؤسسات الإعلامية من صحف ومواقع الكترونية ووكالات انباء عالمية عربية وفلسطينية وكذلك مع منظمات إنسانية دولية، حيث يقوم بنشر مواد اخبارية عن واقع اللاجئين ومعاناتهم.

وطالب حجازي كافة الأطراف الفلسطينية إلى تحمل مسؤوليتها التاريخية أمام هذا المأساة، لافتا إلى أن عدد اللاجئين في مخيم التنف بلغ أكثر من 700 لاجئ، وعدد اللاجئين في مخيم الوليد بلغ1900لاجئاً، وعدد اللاجئين في مخيم الهول في مدينة الحسكة السورية  332 لاجئاً.

 

.