فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار
إسرائيل تسعى لمبادلة أراض مع الفلسطينيين
الجمعة 20 من رجب1431هـ 2-7-2010م
مفكرة الإسلام: أعادت "إسرائيل" طرح فكرة مثيرة للجدل، تقوم على مبادلة الفلسطينيين بأراض فارغة من السكان في النقب، ومناطق مأهولة بالسكان في المثلث عوضًا عن "المستوطنات" والقدس، التي ترفض التنازل عنها وتعتبرها "العاصمة الأبدية"، رغم القرارات الدولية التي تعتبرها أرضًا محتلة.
وصرح وزير الخارجية "الإسرائيلي" أفيجدور ليبرمان أن حزبه "إسرائيل بيتنا" يوافق على انضمام حزب "كاديما" بزعامة وزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني إلى الائتلاف، شريطة قبول مبدأ "تبادل المناطق والسكان" لحل القضية الفلسطينية، بدلا من مبدأ "الأرض مقابل السلام".
معارضة عربية
وأثار المقترح تنديد الأوساط العربية داخل الأراضي المحتلة عام 1948، باعتباره يهدف إلى إضعافهم، مشددين على أن مبادلة أرض ومناطق سكانية يتنافى مع حق الفلسطينيين في استعادة أراضيهم المحتلة.
واعتبر النائب العربي في الكنيست "الإسرائيلي" جمال زحالقة، أن "الهدف هو إضعاف الجماهير الفلسطينية بالداخل، ووضع علامات استفهام على مواطنتهم، من خلال طروحات مختلفة، أحيانًا التبادل السكاني وتارة الولاء للدولة وأخرى تشريع قوانين عنصرية لنزع الشرعية عن العرب".
وأضاف النائب عن "التجمع الوطني" في تصريح لموقع "الجزيرة نت"، أن ذلك يأتي "لاستهداف العرب لكونهم يضعون الكثير من التحديات بكل ما يتعلق بيهودية الدولة، ليبرمان يريد تثبيت الاستيطان وضم القدس مقابل أم الفحم وسلخ أكبر عدد من العرب عن إسرائيل".
وتساءل: "إذا كان لا بد من تغيير الحدود، وتبادل الأراضي لماذا لا يكون وفق قرار التقسيم من عام 1947 حيث كان المثلث، الساحل قضاء الناصرة وأغلبية الجليل ضمن الدولة الفلسطينية.. لسنا لعبة تحركها إسرائيل كيف ما تريد"، لافتًا إلى أن المثلث -الذي يضم الساحل وقضاء الناصرة وأغلبية الجليل– كان وفقًا لقرار التقسيم ضمن الدولة الفلسطينية.
تسويق الفكرة
وتسعى "إسرائيل" إلى تسويق فكرة تبادل الأراضي عربيًا وإقليميًا ودوليًا مدفوعة بالهاجس الديموجرافي الذي يؤرقها، لاسيما أنها تتعامل مع عرب الداخل على أنهم خطر على مفهوم يهودية الدولة يجب التخلص منه.
واعتبر النائب عن الحزب "العربي الديمقراطي" طلب الصانع أن الطرح "الإسرائيلي" يعكس الأزمة الديمقراطية التي تعيشها "إسرائيل"، مشيرًا إلى أن هذا الطرح كان في السابق هامشيًا قبل أن يظهر على أجندة السياسة "الإسرائيلية".
وأكد أن الداخل الفلسطيني ليس سلعة قابلة للمساومة والمقايضة، وأن نكبة 1948 لن تتكرر ثانية، مشددًا على أن الفلسطينيين باقون في أرضهم وأن المهاجر اليهودي القادم من روسيا -في إشارة إلى ليبرمان- غير قادر على فرض شروطه على الجانب الفلسطيني.
وجدد النائب عن "القائمة الموحدة" الشيخ إبراهيم صرصور رفض فكرة التبادل السكاني في إطار أي تسوية سلمية ومساواة عرب 48 بالمستوطنين غير الشرعيين إلى جانب رفض الطرح الإسرائيلي بيهودية الدولة، لأن الفلسطينيين هم أصحاب الأرض والسكان الأصليين.
وقال: "إسرائيل ترفض أصلاً إقامة الدولة الفلسطينية، هذا الواقع سيؤدي في نهاية المطاف ليكون بين البحر والنهر كيان واحد، فيه مجموعتان عرقيتان تتنازعان على السيادة على الأرض، في ظل ظروف لا يمكن الحكم فيها لارتباطها بعوامل داخلية وخارجية لا يمكن التنبؤ بنتائجها".