أنشطة المركز / للمركز كلمة
الصندوق الأزرق.. وكارثة فلسطين
الصندوق الأزرق.. وكارثة فلسطين
عيسى القدومي
الكل منا سمع ورأي الصندوق الأسود ، على الرغم أنه برتقالي اللون فقد تعارف على تسميته بالصندوق الأسود لأنه اقترن بكوارث الطائرات وما حواه من معلومات الرحلة والدقائق الأخيرة قبل الكارثة. ولكن من منا قد سمع عن الصندوق الأزرق ذلك الصندوق الصغير الذي يجب أن نعرفه جيداً، لأنه يذكرنا بكارثة احتلال أرض فلسطين وتهويد القدس وجمع شتات اليهود على أرض المسلمين، وتشريد أهلها إلى بقاع الأرض .
ذلك الصندوق الصغير رسمت عليه نجمة اليهود السداسية - زعموا أنها نجمة داود عليه السلام - وأضافوا رسماً لخريطة فلسطين على أنها دولة اليهود وصمم الصندوق على خلفية زرقاء . ليكون أداة لجمع التبرعات من يهود العالم ومؤيديهم، حيث أرسلت مئات الآلاف من الصناديق الزرقاء ليوضع في بيوت أعضاء الجماعات اليهودية . لتساهم كل عائلة يهودية آخر كل شهر ما يزيد من مصروفها الشهري للمشاركة في تهويد القدس وسلب الأراضي وتغيير المعالم والهدف الأسمى لليهود هو بناء الهيكل المزعوم مكان المسجد الأقصى في القدس المحتلة .
ويتبع ذلك الصندوق منظمة صهيونية عالمية تدعى (الكيرن كييمت) الصندوق القومي اليهودي، والتي تأسست في عام 1901 بتوصية عاجلة اتخذت في المؤتمر الصهيوني الأول الذي عقد في بازل، سويسرا في عام 1897م كوسيلة لجمع الأموال من اليهود لشراء الأراضي في فلسطين، وإقامة المغتصبات اليهودية في أرض فلسطين والسعي لإيجاد موطأ قدم لليهود في القدس .
وقد استند الصندوق القومي اليهودي في المقام الأول على مساهمات من يهود العالم. وقد تم جمع هذه التبرعات في المقام الأول من خلال الصندوق الأزرق، ويُعَد الصندوق القومي اليهودي مؤسسة مالية ضخمة يملك الأصول الثابتة والنقدية والشركات العديدة، وكذلك أسهم في شركات مختلفة، ما يقدر بمئات الملايين من الدولارات.
ونحن نرى هذا الصندوق وما قدمه للمشروع اليهودي من دور فاعل في جمع التبرعات، نستهجن تلك الحرب المستعرة على مؤسساتنا الخيرية والوقفية والتطوعية، باعتبارها داعمة للإرهاب، حتى حوربت صناديق جمع التبرعات والحصالات في عالمنا العربي والإسلامي وكأنها أسلحة دمار شامل !! ومنعت أية تحويلات مالية للمؤسسات الخيرية في فلسطين، وفي المقابل تفتح الأبواب لكل المؤسسات الغربية واليهودية لدعم إقامة المغتصبات وإمداد المؤسسات اليهودية العاملة على هدم المسجد الأقصى المبارك وإقامة الهيكل على أنقاضه ... والمشاريع الهادفة لتغيير معالم القدس وتهويدها ... مفارقة عجيبة أصحاب الأرض والمقدسات يستجدون النصرة من محيطهم العربي والإسلامي، وشتات اليهود يدعمون بكل السبل، للسلب والقتل والتشريد ... حال فُرض علينا ولكننا على يقين أنه لن يستمر فالظلم والعدوان مآله إلى زوال، وحقوقنا وأرضنا ستعود للمسلمين بإذن الله تعالى .. وعلينا العمل ونصرة إخواننا بالعطاء والدعاء .
.