فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار

خبير صهيوني يكشف أسرار التعاون بين تل أبيب وعباس للتخلص من حماس

 

الجمعة 4 من رجب1430هـ 26-6-2009م

 

مفكرة الإسلام (ترجمة خـاصة): كشفت مصادر إعلامية عبرية النقاب عن أسرار التعاون الأمني بين تل أبيب والسلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس "أبو مازن" لتقويض نفوذ حركة حماس فى الضفة الغربية، بعد مرور عامين على سيطرتها على قطاع غزة.

وقال "أوفق عيناي" خبير الشئون الأمنية بموقع "واللاه" الإخباري العبري: إن هناك العديد، من التفاهمات الأمنية السرية التى أبرمت بين السلطة الفلسطينية، و"إسرائيل" بعد أن باتت حركة حماس العدو المشترك الأول لهما. ومن بين تلك التفاهمات، "تسوية المطلوبين أمنياً" والتى فى إطارها تقوم سلطات الاحتلال بالإفراج عن السجناء الفلسطينيين التابعين للجناح العسكري لحركة فتح، فى مقابل الانضمام إلى عناصر أمن السلطة الفلسطينية، للعمل ضد عناصر حركة حماس فى الضفة الغربية.

وحسبما ذكر الخبير الصهيوني، فقد تم الإفراج حتى الآن عن 25 فلسطينيًا من حركة فتح، من السجون "الإسرائيلية"، من بين قائمة تضم 176 فتحاويًا من الضفة الغربية، وقد شارك المفرج عنهم بالفعل فى عمليات تمت لاعتقال كوادر حركة حماس فى الضفة الغربية.

فتح تسخر قوتها للانتقام من حماس:

وقال "عيناي" فى تقريره الذي حمل عنوان "هكذا تم تفكيك الجناح العسكري لحركة فتح": إنه منذ سيطرة حماس على غزة، فى يوليو 2007 بدأ رجال حركة فتح فى الضفة الغربية بتوجيه كافة قوتهم، وإمكاناتهم للانتقام من رجال حماس، بعد أن كانوا يسخرونها فى النضال والكفاح ضد "إسرائيل".

وكشف أن ذلك جعل حماس عدواً مشتركاً للسلطة الفلسطينية و"إسرائيل" ودفعهما أحياناً للعمل سوياً ضد رجال وعناصر حماس فى الضفة الغربية.

مكاسب "إسرائيل" :

وأوضح "عيناي" أن الأجهزة الأمنية الصهيونية رصدت هذا التحول الكبير فى موقف السلطة الفلسطينية، وسعت للتعاون معها، بهدف دعم ومساندة رجال حركة فتح، المعارضين لحماس، وبذلك تكون "إسرائيل" قد ضربت "عصفورين بحجر" -على حد وصف الخبير الصهيوني-، فمن جانب نجحت فى تأجيج الحرب بين فتح وحماس فى الضفة الغربية، ومن جانب آخر أبعدت المقاومين التابعين لحركة فتح عن الصراع ضد "إسرائيل" والكفاح المسلح ضدها. 

وأشار الخبير الصهيوني فى تقريره إلى أن المطلوبين الذين سيفرج عنهم من سجون الاحتلال سيوقعون على تعهد بعدم المشاركة فى أية "أعمال عدائية" ضد الكيان الصهيوني، كما سيتم إلحاقهم بجميع الأجهزة الأمنية الفلسطينية، للتأكد من عدم عودتهم للقتال ضد "إسرائيل".

وأضاف أنه فى حالة نجاح تلك العملية، سيتم الإفراج عن المزيد من المعتقلين التابعين لحركة فتح فى السجون الصهيونية. وكشف "عيناي" أن تصريحات أبو مازن بأن الجناح العسكري لحركة فتح غير قانوني، لأن رجال أجهزة الأمن الفلسطينية التابعة للشرطة، هم الذين من حقهم حمل السلاح، ساهم فى استجابة عدد كبير من سجناء فتح للتعاطى مع التسوية الجديدة.

من المقاومة إلى موظف حكومى:

واستعرض الكاتب أهم نماذج نجاح مبادرة "تسوية المطلوبين"، وهو زكريا الزبيدي قائد كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح فى جنين، والذي كان مطلوباً بقوة لدى سلطات الاحتلال الصهيوني، واليوم أصبح موظفاً حكومياً فى وزارة شئون الأسرى الفلسطينية.

وأشار الكاتب إلى نموج آخر وهو "شاهر حنيني"، الذي كان قائداً للجناح العسكري لحركة فتح فى قلقلية، والذي أصبح عنصراً أمنياً فى جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني، بعد خروجه من السجن "الإسرائيلي"، وعمل ضد عناصر حركة حماس فى الضفة الغربية. وقد لقى حنيني مصرعه خلال كمين نصبه رجال حماس، قبل عدة أيام، وبعد وفاته اعتبره البعض، "بطل الوطن" لحركة فتح، بينما اعتبره أنصار حماس" خائنًا ووضيعًا".

 

.