فلسطين التاريخ / تاريخ

تاريخ القدس بين التضليل والتضييع | د. عيسى القدومي

د.عيسى القدومي

أوقع اليهود بتاريخ الأمة المسلمة الكثير من التشويه والتزييف؛ بدءا بعهد الرسالة وبعثة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، واستمر هذا التزييف إلى أن اغتصبت أرض المسلمين في فلسطين، فأكملوا رسالتهم في تزييف التاريخ لطمس جريمتهم، لكي يبدو أمام العالم وكأنهم لم يأخذوا إلا حقا لهم، ولم يغتصبوا أملاك غيرهم.

وليس ذلك بمستغرب، فالكذب من أبرز صفاتهم التي لا تنفك عنهم ماداموا يهودا، فقد كذبوا على الله، قال تعالى: {وَيقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يعْلَمُونَ} (1)، وعملوا على خداع أهل الإيمان، قال تعالى: {يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ} (2)، وبدا منهم الغيظ والحقد، قال تعالى: {قَدْ بَدَتِ الْبغْضَاء مِنْ أَفوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ} (3).

فادعاء الباطل واستخدام أدواته صنعة يجيدها اليهود، هذا ما أخبرنا به الباري عز وجل، قال تعالى: {وَإِن يرَوْاْ سَبِيلَ الْغَيِّ يتَّخِذُوهُ سَبِيلاً} (4)، ووصل بهم التحريف والتزييف بأنهم حرفوا التوراة التي أنزلت على نبي الله موسى عليه السلام، قال تعالى: {مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ} (5)، ولم يكتفوا بالتحريف والتأويل وزادوا عليه الكذب والافتراء، قال تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لَيْسَ عَلَينَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يعْلَمُونَ} (6).

كما عادوا الرسول محمدا صلى الله عليه وسلم، فقد ثبت بالسند إلى صفية بنت حيي بن أخطب رضي الله عنها قالت: "سمعت عمي أبا ياسر وهو يقول لأبي حيي بن أخطب: "أهو هو؟" - وذلك بعد أن ذهبا إليه وجلسا إليه وسمعنا منه - قال: نعم والله، قال أتعرفه وتثبته؟ قال نعم، قال: فما في نفسك منه؟ قال: عداوته والله ما بقيت"(7).

 وبالفعل مع معرفتهم أنه رسول من عند الله تعالى كان حيي وأخوه عدوين لله ورسوله مدة حياتهما، بل كانا من أشد اليهود عدواة وحقدا، وكانا جاهدين فيرد الناس عن الإسلام، وذلك مصداق قوله تعالى: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ}(8).

وعملوا على طمس الحقائق وتحريفها، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه قال:" إن اليهود جاؤوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا له أن رجلا منهم وامرأة زنيا، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تجدون في التوراة في شأن الرجم؟ فقالوا: نفضحهم ويجلدون! قال عبد الله بن سلام: كذبتم إن فيها الرجم، فأتوا بالتوراة، فنشروها فوضع أحدهم يده على آية الرجم، فقرا ما قبلها وما بعدها، فقال له عبد الله بن سلام: ارفع يدك، فرفع يده فاذا فيها آية الرجم، قالوا صدق يا محمد، فيها آية الرجم، فأمر بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجما "(9).

وأظهروا عداءهم للمؤمنين في قصتهم مع إسلام عبد الله بن سلام؛ فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - لليهود -:" أي رجل فيكم عبد الله بن سلام؟" قالوا: أعلمنا، وابن أعلمنا، وأخبرنا، وابن أخيرنا، فقال رسول الله صلى لله عليه وسلم:" أفرأيتم إن أسلم عبد الله؟" قالوا: أعاذه الله من ذلك، قال: فخرج عبدالله  إليهم فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله، فقالوا: شرنا، وابن شرنا، ووقعوا فيه "(10)، قال - يعني ابن سلام- هذا الذي كنت أخاف يا رسول الله "(11).

وقد لخص ابن القيم الجوزية - رحمه الله - ما وصفهم به الله تعالى في كتابه، من أوصاف لازمتهم بقوله: "فالأمة الغضبية هم: اليهود أهل الكذب والبهت (12) والغدر والمكر والحيل، قتلة الأنبياء وأكلة السحت - وهو الربا والرشا - أخبث الأمم طوية، وأرداهم سجية، وأبعدهم من الرحمة، وأقربهم من النقمة، عادتهم البغضاء، وديدنهم (13) العدواة والشحناء، بيت السحر والكذب والحيل، لا يرون لمن خالفهم في كفرهم وتكذيبهم من الأنبياء حرمة، لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة، ولا لمن وافقهم عندهم حق ولا شفقة، ولا لمن شاركهم عندهم عدل ولا نصفه، ولا لمن خالطهم طمأنينة ولا أمنة، ولا لمن استعملهم عندهم نصيحة، بل أخبثهم أعقلهم، وأحذقهم أغشهم، وسليم الناصية - وحاشاه أن يوجد بينهم - ليس بيهودي على الحقيقة... أضيق الخلق صدورا، وأظلمهم بيوتا، وأنتنهم أفنية، وأوحشهم سجية، تحيتهم لعنة ، ولقاؤهم طيرة ، شعارهم الغضب ، دثارهم المقت"(14).

وهكذا فالكذب وإطلاق الشائعات والخداع من أساليب اليهود المتأصلة في نفوسهم التي لا تنفك عنهم مهما طال الزمان وتعاقبت العصور، فهذه جبلتهم، وقد وجدوا في الكذب وإطلاق الشائعات والشبهات الوسيلة المثلى التي تنسجم مع طبائع نفوسهم وتساير أفكارهم الماكرة، وتحقق أطماعهم، وتسوغ ممارساتهم؛ قال تعالى: {قَدْ بَدَتِ الْبغْضَاء مِنْ أَفوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ} (15).

التبديل والتحريف صنعة يهود:

سلك اليهود مسلكين رئيسين في تزييف الحقائق التاريخية، الأول: قلب الحقائق بمزاعم أشاعوها لمقاصد محددة وأهداف موضوعة؛ وعمدوا كذلك إلى مسلك ثان وهو في غاية الخطورة، ولا يقل أثرا عن التزييف والتحريف، ألا وهو السكوت عن الحقائق التاريخية أو إغفالها وكأنها غير موجودة، وتجاوزها بقصد الطمس والتغافل، فأحداث تاريخية ووقائع ثابتة لا تذكر، على أمل لديهم أن يؤدي ذلك إلى نسيانها.

والتزييف الأكبر الذي اقترفته اليهود هو عبثهم بالتوراة التي حر فتها أيديهم، فالتوراة لم تسجل إلا بعد موت موسى - عليه السلام - بحوالي ثمانمائة سنة أو يزيد، فظلت تتناقل شفاها طيلة هذه المدة، وتتعرض خلالها لا للتنقيح والتهذيب، ولكن للحذف والإضافة (16)؛ حسب هوى كهان اليهود ومقاصدهم، وطفحت بذلك التوراة المزعومة - لأن التوراة قبل التحريف تكاد تكون قد اختفت من كتب اليهود - بقصص وتاريخ زاخر بالتحريف والأساطير والأباطيل.

 

وقد كانت التوراة موجودة بتمامها إلى عصر زكريا ويحيى وعيسى بن مريم عليهم السلام أجمعين (17)، وبعد هذا العصر شرع بنو إسرائيل في إخفاء بعض التوراة وتأويلها، وتحريفها، وتبديلها، وتغييرها، قال تعالى: {وَإِنَّ مِنهُمْ لَفَرِيقًا يلْوُونَ أَلْسِنتهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَيقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يعْلَمُونَ} (18).

قان ابن كثير رحمه الله: "اخبر الله تعالى أنهم يفسرونها ويتأولونها، ويضعونها على غير مواضعها، وهذا ما لا خلاف فيه بين العلماء، وهو أنهم يتصرفون في معانيها، ويحملونها على غير المراد، كما بدلوا حكم الرجم بالجلد والتحميم، مع بقاء لفظ الرجم فيها، وكما أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، مع أنهم مأمورون بإقامة الحد والقطع على الشريف والوضيع "(19).

ومن درس التوراة وجد فيها طامات وأكاذيب لا يمكن أن تكون منزلة من عند الله، وجد فيها نصوصا صحيحة أخبر قرآننا بصحتها، وقد نقل ابن كثير عن شيخه ابن تيمية رحمهم الله جميعا أنه قال بهذا القول، ورجحه، وفي ذلك يقول: وذهب آخرون من العلماء إلى التوسط في هذين القولين منهم شيخنا الإمام العلامة أبو العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى، فقال: أما من ذهب إلى أنها كلها مبدلة من أولها إلى آخرها، ولم يبق منها حرف إلا بدلوه، فهذا بعيد، وكذا من قال لم يبدل شيء منها بالكلية بعيد أيضا، والحق أنه دخلها تبديل وتغيير، وتصرفوا في بعض ألفاظها بالزيادة والنقص، كما تصرفوا في معانيها، وهذا معلوم عند التأمل"(20).

وإذا كان بعض التوراة صحيحا وبعضها محرفا، فما دلنا القرآن أو صحيح السنة على صحته أخذنا به وقلناه، وما دلنا على كذبه وبطلانه رددناه، وما ليس فيه بيان، وليس فيه ما يكذبه القرآن والسنة فلا نصدقه ولا نكذبه (21).

وقد استخدم سادة اليهود سلاح الكذب والتزوير في تحويل التوراة المحرفة والتلمود الخرافي إلى كتاب في الجغرافيا والتاريخ والسياسة لخداع الرأي العام العالمي وتسخيره لتحقيق أطماعهم ومخططاتهم، فما تركوا بقعة في فلسطين من جبل ولا نهر ولا حجر ولا سهل ولا واد إلا زعموا أن الرب ذكره في كتبهم المحرفة فزعموا له اسما غير اسمه، وأطلقوا مصطلحا لم يكن يعرف به، ويدعون أنها مقدسة بين ليلة وضحاها، وذلك ليوهموا العالم أن تلك الأماكن وتلك المسميات لها دلالات دينية في التوراة المحرفة (22).

وأكسبوا تلك المزاعم صبغة القداسة لأنها استمدت حسب زعمهم من كتبهم المقدسة، واجتمع بذلك التزييف مع الغي والجهل، وادعوا بذلك أن إبراهيم كان يهوديا؛ والله تعالى يقول: {مَا كَانَ إِبرَاهِيمُ يهُودِيًّا وَلاَ نَصْرَانِيًّا وَلَكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (23).

وقالوا أن نبيا الله إسحق ويعقوب كانوا يهودا؛ والباري عز وجل يخبر الناس جميعا أنهم كانوا مسلمين، وكان من دعائهم لله: {َربَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ} (٢٤)، وأولى الناس بإبراهيم هم المؤمنون من أتباعه ومحمد وأمته قال تعالى: {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَـذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَاللّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ} (25).

وهل يقول عاقل أن إبراهيم عليه السلام كان يهوديا - ألا وقالوها - وقد أنزلت التوراة والإنجيل من بعده؟! وهل يتبع المتقدم المتأخر ؟! قال تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَآجُّونَ فِي إِبرَاهِيمَ وَمَا أُنزِلَتِ التَّورَاةُ وَالإنجِيلُ إِلاَّ مِن بعْدِهِ أَفَلاَ تعْقِلُونَ} (26).

وأمانيهم الباطلة التي تمنوها على الله عز وجل أضحت عندهم حقائق وثوابت، مثل ما أخبرنا الله عن قولهم: {لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى} (27)، وقولهم: {لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَةً} (28) وقولهم: {نَحْنُ أَبنَاء اللّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ} (29)، فهم تمنوا أشياء لن تحصل لهم، ومع ذلك صدقوا ما تمنوا!!

وهذا ليس غريبا على الأخلاق اليهودية الواضحة الجلية للعالم الحر الذي يرى بعين الحقيقة والعدل، فقلب الحقائق، وتحريف الدين، وتزييف التاريخ خلق متأصل في نفوس اليهود وأتباعهم، قال تعالى: {فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ}(30). قال البغوي في تفسيره: "وذلك أن أحبار اليهود خافوا ذهاب مأكلتهم وزوال رياستهم حين قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، فاحتالوا في تعويق اليهود عن الإيمان به فعمدوا إلى صفته في التوراة، وكانت صفته فيها: حسن الوجه، حسن الشعر، أكحل العينين، ربعة، فغيروها وكتبوا مكانها طوال أزرق سبط الشعر، فإذا سألهم سفلتهم عن صفته قرؤوا ما كتبوا فيجدونه مخالفا لصفته فيكذبونه وينكرونه"(31).

احتلال فلسطين ... وتشويه التاريخ!!

مع مسيرة الاحتلال ترادفت مسيرة الكذب على تاريخ هذه الأمة وتزييف حقائقه الماضية والحاضرة، وأضحى خطا مستمرا ينمو مع الأيام؛ كان ساذجا في البداية، ولكنه تعقد مع الزمن، فأصحت له قواعده وأصوله وأساتذته ومراكزه وجامعاته، وصعد الباحثون اليهود من تحديهم لدرجة أننا كدنا لا نسمع ردا عربيا أو إسلاميا على التحدي اليهودي... وهذا من الخطورة بمكان؛ حيث يفضي في النهاية إلى ضعف في حقوقنا الثابتة وتراخ من أصحابها في الدفاع عنها.

ويفسر لنا (بول فندلي) في كتابه: (الخداع) الآلية التي انتهجها الباحثون اليهود ليقبل ذلك الخداع، كتب (فندلي): "من الواضح أن قبول المغالطات حول (إسرائيل) ليس عرضيا، إنه حصيلة عمل كثرة من الناس يسخرون طاقاتهم للقيام بهذه المهمة بدأب والتزام " (32).

ومما يندى له الجبين ندرة البحوث والدراسات ولا سيما في الجامعات الغربية - التي تتناول بيت المقدس من وجهة تاريخية أكاديمية معاصرة مستمدة من الثوابت الاسلامية والعربية، وترادف مع ذلك وفرة الدراسة الغربية في الجامعات والمراكز البحثية التي تشوه وتحرف وتزيف بطريقة متعصبة حاقدة تخدم الرؤى اليهودية والاستشراقية. وهذا ليس جديدا على الدراسات اليهودية والاستشراقية التي تعمل على تقليل أهمية المصادر العربية والإسلامية المتعلقة ببيت المقدس بعد أن فتحها أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه، أو للتقليل من أهميتها ومكانتها في الإسلام والتشكيك في النصوص التي جاءت في الكتاب والسنة وكتب السير والفقه. وذلك بهدف إلغاء الحقائق والتشكيك في الثوابت لكتابة تاريخ جديد لبيت المقدس من وجهة نظر أحادية متعصبة.

يقول المستشرق اليهودي (آمنون كوهين) الأكاديمي والباحث النشط في الجامعة العبرية في القدس المحتلة في مقدمة تحريره لكتاب: (القدس دراسات في تاريخ المدينة) إن هناك أبحاثا عديدة تجري في الوقت الراهن ف جميع الجامعات والمعاهد العلمية المختصة في (إسرائيل) تتناول المجالات التي انتقيت منها أبحاث هذه المجموعة" (33).

ويضيف (كوهين): "ومن الجدير أن تنقل نتائج هذه الدراسات، لا بل تفاصيلها أيضا، إلى الباحثين العرب في الشرق الأوسط!!

فلم يكتف هذا الباحث بنشر الأباطيل والتاريخ المشوه، والأحداث المصنوعة، بل ويطلب أيضا وبكل جرأة بأن نوسع مداركنا - نحن العرب والمسلمين - ونقرا كتابه الذي يسهم -حسب تعبيره - في توسيع فهم تاريخ القدس بين محبيها من أبناء جميع الأديان، وفي خلق جو يشجع زيادة التفاهم والتقارب بين اليهود والعرب" (34)!!

بل يصدر ويطبع كتابه باللغة العربية بطباعة متقنة للقارئ العربي، فيقول: "والآن، نورد ولأول مرة للقارئ العربي دراسات مختارة نشرها بالعبرية باحثون (إسرائيليون) في كتب صدرت في العشرة سنوات الأخيرة عن (ياد بن تسفي) (35) وتلقي هذه الدراسات الضوء على نواحي مختلفة لتاريخ القدس منذ صدر الإسلام وحتى أيامنا هذه (36).

والكيان الصهيوني الغاصب لأرض فلسطين عمل وما زال لإكساب احتلالهم لبيت المقدس شرعية دينية وتاريخية وواقعية وأثرية وقانونية، بل وإنسانية في بعض الأحيان!!

وبالمقابل نجد أن الكثير من الدراسات العربية للباحثين العرب والمسلمين تنقصها المنهجية العلمية في البحث والتمحيص، فالعاطفة وحدها لا تكفي وقلة مراكز الدراسات الجادة والمدعومة لإكمال مسيرتها وتوفير البيئة البحثية التي لابد منها للباحث المخلص حتى يجيد في مخرجاته ويبذل جهده بالشكل المطلوب.

وهذا ما أدى إلى غياب النتاج الأكاديمي الرصين وانحساره، وكذلك جعل محور كتاباتنا نحن العرب والمسلمين ودراساتنا تتمحور حول جوانب محددة فقط، وحتى نشرها في العالم الإسلامي محدود الطرح؛ وفي المقابل نرى أن نتاج تلك المؤسسات الأكاديمية الاستشراقية والمراكز التي تتبع رسميا الدولة العبرية، يملا الساحة الأكاديمية والثقافية!!

يقول الدكتور عبد الفتاح العويس حول الدراسات المتعلقة ببيت المقدس في المنطقة العربية: "ولا توجد إلى الآن جامعة عربية أو مسلمة تدرس هذا الحقل المعرفي الذي تمنح فيه درجتا الماجستير والدكتوراه - أو حتى تطرحه مساقا بينما يدرس في الجامعة العربية والمسلمة لطلبة البكالوريوس (الإجازة) على الرغم من النص على هذا الأمر في التوصيات الصادرة عن عدد من المؤتمرات والندوات (37).

ويضيف: والأخطر من ذلك أن تشكل تلك الدراسات والبحوث والمطبوعات (المشبوهة) المصدر والمرجع لنا!!، وأصبحت بذلك عقولنا وحصوننا مهددة من الداخل فالكتابات تنشر باللغة العربية، والبرامج الثقافية تبث باللغة العربية، ومواقع في الشبكة العنكبوتية (الانترنت) سودت فيها الصفحات المشككة في مكانة بيت المقدس تنشر باللغة العربية، والطامة أن تكون تلك المادة مرتعا لكتاب عرب ومسلمين ينشرون قاصدين أو مخدوعين بعض تلك الشبهات (38)!!

نحن في أشد الحاجة لمؤسسات علمية متخصصة جادة في بحثها ونتاجها العلمي والحضاري الذي يكون مرجعا وسندا للأمة، وحماية لأجيالنا من بحر الشبهات التي تتلاطم أمواجه لتقذف بهذا التلوث إلى شواطئنا!!

والرد عليها لا يكفي فيه الحب في النفوس للمسجد الأقصى المبارك إن لم يقترن مع العلم بمكانة المسجد الأقصى وفضائله الثابتة في الكتاب والسنة ووقائع التاريخ وأحداث السير والمسائل الفقهية المتعلقة بالمسجد الأقصى والبحث والتمحيص المبني على منظومة معرفية متكاملة.

وكشف أسرار مقاصد هؤلاء المستشرقين واليهود ومؤسساتهم، فعلى الرغم من أن الدراسات الأكاديمية والبحثية خصص في الكيان العبري لها معاهد ومؤسسات ومراكز بحثية إلا أن الجامعات والمعاهد بل والمدارس العربية والإسلامية ما زالت زاهدة في تدريس منهج متخصص حول بيت المقدس!!

وأضحى بهذه الدراسات والبحوث الأكاديمي والمستشرق اليهودي سياسي من الدرجة الأولى، ونتاجهم الأكاديمي في تناغم وانسجام وتخطيط مع ما يهدفون إليه مع مؤسساتهم الاحتلالية.

ونحن بهذه الردود لا نريد أن نتحول إلى مواقع الدفاع، بينما الطرف الآخر -وهم الصهاينة المغتصبون ومن والاهم - انفردوا بالتخطيط المتقن التدريجي ببرامج استراتيجيه لتحقيق غاياتهم، وعملوا على أن يتحول صاحب الحق - وهم العرب والمسلمون وأهل فلسطين - إلى معتدين، والباحثون في هذا المجال همهم الردود ومتابعة أقوالهم بينما هم يثيرون الأكاذيب والأساطير والشبهات ويلبسوها ثوب البحث العلمي على كل شيء قابل للبحث والتنقيب، وجعلوا تلك الشبهات تتتالى وتتتابع لإضعاف معها الرد، حيث يتسع "الرقع على الراقع الطرف الآخر ليصل إلى مرحلة يصعب ويتحول الضحية صاحب الحق متنقلا من موقع دفاعي إلى آخر!!

فاستراتيجية المؤسسات الأكاديمية اليهودية نشر ما تنتجه مراكزهم المتناسقة مع الاحتلال على أرض فلسطين وإشغال الآخرين بردود الأفعال التي لا ترقى في كثير من الأحيان لمستوى الجهد والخداع الذي أخرجته تلك المؤسسات؛ فهم يصنعون الفعل وبينما صاحب الحق يجمع ليرد وإذا بفعل أخر يبث ويخرج للعلن وهكذا دواليك.

نعم حقائقنا وحقوقنا وفيرة وكأننا نغرف من ماء البحر، وادعاءاتهم المصطنعة يحاولون أن ينحتوها في صخر صلد عصي على معاولهم... عبثوا بتاريخنا، ودرسوا مخطوطاتنا، أضحوا من أجل التهوين من مكانة المسجد الأقصى أهل تفسير لكتاب الله تعالى!! يؤولون الآيات

ويصححون ويضعفون أحاديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ودخلوا في الفقه والأدب؛ من آجل آن يخرجوا بخلاصة واهية بأن المسجد الأقصى ليس له مكانة عند المسلمين!!

فاجتمعوا قادة وسادة وحاخامات وبروفسورات ومتطرفين ومستشرقين ليقولوا بعبارة واحدة: إن تاريخ القدس هو تاريخنا "!!

سفه وضلال، وتحريف وتبديل، ولكن أنى لهم ذلك وكتاب ربنا محفوظ بحفظ الله تعالى وسنة نبيه مصونة بحفظ الله تعالى ثم بالحفاظ وأهل الحديث، فمهما زعم الزاعمون، وحرف المحرفون وبدل المبدلون، سيبقى ديننا محفوظا بالكتاب والسنة وما خطته أيادي علماء الأمة من السلف الصالح رضوان الله عليهم؛ وكتابنا وسنة نبينا وصفحات تاريخنا ومجلدات فقهائنا مليئة بفضائل المسجد الأقصى المبارك وما حوله من بلاد الشام.

شغف اليهود بالدراسات المتعلقة ببيت المقدس:

إن شغف الباحثين اليهود ومؤسساتهم الأكاديمية ومؤرخيهم واهتمامهم كبير بالحصول على المخطوطات المتعلقة بفضائل المسجد الأقصى والقدس، ودراستها واستخلاص نتائج خاصة تخدم مستقبلهم ووجودهم على تلك الأرض المغتصبة.

وهذا الشغف لدراسة كتب الفضائل المتعلقة ببيت المقدس وبلاد الشام ليست ترفا فكريا ولا إعجابا بهذه المكانة التي تعلقت بها قلوب المسلمين وحواسهم على مر العصور والأزمان، بل هذا الاهتمام ينصب في دائرة واسعة تبدا بمعرفة الماضي واستلهام دروسه والاهتمام بالحاضر وقراءة المستقبل.

والمستشرقون من الغربيين واليهود قد أولو كتب الفضائل عناية أكبر بكثير من اهتمام طلبة العلم والأكاديميين من العرب والمسلمين في العصر الحديث، وقد درس الباحثون اليهود وحققوا ونشروا (39) عددا من تلك الدراسات، منها ما قام به اسحق حسون من تحقيق كتاب الواسطى: (فضائل البيت المقدس) ونشره في القدس سنة ١٩٧٩ م، كما حقق (تشارنز مانيوز) الأمريكي كلا من: (باعث النفوس إلى زيارة القدس المحروس) لابن الفركاح، و: (مثير الغرام إلى زيارة الخليل عليه الصلاة والسلام) لاسحق بن إبراهيم التدمري.

وفي مدى اهتمام اليهود بكتب الفضائل بالذات يقول الشيخ المحقق (مشهور حسن آل سلمان): "ولا بد من الإشارة إلى أن اليهود نشروا كتبا كثيرة في فضائل الأقصى، ولديهم حب وولع في اقتناء الكتب في فضائل البلدان؛ ولا سيما مكة والمدينة، ولديهم دراسات عن مشاعر المسلمين نحو مقدساتهم من خلال كتب الفضائل؛ كي يتبين لهم الخط البياني لنمو المشاعر أو ضمورها، فحينئذ يسهمون في بث ما يؤدي إلى ضمورها استعدادا للمعركة"(40).

 ويؤكد (د. محمود إبراهيم) في كتابه فضائل بيت المقدس في مخطوطات عربية قديمة: أن من بين ثلاثة وعشرين شخصا ممن نشروا بعضا من مخطوطات فضائل القدس، أو ترجموها كليا أو جزئيا، أو أعدوا دراسات عنها، العرب هم أقل النسب، إذ كان عددهم ستة أشخاص، في حين أن السبعة عشر شخصا الآخرين كانوا من الأجانب، ومن بين هؤلاء الأجانب نسبة عالية من الكتاب اليهود (41).

فقد أخذ المستشرقون يبحثون وينقبون في تراثنا العربي الإسلامي من مخطوط ومطبوع؛ ليستطيعوا أن ينفذوا بواسطته إلى التشكيك والتقليل من أهمية مدينة القدس في الإسلام، وأنها فقط مقدسة لدى اليهود، وأن كل الأحاديث التي وردت جاءت متأخرة في المصنفات الحديثية... إلى آخر تلك الترهات؛ وتم بحث هذا الموضوع تحت عنوان: (أدب فضائل المدن)، و: (فضائل بيت المقدس) بالذات (42).

دافع هذا الشغف والاهتمام البرهنة على أن مكانة بيت المقدس في الإسلام مكانة ثانوية؛ ففي كثير من كتابات المستشرقين اليهود أو من شايعهم خط ثابت لا يتغير هو محاولة بيان أن بيت المقدس ليست لها أهمية كبرى في عقيدة المسلمين، ويكفينا مثلا ما خلص إليه الباحث اليهودي سيفان (E.Sivan) (43) بأن:" زمان أول الرسائل التي كتبت في فضائل بيت المقدس ومكانها يدفعنا إلى استنتاج لا مناص منه وهو أن القدس لم يكن لها في واقع الأمر تلك المكانة السامية في وعي العالم الإسلامي " (44).

 وذلك القول يعد أنموذجا للموقف الذي يستخلصه الباحثون اليهود بعد دراستهم المستفيضة لكتب فضائل المسجد الأقصى وبيت المقدس وبركة فلسطين وبلاد الشام. ويستوي قول الباحث اليهودي (سيفان)، مع أقوال زملائه (كقسطر)، و(هوشبرج)، و(جويثاين)، و(حسون).. وغيرهم.

وللجامعات العبرية وجيش البروفسورات الذين يعملون في أروقتها دور كبير في إشاعة التهوين من مكانة المسجد الأقصى عند المسلمين؛ لقد قام الأساتذة والأكاديميون الذين كلفوا من المؤسسة العسكرية اليهودية بتأدية مهمات مباشرة للبحث والكتابة في الشؤون العربية والفلسطينية وقضايا الصراع في المنطقة، وكذلك التحقيق في كتبنا التراثية والمخطوطات التي سرقوها من المكتبات الفلسطينية العريقة بعد أن تمكنوا من احتلال أرضها؛ حيث أصبح من المتعذر التمييز بين أكاديمي أو باحث مدني وآخر عسكري في الكيان الصهيوني، من ناحية الارتباط بالمؤسسة العسكرية، فيغلب على العملية البحثية في الكيان اليهودي طابع ( العمل المؤسسي) المرتبط وظيفيا بأداء الدولة وتوجهاتها؛ حيث ينتمي معظم الباحثين إلى مؤسسات بحثية - رسمية أو خاصة - تعنى بتنظيم نشاطاتهم، وتمدهم بالمعلومات الأولية وبالمعطيات اللازمة لعملهم، ثم تزج بنتاجهم في خدمة المشروع اليهودي ككل.

وهذا ما دعا نقابة الجامعات والمعاهد في بريطانيا «يو سي يو» كبرى نقابات التعليم العالي في بريطانيا - الذي يضم في عضويته أكثر من (١٢٠) ألف منتسب- إلى تبني قرار مقاطعة الجامعات العبرية تضامنا مع الفلسطينيين؛ بل طالب القرار الاتحاد الأوروبي العمل على مقاطعة المؤسسات الأكاديمية العبرية ووقف الدعم المالي لها (45).

لأن الاستقلالية المعرفية للأبحاث الصهيونية ذابت، وتستخدم في حقيقتها بوصفها وسيلة صراعية، أي: سلاحا في مواجهة الأمة العربية والاسلامية، والجامعات العبرية تعد الأطر الأكثر اتساعا في العملية البحثية داخل فلسطين المحتلة؛ إذ تتوفر لها الكفاءات والخبرات العلمية والظروف الأكاديمية، فضلا عن توفر الإمكانات المادية والمعنوية اللازمة لعمليتي التدريس والبحث.

فالجامعة العبرية في القدس تضم مكتبة ضخمة فيها نحو: (مليون ونصف المليون) مجلد، ويعمل فيها (٦٠) أمين مكتبة رئيسا وثانويا، و (٢٠) كاتبا وموظفا، وقد عنيت هذه المكتبة بالحصول على تركات كثير من المستشرقين والباحثين اليهود من مختلف أنحاء العالم، وأفردت في داخلها أجنحة خاصة لمكتباتهم ومؤلفاتهم، وفي مقدمة هؤلاء المستشرقين الهنغاري اليهودي الشهير (أجنتس جولد تسيهر)، الذي تضم مكتبة

الجامعة مختلف المواد البحثية التي كان يعتمدها أو ينتجها. وكذلك العديد من المراكز والمعاهد كمعهد (بن تسفي للدراسات اليهودية)، وغيره الكثير (46).

وقد ضمت الجامعة العبرية الكثير من تراثنا ومخطوطاتنا مما يندى له الجبين، بل مكتبات كاملة عليها ختم المكتبات الأصلية، ومن هذه المكتبات التي آلت للجامعة العبرية: (مكتبة الشيخ أسعد الشقيري) ( ت ١٩٤٠ م)، و( مكتبة الشيخ الفاضل راغب نعمان الخالدي) مؤسس المكتبة الخالدية (ت ١٩٥٠ م)، و( مكتبة الأستاذ درويش مصطفى الدباغ اليافي) (ت ١٩٥١ م )، و( مكتبة أخيه الأستاذ الشاعر إبراهيم مصطفى الدباغ اليافي) (ت١٩٤٦ م )، و( مكتبة الأديب الكبير عجاج نويهض) (ت ١٩٨٢ م)، و( مكتبة أديب فلسطين الكبير محمد إسعاف النشاشيبي) (ت ١٩٤٧ م)، و(مكتبة الأستاذ خليل بيدس المقدسي) (ت ١٩٤٩ م )؛ ومنها ( المكتبة الخليلية) في القدس؛ التي أسسها الشيخ محمد بن محمد الخليلي مفتي الشافعية في القدس (ت١١٤٧هـ)، وكذلك ( مكتبة العلامة المؤرخ عبد الله مخلص المقدسي) ( ت ١٩٤٧ م)، و(مكتبة آل النحوي) في صفد، وغيرها من المكتبات الفلسطينية العريقة (47).

والتسويغات الدعائية التي ينشرها اليهود عبر تلك البحوث دافعها الأساس هو المتطلبات المستقبلية، هذا ما عبر عنه البروفسور (أوريال هايد) (48) - في دراسة له نشرت عام ١٩٦١ م عن دافعين للاهتمام الصهيوني بالشؤون الاستشراقية أبحاث الصراع، هما: المتطلبات المستقبلية واستيعاب اليهود والشرقيين... ووعينا بتلك المتطلبات يزيد عما لدى المستشرقين من بلدان الغرب (49).

ولا شك أن هذه الأبحاث والدراسات والكتب التي تصدر وتنشر كذلك بالعربية هي (أبحاث الصراع)، وهذا مصطلح مناسب لتلك الأبحاث؛ لأنهم قصدوا منها مقاصد كبيرة وكثيرة منها: تخطيط المستقبل: لأنها بلا شك من متطلبات إدارة المستقبل ومعرفته؛ ولإدارة الصراع بطرائق فاعلة، وهذا لا يتم إلا إذا حددت كيفية إدارة ذلك الصراع، واستيعاب اليهود والشرقيين بكتابة تاريخ ومعتقدات وأبعاد يتقبلها الشتات اليهودي غير المنسجم؛ ولتقريب الغرب من اليهود وتعاطفهم معهم ومع وجودهم على هذه الأرض المباركة.

وخلاصة القول: إن الباحثين اليهود لجأوا إلى دراسة كتب الفضائل والتاريخ والسير والحديث وما سطره الرحالة في مخطوطاتهم، لإسباغ الهوية اليهودية على تلك البقعة، واختلاق تاريخ وحضارة يهودية متجذرة في تلك البقعة، ومعرفة طبيعة اهتمام العرب والمسلمين بمقدساتهم ، ودوافع هذا الاهتمام، وعقيدتهم في مكانة المسجد الأقصى والأرض المباركة، وما جاء من أخبار ثابتة عند علماء المسلمين في أحداث آخر الزمان ومآل الأمور، ومستقبل فلسطين في عقيدة أهل الإسلام.

واليهود على يقين أن تلك الدراسات والبحوث ضرورية، ولا مناص من العمل فيها وتوفير أدواتها بوصفها أساسا للتعامل مع المسلمين والعرب وأهل فلسطين، حتى لا يكون مصيرهم كمصير الصليبيين، ولا يتكرر معهم ما حدث مع غيرهم. ولتلك الأسباب أضحت مسؤولية تلك الدراسات والأبحاث ونتاجها مسؤولية الجميع أفرادا ومؤسسات

وقيادة في خدمة المشروع الصهيوني.

...................................

• الهوامش:

(١) سورة آل عمران، آية ٧٥.

(٢) سورة البقرة، آية ٩.

٣) سورة آل عمران، آية ١١٨.

(٤) سورة الأعراف، آية ١٤٦.

(٥) سورة النساء، آية ٤٦.

(٦) سورة آل عمران، آية ٧٥.

(٧) رواه ابن هشام في السيرة ٥١٨/١، ورواه البيهقي في الدلائل: ٢/ ٢٥٤ - ٢٥٥.

(٨) سورة المائدة، أية ٨٢.

(٩) أخرجه البخاري "صحيحه" برقم (٣٣٦٣).

(١٠) وقعوا فيه: أي أخنوا شتمه وسبه.

(١١) أخرجه البخاري "صحيحه برقم (٣٠٨2)

(١٢) هو القذف بالباطل والافتراء

(١٣) ديدنهم: عادتهم ودابهم

(١٤) من كتاب هداية الحيارى ف أجوبة اليهود والنصارى لابن القيم الجوزية: ص2٢.

(١٥) سورة آل عمران، آية ١١٨.

(١٦) منهج اليهود ي تزييف التاريخ؛ محمد عبد الواحد حجازي، ط١، مكتبة الإيمان المنصورة، ص ١٢٥.

(١٧) لا يمكن أن تحرف التوراة أو تغير مع وجود نبي؛ لأن الوحي يقوم بتقويم ذلك وتصويبه، ولكن يكون التحريف نعد انقطاع الوحي. أنظر كتاب: وليتبروا ما علوا تتبيرا"، ص ١١٢.

(١٨) سورة آل عمران، آية ٧٨.

(١٩) البداية والنهاية:2/149.

(٢٠) وليتبروا ما علوا تتبيرا: ص ١١2-١١3.

(٢١) وليتبروا ما علوا تتبيرا؛ ص ١١٣.

(٢٢) مصطلحات يهودية احذروها: ص٨.

(٢٣) آل عمران؛ أية 6٧.

(٢٤) سورة البقرة: ١٢٨.

(٢٥) سورة آل عمران: 68.

(26) سورة آل عمران: 65. 

(٢٧) سورة البقرة: ١١١.

(٢٨) سورة البقرة: ٨٠.

(٢٩) سورة المائدة:١٨.

(٣٠) سورة البقرة:٧٩.

(٣١) تفسير البغوي: (1/115).

(٣٢) الخداع: ص ١٤.

(٣٣) وهي مجموعة البحوث التي جمعها في كتاب تحت عنوان "القدس - دراسات تاريخ المدينة" شارك فيها عدة باحثين وأكاديميين يهود ومن جامعات مختلفة.

(٣٤) المصدر السابق نفسه: ص١٠.

(٣٥) (ياد تيسحاق بن تسفي) هي مؤسسة للأبحاث والدراسات تعمل في القدس، وتحمل اسم ثاني رؤساء "إسرائيل" لايتسحاق بن تسفي "الهدف الرئيس لنشاطها العلمي هو تشجيع الأبحاث تاريخ الديار المقدسة عامة والقدس خاصة، وتنشر عادة ثمرة نتائج الأبحاث العديدة التي تبعث ؤ هذه المؤسسة بالعبرية وذلك في أكثر من عشرة كتب سنويا، كما تنشر فصلية تصدر بالعبرية منذ أكثر من خمسة عشر عاما وتحمل اسم كايتدرا ، انظر مقدمة كتاب : "القدس - دراسات في تاريخ المدينة ، ص٩.

(٣٦) وتعقد مؤسسة الأبحاث "ياد تيسحاق بن تسفي حلقات بحث علمي وندوات ومؤتمرات وتنشر أوراق العمل والبحوث والدراسات كتب تصدر باسم تلك المؤسسة" .

(٣٧) ويتبع "ياد تيسحاق بن تسفي "، معهد أبحاث الديار المقدسة (التي تسمى باللغة العبرية بارتس إسرائيل ) انظر القدس دراسات ف تاريخ المدينة ، ص٩.

(٣٨) انظر القدس دراسات في تاريخ المدينة: ص ٩.

(٣٩) الدكتور عبد الفتاح العويس، مذكرة منشورة.

(٤٠) المصدر السابق، مذكرة منشورة.

(٤١) من العلماء الغريبين والعلماء اليهود نذكر:

 Goldziher. A.E. Guber, E. Sivan, Charles D Mathews, H. Busse, G.E. Von Grunebaum, Guy Le Strange, F. Rosenthal, M.J. Kister, I. Hasson, E. Ashtor

(٤٢) ومن العلماء الأقدم عهدا من هؤلاء المستشرق الروسي Mednikov المتوفي ١٩٧4 م، والدنماركي Lemming ١٨١٧ م والألماني C.Koenig أخر القرن التاسع عشر، والبريطاني رينولدز Reynolds ١٨٦٣ م. أنظر: د. كامل جميل العسلي ، مخطوطات بيت المقدس ؛ ص5 .

(٤٣) ندوة بلاد الشام ومستقبل الإسلام: ص ٢٠- ٢١، وانظر كذلك: مقدمة تحقيق مخطوط: (تحصيل الأنس لزائر القدس): ص ٢٧.

(٤٤) مخطوطات بيت المقدس ف مخطوطات عربية قديمة: ص ١٣٥.

(٤٥) القدس في العقل الصهيوني- نظرة على دراسات المستشرقين اليهود، بحث منشور في عدة مواقع على الشبكة العالمية، انظر موقع: مؤسسة القدس

 www.aIquds-onIine.org.

 (46)  E.sivan/ the beginnings of fadail erature in " Israel oriental studies" ( jan, 1971, p,265) quds lit

(٤٧) انظر: د. كامل جميل العسلي، مخطوطات بيت المقدس (دراسة وبيبليوغرافيا)؛ دار البشير عمان، ١٤٠٥هـ ٢م، العدد ١٠٤١٢. ١٩٨٤ م، ص19.

(٤٨) انظر: صحيفة الشرق الأوسط، الجمعة ١٥ جمادى الأولى ١٤٢٨ هـ الموافق يونيو 2007, العدد 10412.

(٤٩) انظر للاستزادة: الاستشراق وأبحاث الصراع لدى إسرائيل، ص ١٠٤.

(٥٠) المراكز الأكاديمية اليهودية ودورها في سلب تاريخ فلسطين، مجلة بيت المقدس للدراسات العدد٣، شتاء ٢٠٠٧: ص 89-90.

(٥١) عمل أستاذا لقسم الدراسات الشرقية ف الجامعة العبرية بالقدس.

(٥٢) الاستشراق، ص67. نقلا عن: (المستشرقون ومعاهد الاستشراق إسرائيل) ف مجلة: (شئون فلسطين)، العدد ٤٩، أيلول/ سبتمبر ١٩٧٥ ص١٧٧- ١٧٨ عن مجلة (همزاح هحداش الإسرائيلية) المجلد ١١ (ع ١-٢)١٩٦١- ص2. 

.