فلسطين التاريخ / الانتفاضة والأسرى والمعتقلين
معتقل النقب.. أكبر سجن صهيوني فيه 2400 فلسطيني يعيشون ظروفاً قاسية.
تقرير: معتقل النقب.. أكبر سجن صهيوني فيه 2400 فلسطيني يعيشون ظروفاً قاسية
المركز الفلسطيني للإعلام / قالت وزارة شؤون الأسرى والمحررين في قطاع غزة بأن الأسرى في سجن النقب الصحراوي والذين يزيد عددهم عن 2400 أسيراً يعيشون ظروفاً قاسية للغاية، بالإضافة إلى قساوة الأحوال الجوية الصحراوية التي تكون فيها الحرارة مرتفعة جداً في فصل الصيف، وشديدة البرودة في فصل الشتاء.
ذكرى استشهاد أسيرين في النقب
وأضافت الوزارة في تقرير لها نشرته في ذكرى استشهاد الأسيرين أسعد الشوا من غزة والأسير بسام الصمودي من جنين وتلقى "المركز الفلسطيني للإعلام"، نسخة منه، "إن الأسيرين استشهدا في سجن النقب بتاريخ 16/8/1988 نتيجة قيام حراس السجن بإطلاق النار المباشر عليهما، أثناء احتجاج الأسرى على ظروف اعتقالهم القاسية، والتي لم تكن الأخيرة حيث ارتقى قبل عدة أشهر الشهيد محمد الأشقر برصاص حراس السجن ليضاف إلى قائمة الشرف التي ارتفعت في سجن النقب".
من جهته؛ قال وزير شؤون الأسرى والمحررين الدكتور أحمد شويدح بأن سجن النقب يعتبر من "أسوء السجون التي يزيد عددها على 28 سجناً ومعتقلاً ومركز توقيف صهيوني، ومن أكثر السجون التي ضمت بين أسلاكها وجدرانها أسرى ومعتقلين، حيث استوعب هذا السجن منذ افتتاحه في 17/ 3/1988، أكثر من 150 ألف معتقل، ولا يزال يضم أكثر من 2400 معتقلاً".
معاناة مزدوجة
وأضاف الوزير شويدح بأن الأسرى في سجن النقب يعانون معاناة مزدوجة، "فبالإضافة إلى الإجراءات القمعية التي تمارسها إدارة السجن بحقهم، وحرمانهم من حقوقهم التي نصت عليها الاتفاقيات الدولية، إلا أن الظروف الجوية التي تشهدها منطقة السجن بصفتها الصحراوية تزيد من معاناة الأسرى، حيث درجة الحرارة والرطوبة في فصل الصيف تكون مرتفعة جداً، مما يسبب العديد من الأمراض للأسرى كضربات الشمس، والنزيف، والصداع الشديد"، مضيفاً أن إدارة السجن تتعمد تركهم لفترات طويلة معرضين للشمس دون أي إجراءات للوقاية وذلك بحجة العدد اليومي، أو التفتيش، وكذلك يكون الأجواء في فصل الشتاء باردة جداً لدرجة تجمد بعض أطراف المعتقلين من شدة البرودة، مع وجود نقس في الأغطية والملابس الشتوية".
كما أن الخيام التي من المفروض أن تحمى الأسرى من البرد والمطر، يوضح شويدح، "الكثير منها متهرئ، وبها ثقوب مما يؤدى إلى تسرب المطر داخل الخيام، والتسبب في تلف أغراضهم الشخصية، كما يرتفع عدد المرضى في فصل الشتاء نتيجة سوء الأحوال الجوية، حيث يتعرض الأسرى بكثرة للإصابة بالأنفلونزا الحادة، وهشاشة العظام، وسلس البول".
أكبر تجمع للمعتقلين الإداريين
وأشار وزير الأسرى في الحكومة الفلسطينية الشرعية إلى أن سجن النقب "يعتبر أكبر تجمع للأسرى الإداريين الذين يزيد عددهم عن 1100 معتقل إداري بدون تهمة، حيث يضم سجن النقب لوحده أكثر من 85 في المائة من الأسرى الإداريين موزعين على عدة أقسام يطلق عليها قسم (هـ)، ويعتبر هذا القسم هو أكبر تجمع لأسرى الاعتقال الإداري في فلسطين بحيث يبلغ العدد في هذه الأقسام قرابة 850 أسير يقبعون في السجن مدة طويلة دون تهمة أو قضية أو محاكمة سوى أنهم "يشكلون خطراً على أمن الدولة"، دون ذكر لماهية هذا الخطر، وبناء على الملف السري الذي تتذرع فيه مخابرات الاحتلال تتم عملية التجديد الإداري للمعتقلين بوتيرة متصاعدة حيث لا يوجد معتقل إداري داخل سجن النقب إلا وجرى له تجديد الاعتقال مرة أو مرتين أو أكثر، والعدد مفتوح إلى ما لا نهاية، ومنهم من تم تجددي الاعتقال الإداري له لأكثر من 15 مرة متتالية".
وقال شويدح إن الاعتقال الإداري "يعتبر من أكثر أساليب الاعتقال خرقاً لحقوق الإنسان، ومخالف للاتفاقيات الدولية حيث لا يسمح للمعتقل أو محامية بالإطلاع على أيه تفاصيل عن أسباب الاعتقال أو التهم الموجهة للمعتقل، ويحرم الأسير من حقه في المحاكمة العادلة ومن حقه في معرفة التهم الموجهة إليه وبالتالي يحرم من حقه في الدفاع عن النفس والتي كفلته كافة الأعراف والقوانين ،وأصبح الاعتقال الإداري سيف مسلط على رقاب الأسرى الفلسطينيين، وأداة من أدوات تكريس الاحتلال، وشكلاً من أشكال التعذيب النفسي للمعتقل وأسرته".
9 شهداء في سجن النقب
من جهته؛ قال رياض الأشقر مدير الدائرة الإعلامية بالوزارة "إن أسرى النقب يعيشون منذ إعادة افتتاحه عام 2002 لاستيعاب الأعداد الكبيرة من المعتقلين بعد اندلاع انتفاضة الأقصى، يعيشون مواجهة مفتوحة مع إدارة السجن التي تمارس بحقهم كافة أشكال الاضطهاد والتضييق، وتقوم بسحب الانجازات التي حققوها بدماء 9 شهداء سقطوا في هذا السجن كان أخرهم الشهيد محمد ساطي الأشقر الذي استشهد نتيجة إطلاق الرصاص الحي والمباشر على رأسه من قبل حراس السجن وأصيب حينها العشرات من الأسرى بحالات اختناق بعد رشهم بالغاز، بالكسور نتيجة الضرب بالعصي".
كما يعانى الأسرى المرضى، الذين يزيد عددهم عن 300 أسير في سجن النقب، بحسب تأكيد الأشقر، من "الإهمال الطبي المتعمد"، مشيراً إلى أن الأحوال الجوية الخاصة لسجن النقب الصحراوي "تساعد على ارتفاع أعداد المرضى الذين لا يجدون سوى الماء والمسكنات علاجاً فعالاً لجميع الأمراض، ومن بين المرضى الأسير (زياد أحمد الفرارجة من بيت لحم، والذي أصيب بنوبة قلبية حادة قبل شهر تم نقله على أثرها إلى مستشفى سوروكا".
جدران أسمنتية عازلة بين الأقسام
وأوضح الأشقر بأن إدارة سجن النقب عمدت في السنوات الأخيرة إلى إقامة جدران أسمنتية عازلة بين الأقسام يصل طولها إلى ثمانية أمتار، لمنع التواصل بين المعتقلين وحجزهم في كانتونات "الهدف منها مزيد من الضغط والقهر بحق الأسرى، كما تمارس إدارة السجن أسلوب العدد اليومي للمعتقلين لثلاث مرات يومياً عدا عن العدد المفاجئ الذي قد يكون بعد منتصف الليل، حيث يجبر الأسرى على الخروج جميعهم إلى ساحة السجن والجلوس على الأرض مهما كانت ظروف الجو من حرارة عالية أو برد قارص ومطر، ويحيط بهم الجنود المدججين بالسلاح والغاز من كل جانب وتجرى عملية إحصاء لهم واحداً تلو الأخر وتستمر العملية لفترة طويلة، كذلك سياسة النقل المستمرة من وإلى السجن، التي تهدد استقرار الأسرى بشكل متواصل وسياسة التفتيش للأقسام بصورة مفاجئة وبشكل همجي، وخاصة في منتصف الليل، كذلك فإن نوعية الغذاء المقدم للأسرى سيئة جداً وقليلة، كما تنتشر الحشرات والزواحف السامة في الأقسام، ويمنع الأسرى من زيارة ذويهم لفترات طويلة، ويمنع أهالي الأسرى الذين يتمكنون من الزيارة بعد سفر طويل وإجراءات شاقة من إدخال الملابس والأغراض لأبنائهم الأسرى".
وناشدت وزارة الأسرى والمحررين المؤسسات الحقوقية والإنسانية "ضرورة العمل الجاد لإغلاق هذا السجن الذي لا تتوفر فيه ادني شوط الحياة الإنسانية، والتي تتناقض مع كافة المواثيق الدولية، ووقف سياسة الاعتقال الإداري بحق الفلسطينيين والتي تعتبر صفعة قوية للمجتمع الدولي الذي ينادى بحقوق الإنسان".
.