فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار
تقرير: 70% من جرحى غزة بترت أطرافهم
الأحد 29 من محرم1430هـ 25-1-2009م
مفكرة الإسلام: كشف فريق طبي تابع للهلال الأحمر القطري عاد لتوه من قطاع غزة أن حوالي 70% من الجرحى الفلسطينيين جراء العدوان "الإسرائيلي" على قطاع غزة والذين حولوا إلى مستشفى الشفاء قد بترت أطرافهم.
وقال الفريق: إن معظم حالات البتر تعود لأطفال ونساء، مشيرًا إلى أن الحرب على غزة خلفت عاهات مستديمة كثيرة في صفوف المدنيين الفلسطينيين.
350 ألف طفل يعانون إصابات جسدية أو نفسية:
من جانبها رصدت صحيفة ذي جارديان البريطانية من خلال مراسلها في قطاع غزة قصصًا لضحايا الإصابات النفسية والجسدية التي طالت أكثر من 350 ألف طفل من جراء العدوان "الإسرائيلي".
ونقلت الصحيفة عبر مراسلها روري مكارثي قصة أميرة قرم (15 عامًا) التي تستلقي على سرير المستشفى وقد لفت رجلها اليمنى بالجبس ويخترقها قضيب من المعدن.
وبدت أميرة بعد عدة أيام من العملية التي خضعت لها، عاجزة عن الكلام، وإلى الآن لا تستطيع سوى الهمس.
ووصفت الصحيفة الذكريات التي تطارد أميرة بأنها في غاية المرارة، فقد كانت شاهدة على مقتل والدها في الشارع خارج منزلها، وسمعت قذيفة أخرى تسقط على الأرض لتردي شقيقها علاء (14 عامًا) قتيلاً، وكذا شقيقتها عصمت (16 عامًا).
كما تحمل أميرة في ذاكرتها الأيام الثلاثة التي قضتها وهي جريحة وشبه فاقدة للوعي، محاولة البقاء على قيد الحياة في منزل مجاور لها قبل أن يتم إنقاذها الأحد الماضي.
وأشارت الصحيفة إلى أن أمام أميرة مشوارًا طويلاً من العلاج؛ حيث تستعد للسفر إلى فرنسا لتلقي العلاج المناسب والعديد من العمليات وفترة طويلة من العلاج النفسي.
وبعد الانتهاء من دفن من قضى في هذه الحملة، تبرز المعاناة الصادمة التي يتكبدها أطفال غزة الذين يمثلون أكثر من نصف سكان القطاع.
تأثير الحرب سيبقى لسنوات:
وقالت ذي جارديان: إن تأثير هذه الحرب سيبقى لعدة سنوات مقبلة، مستشهدة بما قدره برنامج الصحة المجتمعي بغزة من أن نصف الأطفال (نحو 350 ألفًا) سيعانون من الاضطرابات النفسية لما بعد الصدمة.
وتقول أميرة للصحيفة: إنها تسعى لتحقيق حلمها بعدما تعود إلى غزة، و"أريد أن أكون محامية، وأقف في محكمة أواجه فيها "الإسرائيليين" بما اقترفوه".
ويقول المتخصص في علم النفس إحسان عفيفي: إن "المشكلة أن الأطفال لا يشعرون بالأمان في كل مكان، سواء في منازلهم أو في الشارع أو حتى في المساجد".
وقال: إن الإصابات الجسدية يمكن علاجها مع مرور الوقت، أما المشاكل النفسية فهي التي قد تبقى معهم إلى الأبد".
وحسب الطبيب النفسي إياد السراج فإن كثيرًا من الأطفال باتوا يعانون من التبول اللاإرادي والتلعثم في الكلام والأرق عند النوم والتحول إلى العنف وفقدان الشهية.