فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار
نواب سويسريون: ما شاهدناه في غزة تدمير ممنهج فاق كل تصوّر
الاثنين30 من محرم1430هـ 26-1-2009م
مفكرة الإسلام: عبّر وفد نيابي سويسري، يزور قطاع غزة حالياً، عن صدمته الشديدة من مشاهد الدمار الهائل الذي خلفه جيش الاحتلال الصهيوني خلال عدوانه الذي استهدف القطاع على مدى أكثر من ثلاثة أسابيع.
وقال أنور الغربي الناطق باسم "الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة"، التي تنظّم الزيارة بالتعاون مع جمعية "الحقوق للجميع" السويسرية: إن الوفد الذي تمكّن من دخول قطاع غزة عبر معبر رفح الحدودي يوم السبت الماضي قام بجولة في القطاع للاطلاع على آثار الدمار، كما قام بزيارة مستشفى الشفاء بغزة والمجلس التشريعي الفلسطيني المدمّر.
وأضاف الغربي يقول: "إن العدوان الإسرائيلي ضد غزة طال البشر والحجر والشجر، وهو ما بدا ظاهرًا للعيان من الدمار الهائل الذي ينتشر في قطاع غزة"، مشيرًا إلى أن "ما قامت به قوات الاحتلال في قطاع غزة هو جرائم حرب بكل ما للكلمة من معنى"، حسب تأكيده.
وضم الوفد عددًا من الشخصيات البرلمانية السويسرية المهمة هم كارلو سوماروغا عضو لجنة الخارجية في البرلمان السويسري، وجين تشارلز ريليه رئيس نقابة الأطباء وعضو البرلمان وكذلك أنتونيو هوغوروس وجوزيف سيزياديس أعضاء البرلمان السويسري، إضافة رئيس جمعية الحقوق للجميع أنور الغربي والمحامي الشهير هنري جين لوي وصحفيين سويسريين، وذلك للاطلاع على آثار الحرب الصهيونية التي استهدفت الحياة في قطاع غزة.
وأضاف الغربي يقول في تصريح له: "إن الوفد أكد أنه سيعمل بكل ما أوتي من قوة لنقل ما شاهده من مناظر دمار مروعة إلى العالم الخارجي، وسيقوم على فضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي، وسيعمل على الضغط من أجل محاكمة قادة الاحتلال".
وأكد النواب السويسريون، خلال زيارتهم للمجلس التشريعي وتفقّدهم للدمار الذي حل به جراء القصف الصهيوني، وقوف البرلمان السويسري والبرلمانات الأوروبية إلى جانب المجلس التشريعي الفلسطيني ورفضهم لكافة الاعتداءات ضد النواب الفلسطينيين سواء المعتقلين، وعلى رأسهم الدكتور عزيز دويك رئيس المجلس، وكافة النواب المنتخبين ديمقراطيًا.
350 ألف طفل فلسطيني في غزة يعانون إصابات جسدية أو نفسية:
من جانب آخر رصدت صحيفة ذي جارديان البريطانية من خلال مراسلها في قطاع غزة قصصًا لضحايا الإصابات النفسية والجسدية التي طالت أكثر من 350 ألف طفل من جراء العدوان "الإسرائيلي".
ونقلت الصحيفة عبر مراسلها روري مكارثي قصة أميرة قرم (15 عامًا) التي تستلقي على سرير المستشفى وقد لفت رجلها اليمنى بالجبس ويخترقها قضيب من المعدن.
وبدت أميرة بعد عدة أيام من العملية التي خضعت لها، عاجزة عن الكلام، وإلى الآن لا تستطيع سوى الهمس.
ووصفت الصحيفة الذكريات التي تطارد أميرة بأنها في غاية المرارة، فقد كانت شاهدة على مقتل والدها في الشارع خارج منزلها، وسمعت قذيفة أخرى تسقط على الأرض لتردي شقيقها علاء (14 عامًا) قتيلاً، وكذا شقيقتها عصمت (16 عامًا).
كما تحمل أميرة في ذاكرتها الأيام الثلاثة التي قضتها وهي جريحة وشبه فاقدة للوعي، محاولة البقاء على قيد الحياة في منزل مجاور لها قبل أن يتم إنقاذها الأحد الماضي.
وأشارت الصحيفة إلى أن أمام أميرة مشوارًا طويلاً من العلاج؛ حيث تستعد للسفر إلى فرنسا لتلقي العلاج المناسب والعديد من العمليات وفترة طويلة من العلاج النفسي.
وبعد الانتهاء من دفن من قضى في هذه الحملة، تبرز المعاناة الصادمة التي يتكبدها أطفال غزة الذين يمثلون أكثر من نصف سكان القطاع.
تأثير الحرب سيبقى لسنوات:
وقالت ذي جارديان: إن تأثير هذه الحرب سيبقى لعدة سنوات مقبلة، مستشهدة بما قدره برنامج الصحة المجتمعي بغزة من أن نصف الأطفال (نحو 350 ألفًا) سيعانون من الاضطرابات النفسية لما بعد الصدمة.
وتقول أميرة للصحيفة: إنها تسعى لتحقيق حلمها بعدما تعود إلى غزة، و"أريد أن أكون محامية، وأقف في محكمة أواجه فيها "الإسرائيليين" بما اقترفوه".
ويقول المتخصص في علم النفس إحسان عفيفي: إن "المشكلة أن الأطفال لا يشعرون بالأمان في كل مكان، سواء في منازلهم أو في الشارع أو حتى في المساجد".
وقال: إن الإصابات الجسدية يمكن علاجها مع مرور الوقت، أما المشاكل النفسية فهي التي قد تبقى معهم إلى الأبد".
وحسب الطبيب النفسي إياد السراج فإن كثيرًا من الأطفال باتوا يعانون من التبول اللاإرادي والتلعثم في الكلام والأرق عند النوم والتحول إلى العنف وفقدان الشهية.