فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار

هاآرتس: الجنود تلقوا أوامر بإطلاق النار على طواقم الإسعاف في حرب غزة

 

الاثنين27 من ربيع الأول1430هـ 23-3-2009م

 

مفكرة الإسلام: كشف تقرير صحافي عبري أن جيش الاحتلال أصدر أوامر للجنود بإطلاق النار على طواقم الإسعاف والإنقاذ خلال العدوان الأخير على قطاع غزة.

وأكدت صحيفة "هاآرتس" في عددها الصادر يوم الأحد أن مجموعة حقوقية عثرت على ورقة في أحد المنازل الفلسطينية التي احتلها الجيش "الإسرائيلي" خلال الهجوم على غزة كُتبت فيها أوامر باللغة العبرية تسمح بإطلاق النار على العاملين في الصليب الأحمر والمنظمات الإنسانية الأخرى؛ مما جعل مهمة إنقاذ الجرحى صعبة جدا كما تسبب ذلك في انتشار الجثث في الشوارع وبقائها أياماً عدة.

وإبان العدوان الصهيوني الأخير على قطاع غزة، أكدت الطواقم الإسعافية العاملة في القطاع أنهم كانوا أهدافًا مباشرة لإطلاق النار من قبل جنود الاحتلال رغم أنهم يحملون شارة طواقم الإسعاف.

اعترافات جنود الاحتلال:

ونشرت صحيفة "هاآرتس"، يوم الخميس الماضي، على موقعها الإلكتروني اعترافات لعسكريين صهاينة بارتكاب جرائم خلال الحرب التي شنتها تل أبيب على قطاع غزة في 28 من ديسمبر الماضي- واستمرت 22 يوماً- ضد المدنيين والممتلكات الفلسطينية.. "بشكل متعمد وبدم بارد".

وأكدت الصحيفة أن نشر هذه "الأسرار القذرة" سيجعل من الصعب على "الإسرائيليين" وصف هذه الاتهامات بأنها دعاية فلسطينية.

وقالت "هاآرتس" إن تلك الاعترافات جاءت خلال اجتماع عقد فى الثالث عشر من الشهر الماضي، وضم عددًا من الضباط الذين شاركوا في عملية "الرصاص المتدفق" ضد قطاع غزة.

وكشف أحد الضباط في اعترافه، عن تعمد الجنود الصهاينة قتل أم فلسطينية وابنتيها، وقصفهم بالمدفعية، رغم أنهم لم يمثلوا أي خطر على الجنود "الإسرائيليين" بعد أن استولت وحدة عسكرية على منزلهم، وعندما أخرجوهم منه- حسبما يروى الضابط الصهيوني في شهادته- أشاروا إليهم بالسير نحو اليمين، لكنهم أخطأوا الفهم وساروا يسارا، وما لبثوا أن تحركوا عدة خطوات، حتى قام أحد المدفعيين بإطلاق قذيفة عليهم ، قتلتهم في الحال، دون أي مبرر، سوى تنفيذ أعمى وبدون تفكير للأوامر العسكرية.

ويروى ضابط آخر إصدار قائد وحدة عسكرية أمرًا بقتل سيدة عجوز فلسطينية كانت تسير في الشارع دون أن تمثل أي خطر. مضيفاً بأن هذا الأمر جعله يدخل في جدل مع قادته حول أوامر إطلاق النار التي تصدر بدون مبرر، لاسيما أوامر إطلاق النار على منازل الفلسطينيين، دون توجيه سابق إنذار لهم. وكان مبررهم – حسبما يقول الضابط في اعترافاته- أنه في كل منزل فلسطيني يوجد به "إرهابيون" .

وأشارت الصحيفة العبرية إلى أنه على ضوء تلك الاعترافات طالبت منظمة "يش دين" الحقوقية "الإسرائيلية" بضرورة تشكيل لجنة مستقلة تحقق في الانتهاكات التي ارتكبها الجيش الصهيوني خلال عدوانه على قطاع غزة.

الأمم المتحدة: "إسرائيل" ارتكبت جرائم حرب

من جانبه، أكد ريتشارد فولك مقرر الأمم المتحدة الخاص لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية أن الهجوم العسكري الصهيوني الهائل على المناطق المزدحمة بالسكان في قطاع غزة يبدو أنه يشكل جريمة حرب خطيرة.

وقال فولك إن اتفاقيات جنيف تتطلب من القوات المتحاربة أن تميز بين الأهداف العسكرية وبين المدنيين المحيطين بها.

وأضاف: "إذا تعذر عمل ذلك؛ فإن شن الهجمات يكون غير قانوني أصلا ويبدو أنه يشكل جريمة حرب على أكبر قدر من الجسامة بموجب القانون الدولي".

وكتب في تقرير سنوي رفعه إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة: "على أساس من الأدلة المبدئية المتوفرة هناك أسباب للتوصل إلى هذه النتيجة".

وقدم فولك نفس عدد الشهداء الذي قدمه المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، في العدوان الصهيوني الأخير، وهو 1434 فلسطينيا بينهم 960 مدنيا.

 

.