فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار

أخطر خطوة لتهويد القدس المحتلة.. إسرائيل تسجل أوقاف القدس كأملاك يهودية

أخطر خطوة لتهويد القدس المحتلة.. إسرائيل تسجل أوقاف القدس كأملاك يهودية

 

إسلام أونلاين 12/3/2008م /  في خطوة اعتبرها مراقبون استباقية لمفاوضات الحل النهائي مع السلطة الفلسطينية والتي من المفترض أن تتطرق لوضع القدس المحتلة، شرعت إسرائيل بتسجيل ممتلكات عقارية عربية وأوقاف إسلامية في البلدة القديمة بالقدس الشرقية في قسم التسجيل بوزارة الداخلية الإسرائيلية "الطابو" كممتلكات يهودية.

وتُعَدّ هذه المرة الأولى التي يتم فيها من الناحية القضائية الرسمية تثبيت الملكية اليهودية على الأملاك المذكورة والتي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967.

وبحسب معهد القدس لدراسات (إسرائيل) فإن مساحة البلدة القديمة (القدس الشرقية) تصل إلى 870 دونمًا، 24% منها بملكية الوقف الإسلامي (210 دونمات)، و29% بملكية مسيحية، كنائس وأديرة مختلفة (250 دونمًا)، و28% (240 دونمًا) هي أملاك عربية خاصة، في حين استحوذ الاحتلال الإسرائيلي على 19%.

وذكرت صحيفة "هاآرتس" في عددها الصادر اليوم الثلاثاء أن "شركة تطوير الحي اليهودي" في القدس التابعة لوزارة الإسكان الإسرائيلية هي التي تتولى تسجيل الممتلكات في "الطابو".

واعتبر نسيم آرزي مدير الشركة أن هذه الخطوة "ذات أهمية قصوى من ناحية قومية وتاريخية"، منوهًا إلى أن شركته استعدت لهذه الخطوة منذ 5 سنوات.

وأضاف آرزي أن من أصعب العقبات التي تواجه تسجيل "الأملاك اليهودية" بالقدس العتيقة ارتباط غالبية المباني والمؤسسات في البلدة العتيقة بعضها ببعض بشكل يتجاوز حدود القسائم المقامة عليها المباني، بحيث تصبح الحدود غير واضحة بين الأملاك، وحتى الآن تم تسجيل ملكية 120 عقارًا من بين 600 بالحي اليهودي تشمل الشقق والحوانيت والمؤسسات.

وذكرت مصادر إسرائيلية أنه في أعقاب الانتهاء من تسجيل الممتلكات في الحي اليهودي، ستشرع الشركة في تسجيل الممتلكات في الحي الإسلامي.

ومن فترة لأخرى تشن سلطات الاحتلال في القدس حملة لهدم العقارات الفلسطينية بدعوى عدم وجود تراخيص بناء لها، وفي الوقت نفسه ترفض السماح للفلسطينيين بالبناء في المدينة التي ضمتها إسرائيل في حرب عام 1967، في خطوة لا يعترف بها المجتمع الدولي.

أخطر خطوة تهويدية

وفي المقابل يرى خليل التفكجي مدير دائرة الخرائط التابعة لجمعية الدراسات العربية أن ما تقوم به إسرائيل يمثل "أخطر خطوة تهويدية تقدم عليها إسرائيل" في القدس، فهو بمثابة "إضفاء صبغة شرعية وقانونية على عمليات التهويد التي تعرضت لها القدس منذ العام 1967 وحتى الآن".

وأكد التفكجي لـ"إسلام أون لاين.نت" أن معظم الممتلكات التي يتم تسجيلها على أساس أنها أملاك يهودية هي أملاك عربية، كانت تتبع الوقف الإسلامي، حيث ستقوم إسرائيل بإطلاق أسماء عبرية عليها.

وتابع موضحًا: "بزعم تسجيل الأملاك اليهودية ستسجل إسرائيل جميع الممتلكات الفلسطينية التي تركها أصحابها بعد حرب 67 كممتلكات يهودية، وكذلك الممتلكات التي كانت مسجلة باسم الحكومة الأردنية وضمتها إسرائيل لأملاك الدولة بعد 67، وتشمل هذه الأملاك جميع الحوانيت في حي باب العامود، والمدارس الحكومية بالقدس العتيقة".

واستشهد التفكجي بـ"حي المغاربة" الذي قامت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بهدمه لتوسيع ساحة البراق بالمسجد الأقصى التي يقيم بها اليهود شعائرهم الدينية، فقد تم هدم الحي بالرغم من أنه لم يكن لليهود فيه سوى بيت واحد من بين 122 منزلاً.

حلم أولمرت "القدس الكبرى"

واعتبر التفكجي أن ما أقدمت عليه إسرائيل يمثل استباقًا لمفاوضات الحل الدائم بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.

وشدّد على أن إسرائيل تتعمد تأجيل بحث قضية القدس في المفاوضات مع السلطة حتى تتمكن من تسجيل أكبر عدد من الممتلكات في "الطابو"، على أساس أنها ممتلكات يهودية.

وأشار التفكجي إلى إصدار الحكومة الإسرائيلية مئات تراخيص البناء لليهود، في حين تمنع الملاك الفلسطينيين من البناء أو الترميم، فضلاً عن تخصيص رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت مبلغ مليار ونصف المليار دولار لتنفيذ خطة "القدس الكبرى" التي تهدف إلى تهويد المدينة.

وضمن بنود أخرى تطالب المبادرة العربية للسلام منذ عام 2002 باسترداد القدس الشرقية المحتلة؛ لتصبح عاصمة للدولة الفلسطينية المنشودة، مقابل إقامة علاقات عربية طبيعية مع الدولة العبرية.

لكن إسرائيل ترفض بشدة إنهاء احتلالها للقدس الشرقية التي تُعَدّ أكثر قضايا الحل النهائي تعقيدًا، وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت الشهر الماضي: إنه اتفق مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس على تأجيل التفاوض بشأن القدس إلى نهاية العملية التفاوضية، وهو ما رفضه الرئيس عباس.

وما زال التهويد مستمرًّا

وعلى الصعيد نفسه كشفت صحيفة "معاريف" النقاب عن تصديق الحكومة الإسرائيلية على بناء 400 وحدة سكنية جديدة في حي "النبي يعقوب" الاستيطاني في القدس.

وذكرت الصحيفة في عددها الصادر اليوم الثلاثاء أن بناء هذه الوحدات يهدف إلى ربط حي "النبي يعقوب" بمستوطنة "آدم" التي تقع خلف جدار الفصل وضمن حدود الضفة الغربية.

ونقلت الصحيفة عن عاموس جيل مدير عام جمعية "عير عميم" التي تنتقد الأنشطة التهويدية في المدينة قوله: إن قرار الحكومة الإسرائيلية يدلل على أنها "لا تنوي إدارة مباحثات حقيقية على القدس مع الفلسطينيين".

وتشهد مدينة القدس في الآونة الأخيرة زيادة مطردة في محاولات تهويدها، سواء على صعيد توثيق عقارات وأراض عربية على أنها ملكية يهودي وشراء عقارات جديدة.

وأقام الناشط الإسرائيلي اليميني آريه كينج المقرب من الملياردير اليهودي الأمريكي آرفين موسكوفيتش في الأشهر الأخيرة جمعية جديدة تُدعى "صندوق من أجل أرض إسرائيل"؛ بهدف محاولة توسيع رقعة الملكية اليهودية في البلدة القديمة.

كما أقدمت السلطات الإسرائيلية الشهر الماضي على هدم بناية المجلس الإسلامي الأعلى التاريخية في مدينة القدس المحتلة لبناء فنادق للأثرياء اليهود الذين يرغبون بامتلاك مساكن فاخرة قريبة من حائط البراق؛ حتى تتسنى لهم إقامة شعائرهم الدينية اليهودية بيسر.

 

.