دراسات وتوثيقات / ترجمات وقراءات
الحافظ المحدث سليمان بن أحمد الطبراني
د.نايف فارس
ها نحن نكمل السلسلة الذهبية لعالم من علماء فلسطين، ففي هذه الحلقة نكشف اللثام عن شخصية جديدة وعالم جديد، وكعادتنا نركز في هذه السلسلة على الجوانب الخاصّة والعامّة من حياة هؤلاء العلماء؛ من صفات، وأخلاق، وآداب، وعلم، ودين، وعبادة، فهي نبراسا يُقتدى به، وهم سلفنا الذين كانوا سببا سخرهم الله لحفظ دينه وحديث رسوله صلى الله عليه وسلم.
وإذ أنَّ سير هؤلاء العلماء أصبح غائبا عن كثير من الناس، فبدأنا سلسلتنا هذه لتكون شعلة تضيء الطريق.
لقد كانت حياة هؤلاء العلماء وأعمالهم ترجمة حقيقية لكتاب الله وسنته، فكانت أعمالهم كلها لله.
فها نحن مع واحد من هؤلاء العلماء فاسمه ملأ كتب أهل العلم، فلا تجد كتاباً يخلو من اسمه.
التعريف به:
هو: الإمام، الحافظ، الثقة، الرحال، الجوال، محدث الإسلام، بقيّة السلف، علم المعمرين، أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير اللخمي، الشامي، الطبراني.
نسبه:
اللخميّ: بفتح اللام المشددة ، وسكون الخاء المعجمة، نسبة إلى لخم: قبيلة من العرب قدموا من اليمن إلى الشام ونزلوا فيها.
والطبرانيّ: بفتح الطاء المهملة، والباء المنقوطة بواحدة، والراء وفي آخرها النون، نسبة إلى طبريّة وهي مدينة تقع في الشمال الشرقيّ من فلسطين وتقع بين أقضية صفد وعكّا والناصرة وبيسان، على الجانب الغربيّ من بحيرة طبريّة ينتسب إليها جمع من العلماء ويدعى المنسوب إليها: طبرانيّ، تمييزًا له عن الطبريّ المنسوب إلى طبرستان.
مولده وسنة ولادته:
ولد بمدينة عكا، في شهر صفر، سنة ستين ومائتين (260 ه)، وكانت أمه عكاوية.
وأصله من طبرية الشام.
ولده:
للطبراني - رحمه الله - ابنٌ يُسمى: محمداً، ويكنَّى أبا ذر، وهي كنية والده أحمد، وهو يروي عن أبي علي الوراق، وأبي عمرو بن حكيم، وعبد الله بن جعفر بانتخاب والده رحمة الله عليه، تُوفي في رجب سنة تسع وتسعين وثلاثمائة، وقبره بجنب قبر والده رحمهما الله.
روى عنه جماعة من كبار المحدثين كأبي علي الرستاقي، وأبي طاهر بن عروة، وأبي أحمد العطار، وعلي بن أحمد بن مهران، وأبي سعد بن قمجه، وعلي بن الحسين الاسكاف، وعلي بن سعيد البقال، وغيرهم، ومن المتأخرين جماعة.
وله بنت تُسمى: فاطمة، أمها: أسماء بنت أحمد بن محمد بن شدرة الخطيب، وذُكر أنها كانت تصوم يوماً وتفطر يوماً، وكانت لا تنام من الليل إلا قليلاً رحمها الله ولها عقب.
أول سماع له في طلب الحديث وإرتحاله في طلبه:
وكان أول سماعه للحديث في سنة ثلاث وسبعين، وارتحل به أبوه، وحرص عليه، فإنه كان صاحب حديث من أصحاب دحيم، فأول ارتحاله كان في سنة خمس وسبعين ومائتين، فبقي في الارتحال ولقي الرجال ستةَ عشرَ عاماً.
وكتب عمّن أقبل وأدبر، وبرع في هذا الشأن، وجمع وصنّف، وعمّر دهرًا طويلًا، وازدحم عليه المحدّثون، ورحلوا إليه من الأقطار، فقد حدّث عن ألف شيخ أو يزيدون.
الذين لقيهم وسمع منهم وروى عنهم:
ممَّن لقيهم – رحمه الله -: أصحاب يزيد بن هارون، وروح بن عبادة، وأبي عاصم، وحجاج بن محمد، وعبد الرزاق.
وسمع من: هاشم بن مرثد الطبراني، وأحمد بن مسعود الخياط - حدَّثه ببيت المقدس في سنة أربع وسبعين، عن عمرو بن أبي سلمة التنيسي - وسمع بطبرية من:أحمد بن عبد الله اللحياني - صاحب آدم -، وبقيسارية من:عمرو بن ثور، وإبراهيم بن أبي سفيان - صاحبي الفريابي-.
وروى عن: أبي زرعة الدمشقي، وإسحاق بن إبراهيم الدبري، وإدريس بن جعفر العطار، وبشر بن موسى، وحفص بن عمر سنجة، وعلي بن عبد العزيز البغوي المجاور، ومقدام بن داود الرعيني، ويحيى بن أيوب العلاف، وعبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم، وأحمد بن عبد الوهاب الحوطي، وأحمد بن إبراهيم بن فيل البالسي، وأحمد بن إبراهيم البسري، وأحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن نبيط الأشجعي - صاحب النسخة الموضوعة-، وأحمد بن إسحاق الخشاب، وأحمد بن داود البصري ثم المكي، وأحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة البتلهي، وأحمد بن خليد الحلبي - لقيه بها في سنة ثمان وسبعين ومائتين - ومن:أحمد بن زياد الرقي الحذاء - صاحب حجاج الأعور-، وإبراهيم بن سويد الشبامي، وإبراهيم بن محمد بن بزة الصنعاني، والحسن بن عبد الأعلى البوسي أصحاب عبد الرزاق، وبكر بن سهل الدمياطي، وحبوش بن رزق الله المصري، وأبي الزنباع روح بن الفرج القطان، والعباس بن الفضل الأسفاطي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وعبد الله بن الحسين المصيصي، وعبد الرحيم بن عبد الله البرقي، - سمع منه السيرة لكنه وهم، وسماه أحمد باسم أخيه -، وعلي بن عبد الصمد ما غمه، وأبي مسلم الكجي، وإسحاق بن إبراهيم المصري القطان، وإدريس بن عبد الكريم الحداد، وجعفر بن محمد الرملي القلانسي، والحسن بن سهل المجوز، وزكريا بن حمدويه الصفار، وعثمان بن عمر الضبي، ومحمد بن محمد التمار، ومحمد بن يحيى بن المنذر القزاز - صاحب سعيد بن عامر الضبعي-، ومحمد بن زكريا الغلابي، ومحمد بن علي الصائغ، وأبي علاثة محمد بن عمرو بن خالد الحراني، ومحمد بن أسد بن يزيد الأصبهاني - حدثه عن أبي داود الطيالسي -، ومحمد بن معاذ دران، وأبي عبد الرحمن النسائي، وعبيد الله بن رماحس، وهارون بن ملول.
تلاميذه والرحلة إليه ومن حدَّث عنه:
لقد حدَّث عن الطبراني خلق كثير، وازدحم عليه المحدثون، ورحلوا إليه من الأقطار، فقد حدّث عنه: أبو خليفة الجمحي، والحافظ ابن عقدة - وهما من شيوخه -، وأحمد بن محمد بن إبراهيم الصحاف، وابن مندة، وأبو بكر بن مردويه، وأبو عمر محمد بن الحسين البسطامي، وأبو نعيم الأصبهاني، وأبو الفضل محمد بن أحمد الجارودي، وأبو سعيد النقاش، وأبو بكر بن أبي علي الذكواني، وأحمد بن عبد الرحمن الأزدي، والحسين بن أحمد بن المرزبان، وأبو الحسين بن فاذشاه، وأبو سعد عبد الرحمن بن أحمد الصفار، ومعمر بن أحمد بن زياد، وأبو بكر محمد بن عبد الله الرباطي، والفضل بن عبيد الله بن شهريار، وعبد الواحد بن أحمد الباطرقاني، وأحمد بن محمد بن إبراهيم الأصبهاني، وعلي بن يحيى بن عبدكويه، ومحمد بن عبد الله بن شمة، وبشر بن محمد الميهني.
آخر من روى عنه:
وكان آخر من روى عنه موتاً: أبو بكر محمد بن عبد الله بن ريذة التاجر، ثم عاش بعده أبو القاسم عبد الرحمن بن أبي بكر الذكواني يروي عن الطبراني بالإجازة، فمات سنة اثنتين أو ثلاث وأربعين وأربع مائة، ومات ابن ريذة عام أربعين.
كثرة حديثه والرغبة في الرواية عنه:
وقال أبو بكر بن أبي علي: سُأِل أبي، أبا القاسم الطبراني عن كثرة حديثه، فقال:كنت أنام على البواري[1]، ثلاثين سنة.
ولم يزل حديث الطبراني رائجاً، نافقاً، مرغوباً فيه، ولا سيما في زمان صاحبه ابن ريذة، فقد سمع منه خلائق، وكتب السلفي عن نحو مائة نفس منهم ومن أصحاب ابن فاذشاه، وكتب أبو موسى المديني، وأبو العلاء الهمذاني عن عدة من بقاياهم.
وازدحم الخلق على خاتمتهم فاطمة الجوزدانية والتي تُوفيت في سنة أربع وعشرين وخمس مائة، وارتحل ابن خليل والضياء، وأولاد الحافظ عبد الغني وعدة من المحدثين في طلب حديث الطبراني، واستجازوا من بقايا المشيخة لأقاربهم وصغارهم، وجلبوه إلى الشام، ورووه، ونشروه، ثم سمعه بالإجازة العالية ابن جعوان، والحارثي، والمزي، وابن سامة، والبرزالي، وأقرانهم.
قال الذهبي: وأعلى ما بقي من ذلك بالاتصال (معجمه الصغير)، فلا تفوتوه - رحمكم الله -.
عقيدته ومنهجه:
كان رحمه الله على عقيدة أهل الحديث، متّبعًا للأثر والسلف الصالح، فمن كتب الحديث المسندة في العقيدة كتابه: (شعر كتاب السنّة) وهو كتاب من كتب العقيدة الصحيحة على منهج أهل السنة والسلف، ورغم فقدان هذا الكتاب، فقد اطّلع عليه العلماء قبلنا، وهو كتاب كبير.
قال الحافظ ابن منده في ترجمة الحافظ الطبراني: "شعر كتاب السنّة عشرة أجزاء".
وأثنى عليه بعض أهل العلم فمنهم:
ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه (درء تعارض العقل والنقل): "ومن تدبّر الكتب المصنّفة في آثار الصحابة والتابعين، بل المصنّفة في السنّة، مثل "كتاب السنّة والردّ على الجهميّة" للأثرم ولعبد الله بن أحمد... وشعر أبي القاسم الطبرانيّ وأبي الشيخ الأصبهاني.... وأضعاف هؤلاء رأى في ذلك من الآثار الثابتة المتواترة عن الصحابة والتابعين ما يعلم منه بالاضطرار أنّ الصحابة والتابعين كانوا يقولون بما يوافق مقتضى هذه ومدلولها، وأنّهم كانوا على قول أهل الإثبات المثبتين لعلوّ الله نفسه على خلقه، المثبتين لرؤيته، القائلين بأنّ القرآن كلامه ليس بمخلوق بائن عنه، وهذا يصير دليلًا من وجهين؛ أحدهما من جهة إجماع السلف؛ فإنّه يمتنع أن يجمعوا في الفروع على خطأ، فكيف في الأصول؟ الثاني من جهة أنّهم كانوا يقولون بما يوافق مدلول النصوص ومفهومها لا يفهمون منها ما يناقض ذلك" ا.هـ.
وقال الذهبيّ في كتابه (العلوّ للعلي الغفار): "شعر أبو القاسم محدّث الدنيا: صنّف الحافظ الكبير أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيّوب اللخميّ الشاميّ نزيل أصبهان في كتاب السنّة له باب ما جاء في استواء الله تعالى على عرشه، بائن من خلقه، فساق في الباب حديث أبي رزين العقيليّ، قلت: يا رسول الله أين كان ربّنا؟ وحديث عبد الله بن خليفة، عن عمر، في علوّ الربّ على عرشه، وحديث الأوعال، وأنّ العرش على ظهورهنّ، وأنّ الله فوقه".
وقال ابن كثير في (تفسير ابن كثير): " وقد قال الحافظ أبو القاسم الطبراني في كتاب السنة له، بعد إيراده كثيرًا من هذه الأقوال في تفسير "الصمد": وكل هذه صحيحة، وهي صفات ربنا، عز وجل، وهو الذي يُصمَد إليه في الحوائج، وهو الذي قد انتهى سؤدده، وهو الصمد الذي لا جوف له، ولا يأكل ولا يشرب، وهو الباقي بعد خلقه ".
قوة ملكة حفظه:
لقد كانت للإمام الطبراني ذاكرتٌ قوية، من ذلك ما ذكره إبراهيم بن يحيى بن منده، إذ قال: قدم أبو القاسم الطبراني أصبهان أول كرّة، فكنت اماشيه يوما فسألته عن سنه فأخبرني به، ثم غاب وعاد في القدمة الثانية بعد أربع عشرة سنة، فكنت أماشيه يوما إلى المدينة فسألته في ميدان فاخر عن مولده، فقال: يا أبا إسحاق أخذت في مثل هذا! فقلت: أيش عملت؟ فقال: أليس قد سألتني عن مولدي في تلك السنة في قدمتي الأولى بباب دار محمد بن مقرن فأخبرتك به ؟!
ثناء العلماء عليه:
لقد أثنى كثير من العلماء على محدّث الدنيا الطبراني رحمه الله، فمن ذلك:
ما نقله أبو نعيم الحافظ، إذ قال: قدم الطبراني أصبهان سنة تسعين ومائتين، ثم خرج، ثم قدمها فأقام بها محدّثاً ستين سنة.
وقال:سمعت أحمد بن بندار يقول:دخلت العسكر سنة ثمان وثمانين ومائتين، فحضرت مجلس عبدان، وخرج ليملي، فجعل المستملي يقول له:إن رأيت أن تملي؟ فيقول:حتى يحضر الطبراني.
قال:فأقبل أبو القاسم بعد ساعة متزرا بإزار مرتديا بآخر، ومعه أجزاء، وقد تبعه نحو من عشرين نفساً من الغرباء من بلدان شتى حتى يفيدهم الحديث.
قال أبو بكر بن مردويه:لما قدم الطبراني قَدْمته الثانية سنة عشر وثلاث مائة إلى أصبهان، قَبَّله أبو علي أحمد بن محمد بن رستم العامل، وضمَّه إليه، وأنزله المدينة، وأحسن معونته، وجعل له معلوماً من دار الخراج فكان يقبضه إلى أن مات.
ومنه ما ذكره قال أبا جعفر محمد بن عبد الله بن الهيثم المعروف بابن أبي السري قال: سمعت أبا العباس بن عقدة يقول: في سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة وأنا أسمع منه فضائل أهل البيت، فسألني عن أبي القاسم الطبراني، فقال: تعرفه، قلت: لا، قال: يا سبحان الله يكون مثل هذا الرجل ببلدكم ولا تسمعون منه، ثم قال: سمعت أنا وإياه من مشايخ جلة وسمع مني وسمعت منه ولا أعلمني رأيت أحداً أعرف بالحديث ولا أحفظ للأسانيد منه.
وقال محمد بن عمر الجرواآني الواعظ يقول: سمعت غير واحد من العلماء يقول: كان الطبراني في الرحلة ثلاثا وثلاثين سنة.
قال عبد الرحمن بن أبي عبد الله بن منده: قال أبي: سمعت من الطبراني أربعة آلاف حديث بالشام.
قال أبو الحسين أحمد بن فارس اللغوي:سمعت الأستاذ ابن العميد يقول:ما كنت أظن أنَّ في الدنيا حلاوة ألذ من الرئاسة والوزارة التي أنا فيها، حتى شاهدت مذاكرة أبي القاسم الطبراني وأبي بكر الجعابي بحضرتي، فكان الطبراني يغلب أبا بكر بكثرة حفظه، وكان أبو بكر يغلب بفطنته وذكائه حتى ارتفعت أصواتهما، ولا يكاد أحدهما يغلب صاحبه، فقال الجعابي: عندي حديث ليس في الدنيا إلا عندي، فقال: هات، فقال:حدثنا أبو خليفة الجمحي، حدثنا سليمان بن أيوب، وحدَّث بحديث، فقال الطبراني: مني سمعه أبو خليفة، فاسمع مني حتى يعلو فيه إسنادك، فخجل الجعابي، فوددت أن الوزارة لم تكن، وكنت أنا الطبراني، وفرحت كفرحه.
ويقول إسماعيل بن عباد: قد وجدنا في معجم الطبراني ما فقدنا في سائر البلدان بأسانيد ليس فيها إسناد.
قال أبو بكر بن أبي علي المعدل:الطبراني أشهر من أن يدل على فضله وعلمه، كان واسع العلم كثير التصانيف، وقيل:ذهبت عيناه في آخر أيامه، فكان يقول:الزنادقة سحرتني.
وقال أبو العباس الشيرازي: كتبت عن الطبراني ثلاثمائة ألف حديث وهو ثقة.
قال ابن أبي يعلى: كان – أي الطبراني - أحد الأئمة والحفاظ في علم الحديث.
وقال أبو سعد السمعاني عن الطبراني: كان ثقةً حافظاً.
قال الذهبي: الحافظ مسند العصر أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني بأصبهان ثقة
قال الذهبي في الميزان: لا ينكر له التفرد في سعة ما روى.
وقال: إلى الطبراني المنتهى في كثرة الحديث وعلوه.
حسن رده في معاملة الناس:
قال أبو زكريا يحيى بن مندة:سمعت مشايخنا ممن يعتمد عليهم يقولون:أملى أبو القاسم الطبراني حديث عكرمة في الرؤية[2]، فأنكر عليه ابن طباطبا العلوي، ورماه بداوة كانت بين يديه، فلما رأى الطبراني ذلك واجهه بكلام، وقال في أثناء كلامه:ما تسكتون وتشتغلون بما أنتم فيه حتى لا يُذكر ما جرى يوم الحرة. فلما سمع ذلك ابن طباطبا، قام واعتذر إليه وندم.
خُلقه:
ومن خصائصه وفضائله رحمة الله عليه؛ ترك التكبر في طلب العلم مع جلال قدره ووفور علمه وتوقير مشائخه له، وبتبجيله إياه احترامهم له في كل المحافل والمجالس.
قال الذهبي: قد بلغني أنَّ: أبا القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني رحمه الله حضر يوماً مجلس القاضي أبي أحمد العسّال فاستَدْناه، فَسُرَّ بذلك، ويقولون: أنَّ أبا أحمد العسال قال: إذا سمعت أنا من الطبراني عشرين ألف حديث وسمع منه إبراهيم بن محمد بن حمزة ثلاثين ألف حديث وأبو الشيخ أربعين ألف حديث، كملنا.
قال الذهبي: هؤلاء كانوا شيوخ أصبهان مع الطبراني.
فقد قال ابن مندة: بلغني أن الطبراني كان حسن المشاهدة، طيب المحاضرة، قرأ عليه يوما أبو طاهر بن لوقا حديث:كان يغسل حصى جماره[3] فصحَّفه، وقال:خصي حماره، فقال:ما أراد بذلك يا أبا طاهر. قال:التواضع، وكان هذا كالمغفل.
قال له الطبراني يوما:أنت ولدي، قال: وإياك يا أبا القاسم، يعني:وأنت.
قال ابن مندة: ووجدت عن أحمد بن جعفر الفقيه، أخبرنا أبو عمر بن عبد الوهاب السلمي، قال: سمعت أبا القاسم الطبراني رحمه الله يقول لما قدم أبو علي بن رستم من فارس دخلت عليه، فدخل عليه بعض الكتاب فصب على رجله خمسمائة درهم فلما خرج قال ارفع يا أبا القاسم هذا فرفعته، فجعلت أحدث إلى أن دخلت أم عدنان ابنته فصبت على رجله خمسمائة درهم، فقمت فقال إلى أين يا أبا القاسم، فقلت: قمت لعلّك تقول: إنما جلست لهذا، فقال: إرفع هذا أيضاً، فلما كان آخر أمره تكلم في أبي بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما ببعض شيء، فخرجت من عنده ولم أعد إليه بعد. فرحم الله تعالى أبا القاسم الطبراني ما أحسن سيرته وطريقته في هجران أهل البدع فقد هجر أبا علي بن رستم بعد إنعامه عليه لما ظهر منه بعض شيء في الكلام على أبي بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما.
قال له يوما حسن العطار - تلميذه - يمتحن بصره:كم عدد الجذوع التي في السقف؟
فقال:لا أدري، لكن نقش خاتمي سليمان بن أحمد.
قال الذهبي: هذا قاله على سبيل الدعابة.
براءته مما نسبه إليه أهل البدع:
لقد كان الإمام أبا القاسم الطبراني رحمه الله بريئاً ممَّا نسبه به أهل البدع والخُلاَّف فقد كان مقتدياً بالأئمة والسلف الصالحين قبله. وكان المبتدعة والمخالفين له يتلهفون إلى علو إسناده وكثرة أحاديثه، فقد سمعوا منه ورووا عنه، ومع هذا كانوا يطعنون عليه ويزعمون انه كان حشويا!!
شُبَه حول الإمام الطبراني ورد العلماء عليها:
ذكر بعض العلماء والأئمة شُبها حول الإمام الطبراني، ولكن هذه الشُبه والانتقادات لم تكن في محلّها:
- فمنها ما ذكره أبو عبد الله الحاكم، قال: وجدت أبا علي النيسابوري الحافظ، سيء الرأي في أبي القاسم اللخمي، فسألته عن السبب، فقال:اجتمعنا على باب أبي خليفة، فذكرت له طرق حديث (أمرت أن أسجد على سبعة أعضاء[4])، فقلت له: يحفظ شعبة عن عبد الملك بن ميسرة، عن طاووس، عن ابن عباس؟
قال:بلى، رواه غندر، وابن أبي عدي.
قلت:من عنهما؟
قال:حدثناه عبد الله بن أحمد، عن أبيه، عنهما، فاتهمته إذ ذاك، فإنه ما حدث به غير عثمان بن عمر عن شعبة.
قال الذهبي تعقيبا: هذا تعنت على حافظ حجة.
وقال ابن حجر العسقلاني: وقد تتبع ذلك أبو نعيم على أبي علي وروى حديث غندر عن أبي علي بن الصواف عن عبد الله بن أحمد كما قال الطبراني، وبرىء الطبراني من عهدته،
وقال الحافظ الضياء في الجزء الذي جمعه في الذب عن الطبراني: وَهم الطبراني فظنَّ أنه سئل عن رواية شعبة عن عمرو بن دينار عن طاوس، فهي التي عند غندر عن شعبة وهي التي رواها بن الصواف عن عبد الله بن أحمد، والمسئول عنها: رواية شعبة عن عبد الملك بن ميسرة عن طاوس، فهي التي انفرد بها عثمان بن عمر، قال: والدليل على أنه لم يسمعه أنه ساق الطريقين في كتابه الذي جمع فيه حديث شعبة فأورد إحداهما في ترجمة شعبة عن عمرو بن دينار عن طاوس من رواية غندر عن شعبة، وأورد الأخرى في ترجمة شعبة عن عبد الملك بن ميسرة من رواية عثمان بن عمر عن شعبة، ثم قال الضياء: لو كان كل من وهم في حديث أو حديثين اتهم لكان هذا لا يسلم منه أحد.
- وقال أحمد الباطرقاني:دخل ابن مردويه بيت الطبراني وأنا معه، وذلك بعد وفاة ابنه أبي ذر لبيع كتب الطبراني، فرأى أجزاء الأوائل بها فاغتم لذلك، وسب الطبراني، وكان سيء الرأي فيه.
وقال سليمان بن إبراهيم الحافظ:كان ابن مردويه في قلبه شيء على الطبراني، فتلفظ بكلام، فقال له أبو نعيم:كم كتبت يا أبا بكر عنه؟
فأشار إلى حِزَم[5]، فقال:ومن رأيت مثله – أي مثل الطبراني-؟ فلم يقل شيئا.
ورغم تحامل ابن مردويه على الطبراني فقد قال الحافظ الضياء: ذكر ابن مردويه في (تأريخه) لأصبهان جماعة، وضعفهم، وذكر الطبراني فلم يضعفه، فلو كان عنده ضعيفا لضعفه.
قال الذهبي معقّباً: فدلَّ على أنه تبين له أنه صدوق.
- قال الحافظ أبو بكر بن مردويه: دخلت بغداد، وتطلبت حديث إدريس بن جعفر العطار، عن يزيد بن هارون، وروح، فلم أجد إلا أحاديث معدودة، وقد روى الطبراني، عن إدريس، عن يزيد كثيرا.
قال الذهبي معلّقاً: هذا لا يدل على شيء، فإن البغاددة كاثروا عن إدريس للينه، وظفر به الطبراني فاغتنم علو إسناده، وأكثر عنه، واعتنى بأمره.
- قال ابن حجر العسقلاني: وقد عاب عليه إسماعيل بن محمد بنا الفضل التيمى جمعه الأحاديث بالافرد مع ما فيها من النكارة الشديدة والموضوعات وفي بعضها القدح في كثير من القدماء من الصحابة وغيرهم، وهذا أمر لا يختص به الطبراني، فلا معنى لإفراده اليوم بل أكثر المحدثين في الأعصار الماضية من سنة مائتين وهلم جرا إذا ساقوا الحديث بإسناده اعتقدوا أنّهم بَرِؤا من عهدته والله أعلم.
- وممّا عيب عليه وهمه في روايته عن أحمد بن عبد الله البرقي فسمّاه بدلاً من أخيه عبد الرحيم.
فلم يذكر الطبراني عبد الرحيم باسمه هذا في (معجمه)، بل وهم رحمه الله، وسماه بأحمد في حرف الألف.
وقد سئل الحافظ أبو العباس أحمد بن منصور الشيرازي عن الطبراني، فقال:كتبت عنه ثلاث مائة ألف حديث، ثم قال: وهو ثقة، إلا أنه كتب عن شيخ بمصر، وكانا أخوين، وغلط في اسمه، يعني:ابني البرقي.
قال ابن حجر العسقلاني: قد ذكر الطبراني في مسند الشاميين له ما يدل على أنَّه كان يشك في اسم عبد الرحيم، فقال في ترجمة محمد بن مهاجر: ثنا بن البرقي وظنَّ اسمه عبد الرحيم فذكر حديثا.
البلاد التي سمع بها:
سمع رحمه الله: بالحرمين، واليمن، ومدائن الشام ومصر، وبغداد، والكوفة، والبصرة، وأصبهان، وخوزستان، وغير ذلك، ثم استوطن أصبهان، وأقام بها نحواً من ستين سنة ينشر العلم ويؤلفه.
قال الذهبي: وإنما وصل إلى العراق بعد فراغه من مصر والشام والحجاز واليمن، وإلا فلو قصد العراق أولا لأدرك إسناداً عظيما.
ذكر ما وُجد من تصانيفه رحمه الله:
لقد كتب رحمه الله عمن أقبل وأدبر، وبرع في هذا الشأن، وجمع وصنف وعمَّر دهراً طويلاً، ولم يزل يكتب حتى كتب عن أقرانه.
ومن تواليفه: 1- (المعجم الصغير) في سبعة أجزاء، عن كل شيخ حديث، سمعه من أبي ريذة، وأبي بكر بن شمة 2-(المعجم الكبير) وهو معجم أسماء الصحابة وتراجمهم وما رووه، لكن ليس فيه مسند أبي هريرة، ولا استوعب حديث الصحابة المكثرين، في مائتي جزء، سمعه الحداد من أبي بكر بن ريذة عنه 3- (المعجم الأوسط) على مشايخه المكثرين، وغرائب ما عنده عن كل واحد، يكون في أربعة وعشرين جزءاً، سمعه منه أبو نعيم.
3- (مسند العشرة) ثلاثون جزءا، 4- (مسند الشامين) عشرة أجزاء، 5- (كتاب النوادر) عشرة أجزاء، 6- (كتاب معرفة الصحابة)، 7- (الفوائد) عشرة أجزاء، 8-(مسند أبي هريرة رضي الله تعالى عنه)، 9- (مسند عائشة رضي الله تعالى عنها) 10- (مسند أبي ذر الغفاري) جزءان، 11- (كتاب التفسير)، 12- (كتاب مسانيد تفسير بكر بن سهل)، 13- (كتاب دلائل النبوة) عشرة أجزاء، 14- كتاب الدعاء (عشرة أجزاء)، 15- (كتاب السنة) عشرة أجزاء، 16- (كتاب الطوالات) ثلاثة أجزاء، 17- (كتاب العلم) جزء، 18- (كتاب الرؤيا) جزء، 19- (كتاب الجود والسخاء) جزء، سمعه منه أبو نعيم، -20 ( كتاب الألوية) جزء، 21- (كتاب الاوائل) جزء، 22- ( كتاب الأبواب) جزء 23- (كتاب فضائل شهر رمضان)، 24- (كتاب الفرائض من السنن المسندة)، 25- (كتاب فضائل العرب) جزء، 27- (كتاب فضائل علي رضي الله تعالى عنه) 28- (كتاب بيان كفر من قال بخلق القرآن) جزء، 29- (كتاب الرد على المعتزلة) جزء، 30 (كتاب الرد على الجهمية) 31- (كتاب مكارم الاخلاق) جزء، 32- (كتاب العزل) جزء، 33- (كتاب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم) جزء، 34- ( كتاب المناسك) سمعه منه أبو نعيم، 35- (كتاب كتب النبي صلى الله عليه وسلم) جزء، 36- (كتاب القراءة خلف الامام) جزء، 37- (كتاب الغسل) جزء، 38- (كتاب فضائل العلم واتباع الأثر وذم الرأي وأهله) 39- (مقتل الحسين بن علي رضي الله تعالى عنه) جزء، 40- (حديث شعبة بن الحجاج) خمسة عشر جزءاً، سمعه منه أبو عمر عبد الوهاب، 41- (حديث الثوري) عشرة أجزاء، سمعه منه أبو نعيم،
42- (مسند الأعمش) 43- (مسند الأوزاعي) 44- (من روى عن الزهري عن أنس) جزء، 45- (حديث محمد بن المنكدر عن جابر) جزء، 46- (حديث أيوب السختياني) عشرة أجزاء 47- (مسند أبي إسحاق السبيعي الهمداني) 48- (مسند يحيى بن أبي كثير) 49- (مسند مالك بن دينار) 50- (مسند الحسن بن أبي الحسن البصري عن أنس) 51- (مسند حمزة الزيات) 52- (مسند مسعر بن كدام) 53- (مسند أبي سعد البقال) 54- (طرق حديث من كذب علي) جزء، 55- (أحاديث بيان بن بشر) جزء، 56- (أحاديث من اسمه عباد) جزء، 57- (أحاديث النهي عن النوح) جزء، 58- (مسند عبد العزيز بن رفيع) جزء، 59- (أحاديث محمد بن جحادة)، جزء 60- (مسانيد عمر بن عبد العزيز) جزء، 61- (فضل الإمام أحمد بن حنبل) جزء، 62- (أحاديث إدريس الأودي) جزء، 63- (أحاديث من اسمه عطاء) جزء، 64- (أحاديث أبي غياث روح بن القاسم) جزء، 65- (أحاديث في فضائل عكرمة) جزء، 66- (أحاديث أمهات رسول الله) جزء، 67- (مسند عمارة بن غزية) جزء، 68- (أحاديث طلحة بن مصرف) جزء، 69- (غرائب حديث مالك بن أنس) جزء، 70- (أحاديث ضمضم بن زرعة) جزء، 71- (أحاديث أبان بن تغلب) جزء، 72- (أحاديث حريث بن أبي مطر) جزء، 73- (وصية النبي لأبي هريرة) جزء، 74- (كتاب ذكر الخلافة لأبي بكر وعمر) 75- (كتاب فضائل العرب وعثمان وعلي) 76 – (كتاب جامع صفات النبي صلى الله عليه وسلم) 77- (كتاب نسب النبي صلى الله عليه وسلم وصفة الخلفاء) 78- (كتاب أنسابهم وأسمائهم وكناهم) 79- (كتاب وصية النبي صلى الله عليه وسلم) 80 – (كتاب لأبي هريرة) 81- (غزل الخلفاء والأمراء)
82- (مسند طلحة بن مصرف الأيامي)، 83- (مسند أبو حصين عثمان بن عاصم الأسدي) 84- (مسند عمار بن أبي معاوية البجلي الدهني) 85- (مسند سعيد بن أشوع القاضي) 86- (مسند عبد الله بن شبرمة) 87- ( مسند عاصم بن أبي بهدلة) 88- (مسند محمد بن عجلان) 89- (مسند حمزة بن جندب بن الزيات) 90- (مسند أبي سعيد الحسن بن أبي الحسن البصري عن أنس) 91- ( مسند عمران بن موسى القبي) 92- (مسند الحارث بن يزيد العكلي) 93- (مسند مسعر بن كدام) 94- (مسند العبادلة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم) 95- (مسند عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده) 96- (مسند أبي أيوب عبد الله بن علي الإفريقي) 97-(مسند زافر بن سليمان) وغيرهما، 98- (مسانيد أبي يحيى مالك بن دينار الزاهد) 99- (أحاديث الأوزاعي وأبي عمرو بن العلاء) 100- (مسند زياد بن أبي زياد الجصاص) 101- (مسند الحجاج بن الفرافصة)101- (مسند هارون بن موسى النحوي) 102- (مسند يونس بن عبيد) 103- (مسند مغيرة بن مقسم الضبي الكوفي) 104- (كتاب الأشربة) 105- (كتاب الطهارة) 106- (كتاب الإمارة)
ولأبي القاسم من التصانيف أشياء سوى ذلك لم يوقف عليها. قال الحافظ يحيى بن منده: وأكثرها مسانيد حفّاظ وأعيان لم نرها.
منزلة معجم الطبراني الأوسط عنده:
قال الذهبي: كان الطبراني - فيما بلغنا - يقول عن (الأوسط):هذا الكتاب روحي.
روايته للقراآت:
لقد روى الطبراني القراآت سماعا من علي بن عبد العزيز البغوي، رواها عنه سماعاً علي بن يحيى بن عبد كوية وأبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ.
وفاته:
وتوفي رحمه الله في يوم السبت لليلتين بقيتا من ذي القعدة سنة ستين وثلاث مائة بأصبهان، ودُفن يوم الأحد آخر يوم من ذي القعدة إلى جنب حممه بن أبي حممة الدوسي رضي الله عنه - صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم - بباب مدينة جي المعروف بتيره.
وقد عاش الطبراني مائة عام وعشرة أشهر، ستين وثلاث مائة منها بأصبهان.
وهكذا تُوفي رحمه الله بعد أن أثرى الأمة الإسلامية بما ألف وصنّف، فقد حفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، بما لم يحفظه الكثير من الحدّثين والحفاظ. فرحمه الله وأسكنه فسيح جناته.
المراجع:
1- التحبير في المعجم الكبير للسمعاني.
2- الأنساب للسمعاني.
3- المقصد الأرشد في ذكر أصحاب الإمام أحمد لابن مفلح.
4- سير أعلام النبلاء للذهبي.
5- تذكرة الحفاظ للذهبي.
6- ميزان الاعتدال للذهبي.
7- العلوّ للعلي الغفار للذهبي.
8- التقييد لمعرفة رواة السنن والمسانيد لابن نقطة.
9- جزء فيه ذكر أبى القاسم الطبراني لابن منده.
10- طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى.
11- المعرب للجواليقي.
12- فتح الباب في الكنى والألقاب لابن منده الأصبهاني
13- غاية النهاية في طبقات القراء لابن الجزري.
14- تفسير القرآن العظيم لابن كثير.
15- لسان الميزان لابن حجر العسقلاني.
16- درء تعارض العقل والنقل لابن تيمية.
17- طبقات الحفاظ للسيوطي.
18- وفيات الأعيان لابن خلكان.
19- الأعلام للزركلي.
[1] البواري: جمع بارية، وهي الحصير المنسوج، انظر " المعرب " للجواليقي: ص 94.
[2] الحديث: (رأيتُ ربِّي في أحسنِ صورةٍ) أخرجه الطبرانى (1/317 ، رقم 938)، وصححه الألباني في الصحيحة (3169)، وقال: وقد جاء الحديث من طرق أخرى، صحح بعضها البخاري والترمذي، وفيها أن ذلك كان رؤيا منامية.
[3] الحديث أخرجه ابن أبي شيبة (4/27) غير مرفوعا: حدثنا وكيع، عن زمعة، عن ابن طاووس، عن أبيه: (أنه كان يغسل حصى الجمار).
[4] أخرجه البخارى (1/280 ، رقم 779) ، ومسلم (1/354 ، رقم 490)، والطبراني (11/9 ، رقم 10861).
[5] كأنه يشير إلى قلة ما كتب عنه.