فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار

إسرائيل تحاصر قرية فلسطينية وتجوعها على خلفية مقتل مستوطني إيتمار الخمسة

التاريخ: 11/4/1432 الموافق 17-03-2011

 

تعيش قرية عورتا شرقي نابلس شمال الضفة الغربية حصارا إسرائيليا لليوم الثالث على التوالي إثر مقتل خمسة مستوطنين في مستوطنة إيتمار المقامة على 90% من أراضي القرية.

كما تفرض قوات الاحتلال حظرا للتجوال وطوقا أمنيا وتقوم بعمليات دهم وتفتيش بحثا عن منفذي العملية، وأدت الإجراءات الإسرائيلية إلى نقص حاد في جميع الخدمات الإنسانية والصحية والتعليمية في القرية.

وقال المواطن عبد السلام الجمل إن الوضع مأساوي بالقرية مع استمرار أكثر من 2000 جندي إسرائيلي اقتحام وتفتيش منازل المواطنين، واعتقال المئات من الشبان واقتيادهم إلى وسط القرية والاعتداء عليهم بالضرب المبرح.

وأكد الجمل للجزيرة نت أكثر من مائة جندي اقتحموا منزله وقاموا بحبسه وعائلته المكونة من 25 فردا في غرفة واحدة، وفتشوا المنزل بالكلاب البوليسية، كما دمروا أثاث ومحتويات المنزل وسرقوا أموالا ومصاغا ذهبية تقدر بـ3000 دولار".

وبين أن جنود الاحتلال اعتقلوا المئات من الشبان، واقتادوهم إلى مراكز تحقيق ميدانية داخل القرية، وبعضهم اقتيد لسجون الاحتلال. مشيرا إلى أن القوات الإسرائيلية حولت أكثر من 30 منزلا بالقرية لنقاط مراقبة عسكرية، ومنعوا سكانها من الدخول أو الخروج من منازلهم.

صعوبات طبية

من جهته أكد الدكتور غسان حمدان مسؤول اتحاد لجان الإغاثة الطبية بمدينة نابلس أن جنود الاحتلال يمارسون "عقابا جماعيا" ضد أهالي القرية الذين يصل تعدادهم 6000 نسمة، سواء من خلال عمليات الاعتقال أو منعهم من الخروج والدخول لقضاء أبسط حاجاتهم.

وأشار الى أنهم وكمؤسسة طبية تمكنوا وبصعوبة بالغة وبعد ضغوط من الدخول إلى القرية مساء الأحد وصباح الاثنين لساعات محدودة لتقديم العلاج للأهالي الذين يعانون وضعا صحيا وإنسانيا متأزما بسبب نقص الأدوية والمواد التموينية الأساسية وأهمها الخبز.

وأوضح أنهم شكلوا عيادة ميدانية لعلاج المواطنين داخل المنازل بعد منعهم من الذهاب للمراكز الطبية للعلاج، وقدر أن قرابة المائة مريض يتلقون العلاج يوميا، "وسط تضييقات الجيش الكبيرة".

كما منعت سلطات الاحتلال طواقم الصحفيين من الدخول للقرية ونصبت العديد من الحواجز على الطرق المؤدية إليها، وأغلقت مداخل القرية الرئيسة بالسواتر الترابية.

وقال الصحفي عبد الرحيم القوصيني مصور وكالة رويترز إنهم منعوا لليوم الثالث على التوالي من دخول القرية، بعد إعلان منطقة عسكرية مغلقة.

من جهته أكد أحمد البيتاوي من مؤسسة التضامن الدولي لحقوق الإنسان بنابلس أن عدد المعتقلين تجاوز المائة، وهناك عائلات قيد الاعتقال، وذكر أن عشرات المعتقلين الآخرين تم اعتقالهم والتحقيق معهم إما ميدانيا أو بعد نقلهم إلى مركز توقيف حواره القريب من القرية ومركز تحقيق بتاح تكفا داخل إسرائيل.

تنديد رسمي

من جهته ندد الدكتور غسان الخطيب المتحدث باسم حكومة تصريف الأعمال بالضفة الغربية بممارسات الاحتلال الإسرائيلي ضد أهالي قرية عورتا والقرى الشرقية لمدينة نابلس.

وقال للجزيرة نت إن الحكومة تنظر بقلق لخطورة الإجراءات الإسرائيلية "الانتقامية والتعسفية"، وأضاف أن عمليات الانتقام الإسرائيلية بما فيها قرارات توسيع المستوطنات هي خطوات تدل على محاولات إسرائيلية لاستثمار هذا الحادث لتحقيق أجندات سياسية تتعلق بتوسيع الاستيطان ومعاقبة الفلسطينيين.

ونبه لخطورة ما تقوم به إسرائيل في توسيع الاستيطان لتكريس الاحتلال وقمع المواطنين، مشيرا إلى أن ذلك يسمم الأجواء أكثر ويضع عراقيل إضافية أمام أي جهود لمحاولة حل الصراع بطرق تفاوضية سليمة، محملا إسرائيل مسؤولية الأجواء وفشل المساعي الدولية من أجل السلام.

يشار إلى أن المستوطنين دعوا لتنفيذ هجمات ضد الأهالي ومارسوا فعلا هذه الاعتداءات عبر اقتحام قرى كبورين وقصره وحواره والاعتداء على سكانها وحرق منازلهم ومزروعاتهم ومركباتهم.

المصدر: هلا فلسطين

 

.