فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار
ليلة ثالثة تقضيها عائلة من 50 فردا في العراء بعد استيلاء مستوطنين على منزلها بالقدس القديمة
توتر بالبلدة القديمة ومحاولات للحد من تدفق المصلين لأداء الجمعة في الأقصى
شرطة الاحتلال مكنت المستوطنين من المنزل رغم خسارتهم قضية للاستيلاء عليه عام 1996
محكمة احتلالية تنظر قضية ملكية المنزل اليوم
القدس المحتلة, الأحد, 1 - 8 - 2010م, 20 - 8 - 1431 هـ - أمضت عائلة قرّش المقدسية ليلة أخرى في العراء على رصيف الشارع المُقابل لمنازلها الواقعة في حارة السعدية بالبلدة القديمة, بعد أن شردتها جماعات استطانية صهيونية استولت على مبنى سكني يضم منازلها فجر الخميس (29-7), بحراسة قوات احتلالية.
وتشرد أفراد العائلة البالغ عددهم 50 شخصا بعد استيلاء المستوطنين على المبنى الذي يقع في حارة السعدية الواقعة بين باب الساهرة, أحد أبواب البلدة القديمة, والسور الشمالي للمسجد الأقصى من جهة بابي الغوانمة والملك فيصل.
وتشتت الأطفال والنساء, فيما أصر الرجال على البقاء وقضاء ليلتهم الثالثة قُبالة المنزل, خاصة بعد أن أغلق المتطرفون المدججون بالسلاح بوابته من الداخل, وسط مخاوف من قيامهم بإجراء أعمال هدمٍ وبناء لإحداث أمر واقع قبل نظر محكمة احتلالية في قضية المنزل الذي يدعي المستوطنون ملكيتهم له.
وأكد مازن كمال قرّش أنهم لن يتزحزحوا من أمام المبنى مؤكداً عودتهم إليه, وقال إننا نحمل شرطة الاحتلال مسؤولية الاستيلاء على البيت بعد أن وفّرت للمتطرفين كل التسهيلات والحماية وسمحت لهم باقتحام المنزل بدون أمرٍ قضائي.
ولفت إلى أن محامي الدفاع عن المبنى تمكن من استصدار أمرٍ احترازي من محكمة الصلح يفرض على شرطة الاحتلال إخلاء المتطرفين من المنزل, إلا أن الشرطة تباطأت وأوعزت للمتطرفين باللجوء إلى المحكمة المركزية التي ألغت قرار محكمة الصلح, وهو ما دفع بمحامي الدفاع للتوجه مرة أخرى إلى المحكمة المركزية التي أرجأت النظر بالقضية إلى صباح اليوم الأحد.
وكانت مجموعة كبيرة تُقدر بنحو 30 مستوطناً قد اقتحموا المبنى يوم الخميس (29-7), واعتدوا على أفراد العائلة, وبعد مواجهات عنيفة انضم إليها سكان الحي, وصلت قوات الاحتلال التي أبعدت المواطنين عن المكان ومكنت المتطرفين من المنزل.
وقال المواطن سامي قرش: "أثناء تواجدنا بحفلة زواج لأحد أقربائنا في أحد فنادق القدس, وعند وصولنا المنزل, فوجئنا بأن المدخل الرئيسي للبناية محاصر من قبل قوات الاحتلال, وحاولنا دخول المنزل إلا أنه كان داخل الغرف نحو 30 مستوطنا قاموا بتكسير الأثاث وإخراجه خارج المنزل, وقاموا بتغير أقفال المنزل".
وذكرت العائلة أن البناء يعود للمرحوم سليمان داوود حنضل, والوكيل داوود حنضل, وأنه عام 1936 استأجره المرحوم مصطفى علي قرش الجد حتى عام 1963, وبعدها سجل العقد باسم المرحوم كمال قرش.
وفي عام 1987 ادعت شركة (عطيرت كوهانيم) الاستيطانية التي تعمل على الاستيلاء على منازل المقدسيين داخل البلدة القديمة بأنها اشترت المنزل من المالك سليمان داوود حنضل.
وأوضحت العائلة بأن الشركة حضرت للبناية قبل ثلاث أيام وعرضت على العائلة مقابل إخراجها من المنزل مبلغ 300 ألف دولار, إلا أن العائلة رفضت العرض وفضلت البقاء في منزلها.
تضامن مقدسي
وأعرب المهندس خالد أبو عرفة, وزير شؤون القدس الأسبق والمهدد بالإبعاد, عن ألم المقدسيين وحرقتهم إزاء تشريد عائلة القرش, والاستيلاء على منزلها داخل أسوار البلدة القديمة.
وأكد أبو عرفة في تصريحات صحفية يوم السبت (31-7) أن الفلسطينيين عامة والمقدسيين خاصة باتوا يضعون أيديهم على قلوبهم عشية كل اجتماع أو مؤتمر يعقد للتباحث في الشأن الفلسطيني على غرار اجتماعات وزراء الخارجية العرب أو زيارات ميتشل إلى المنطقة أو ما شابه, مشيرا إلى ان سلطات الاحتلال أصبحت تفهم هذه الاجتماعات الصامتة الخالية من أية ردود أفعال لصالح الفلسطينيين على أنها ضوء أخضر للاستمرار في أفعالها المشينة.
من جهة أخرى, أشار أبو عرفة إلى أن اعتقال الشيخ رائد صلاح واستمرار اختطاف النائب الشيخ محمد أبو طير لن يثني قيادات القدس عن الاستمرار في التضحية من أجل المدينة وأهلها, وأن الشيخين رائد وأبو طير عاجلاً ما سوف يخرجون من سجنهم وسيواصلون مسيرة الدفاع عن القدس والمقدسات.
بدورها, أعلنت وكالة الغوث استنكارها لعملية الاستيلاء على المبنى السكني الواقع داخل البلدة القديمة, لافتة إلى أنها ستقدم المساعدة للعائلات, وخاصة أن من بينها عائلتين من اللاجئين.
عبد القادر يتهم الاحتلال بتزوير أوراق الملكية
وكان حاتم عبد القادر, وزير القدس السابق, قد اتهم سلطات الاحتلال بتزوير وثائق ملكية لصالح الجماعات اليهودية المتطرفة لوضع يدها على منازل عائلة قرش بالبلدة القديمة.
وأوضح عبد القادر, في تصريحات صحفية يوم الخميس (29-7), أن الجماعات اليهودية خسرت دعوى قضائية عام 1996م حول ادعاء ملكيتها لهذا المبنى السكني, مبينا أن الملكية الرسمية لهذا المنزل تعود للمواطن كمال حنظل وأن عائلة قرش تتمتع بحق الإجارة المحمية.
وأكد أنه سوف يتم التحقق مرة أخرى من صاحب المنزل الأصلي حول مزاعم المتطرفين, مؤكداً أن هناك متابعة حثيثة لهده القضية بكافة تفاصيلها, واصفاً عملية استيلاء المتطرفين على المنزل بحماية قوات الاحتلال بأنه بمثابة سطو مسلح لا يمكن السكوت عنه.
الاحتلال يشدد حصاره للأقصى
في غضون ذلك, ووسط أجواء من التوتر بعد الاستيلاء على المبنى الذي يقع على أحد الطرق الموصلة إلى المسجد الأقصى المبارك, نشرت سلطات الاحتلال الآلاف من عناصر شرطة وجيش الاحتلال في المدينة المقدسة يوم الجمعة (30-7) في محاولة للحد من تدفق المُصلين القادمين من مختلف الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948م ومن بلدات وضواحي وأحياء مدينة القدس على المسجد المبارك.
وبرّر الاحتلال إجراءاته المشددة بأنها تأتي تحسبا من خروج آلاف المُصلين داخل باحات المسجد الأقصى عقب صلاة الجمعة بمسيرات غاضبة ضد الاحتلال, خاصة بعد سجن الشيخ رائد صلاح, رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني, لخمسة أشهر, وتمديد اعتقال النائب المقدسي الشيخ محمد أبو طير, واستمرار تهديد نواب القدس عن حركة حماس بالإبعاد عن مدينتهم.
ورغم الإجراءات الاحتلالية, انتظم آلاف الفلسطينيين من مدينة القدس المحتلة وبلداتها وضواحيها وأحيائها ومن الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948م في صلاة جمعة حاشدة برحاب المسجد الأقصى المبارك.
وانتشر المُصلون في أروقة ومُصليات ولواوين وباحات المسجد الأقصى, منذ الصباح الباكر, رغم الحرّ الشديد.
كما شهدت القدس, وخاصة أسواقها التاريخية في بلدتها القديمة وباحة باب العامود, حركة تجارية نشطة جداً, وتسوّق المواطنون استعداداً لشهر رمضان الكريم.
من جانبه, استنكر الشيخ يوسف أبو سنينة في خطبة صلاة الجمعة بالمسجد الأقصى ممارسات الاحتلال الإسرائيلي في القدس من تهجيرٍ وترحيلٍ للمواطنين, واستيلاءٍ على عقاراتهم ومنازلهم, ومصادرةٍ لأراضيهم, وتعذيبٍ لأسراهم, وإبعادٍ لشخصياتهم الاعتبارية, وملاحقة التجار وغيرها.
وركز الشيخ أبو سنينة في القسم الأول من خطبة الجمعة على شهر رمضان الكريم وفضائله, وبيّن أهمية الاستعداد له وصيامه وقيام ليله, داعياً المواطنين إلى شدّ الرحال للمسجد الأقصى المبارك على مدار الأيام.
المصدر: موقع مدينة القدس (بتصرف)