فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار
يحظى بموافقة أمريكية.. مخطط استيطاني لتقسيم الضفة ومحاصرتها بالمغتصبات.
الأربعاء 26 من ربيع الأول1429هـ 2-4-2008م
مفكرة الإسلام: كشف "خليل التفكجي"، الخبير الفلسطيني في شئون الديموغرافيا والسكان، عن مخطط صهيوني، يحظى بموافقة أمريكية، لتقسيم الضفة الغربية إلى عدد من الكانتونات ومحاصرتها بالمغتصبات وتقطيع أوصالها بالأنفاق والحواجز وعزلها عن غور الأردن وعن غزة تماماً.
جاء ذلك في محاضرة ألقاها الخبير الفلسطيني في المجمع الثقافي في "أبو ظبي" ضمن فعاليات مهرجان "يوم الأرض" الذي تقيمه اللجنة الاجتماعية الفلسطينية تحت شعار "لا للاستيطان".
وأكد التفكجي أن المخطط الاستيطاني الصهيوني مستمرٌ، برغم كل ما يقال عن وقف الاستيطان، لافتًا إلى أن ما يجري الآن هو خطة استيطانية وافقت عليها الإدارة الأمريكية عام 2004، تقضي بتقسيم الضفة الغربية لعدد من الكانتونات الممزقة دون تواصل جغرافي.
وقال الخبير الفلسطيني إن "الحديث عن دولة فلسطينية هو في واقع الأمر حديث عن عدد من الكانتونات التي ستتواجد بجانب دولة أخرى في الضفة الغربية، هي دولة المستوطنين والمستوطنات" طبقًا لما أوردته وكالة "معا" الإخبارية.
وأضاف أن العمل جارٍ الآن للربط بين المستوطنات لتكون دولة مترابطة جغرافيًا، فيما يتم العمل لبناء ما قد يسمى دولة فلسطينية، متواصلة "مواصلاتيا"، أي عبر بعض الأنفاق والطرق.
وأوضح التفكجي أنّ هناك أنفاقًا يتم إنشاؤها بالفعل بين الكانتونات، وقال إنّ تصور رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، هو إقامة دولة فلسطينية على نحو 42% من الأراضي الفلسطينية، أي ما يُعرف بالمناطق "أ" و "ب" في اتفاقات أوسلو، بحيث تكون الدولة الفلسطينية في قطاع غزة، أمّا حقيقة الضفة الغربية، فهي مجموعة من الكانتونات، التي يتم عزلها عن العالم الخارجي من الشرق بشريط واسع من الأراضي في غور الأردن؛ حيث يمنع الآن على أي فلسطيني سوى سكان منطقة أريحا الإقامة في هذه المنطقة، بينما تم عزل هذه الكانتونات عن الغرب بواسطة جدار الفصل، ويتم الآن منع انتقال الفلسطينيين للإقامة أو التحرك من شمال الضفة الغربية إلى وسطها وجنوبها.
وأشار إلى وجود سيناريوهات ومخططات تهدف لضم سكان أهالي منطقة "أم الفحم" ضمن الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، إلى هذه الكانتونات وتجريدهم من الجنسية "الإسرائيلية"، وذلك ليتم التخلص من أكبر قدر من السكان الفلسطينيين خارج الكيان الصهيوني.
مدينة القدس المحتلة:
وحول مدينة القدس المحتلة، قال التفكجي إنه تم مصادرة نحو 35% من أراضي القدس الشرقية، مشيرًا إلى أن جدار الفصل أخرج نحو 125 ألف من سكان القدس العرب من القدس الشرقية.
وعرض التفكجي المشاكل الاجتماعية التي أوجدها الجدار، لدرجة أنّ حالات الزواج باتت محكومة بالجدار، بمعنى أنّه من الصعب أن يحدث زواج بين من يسكنون على طرفي الجدار، وقال إنّ من النتائج لذلك ارتفاع نسبة العنوسة وارتفاع نسب الطلاق على نحو غير مسبوق حيث تضطر العائلات الفلسطينية بسبب منع البناء للفلسطينيين للحياة في منازل مكتظة وأن تعيش عدة أسر في ذات المنزل؛ ما يسبب الكثير من الإشكاليات.
ولفت إلى أن "إسرائيل" تنفق مبالغ كبيرة تصل إلى 1.5 مليار دولار سنويا لفرض أمر واقع جديد في القدس.
ودعا التفكجي العالمين العربي والإسلامي، والفلسطينيين المقيمين بالخارج، إلى مد يد العون للفلسطينيين في القدس، مشددًا على أنّ الدعم للأهالي مهم جدا، فدعم الشبان للزواج وتكوين أسر، ودفع أجور وتكاليف المحلات التجارية، والعلاج وما إلى ذلك مهم جدا لصمود الأهالي الذين يقع عليهم عبء الدفاع عن الأرض والمقدسات.