فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار
بموافقة عربية.. خطة أمريكية لتوطين اللاجئين الفلسطينيين في الأردن.
ونقلت "جريدة العرب اليوم" الاردنية عن سنيكلار, قولها:" إن أطروحة تأسيس وطن البديل للفلسطينيين في الأردن غير جديدة, مقولة أن جون ماكين سيعلن عمان دولة فلسطينية, وأن باراك أوباما سيعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل, إنما هي دليل على سيادة الرأي الداعم للمواقف الإسرائيلية في السياسة الأمريكية وعلى الغياب المخزي لموقف عربي موحد ومشرف، وهذا أمر بات معروفآ لكثير من الناس. والكلام عن الوطن البديل يعلو بمرور كل يوم".
وأضافت:" المحافظون الجدد، وخاصة مهندس الأمم اليوت ابرامز، نادوا منذ زمن لتأسيس وطن بديل في الأردن لتخليص إسرائيل من مشكلة الوجود الفلسطيني في فلسطين. في الوقت الحاضر يمرالأردن في ظروف اقتصادية صعبة جدآ. فأسعار الغذاء السولار والبنزين ارتفعت الي مستوى لم يسبق له مثيل".
دعوة للحذر
ودعت المرشحة الأمريكية العرب إلى الحذر, قائلةً:" الناس جائعة وخائفة من مستقبل مظلم ولا ترى الضوء في نهاية الطريق. وكلما زاد الضغط على الناس، كلما رموا الكاز على البنزين. فعلى كل الأردنيين بما في ذلك العشائر، والشركس، والأرمن والفلسطيني الأجداد، والسوري الأجدا , أن يكونوا حذرين وان يرفضوا كل محاولة لنشر الفتنة والعداء بينهم".
وتابعت:" التاريخ يشهد ان كل محاولة لتمرير البرامج الصهيونية، سبقته جهود ”عصر” المواطن من الأمل بحياة كريمة مستورة. ويتلو ذلك لعبة اللوم من قاطع شعبي الى الآخر وقد حدث أسوأ من ذلك. أما عن رأيي الخاص، فإن بقيت الأمور على حالها، فسيتحول الأردن الى الوطن البديل خلال السنوات القليلة القادمة وهذا الكلام مسموع في أروقة الكونجرس الأمريكي".
رفض الأردن
وأمام تزايد الخط الأمريكية اضطر العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بن الحسين للخروج عن صمته, وقال:" إن الأردن هو الأردن وفلسطين هي فلسطين", مؤكداً أن الفلسطينيين “لن يقبلوا وطنا بديلا لوطنهم فلسطين”، داعيا اسرائيل الى ان تعي هذه الحقيقة وتسلم بالوجود الفلسطيني وبحتمية التعايش معهم.
وأضاف:" على اسرائيل ان تعي هذه الحقيقة وتسلم بالوجود الفلسطيني وبحتمية التعايش بين الفلسطينيين والاسرائيليين.. تعايشنا مع الصراع العربي الاسرائيلي على مدى نصف قرن ودافعنا عن حقوق الاردنيين والفلسطينيين، وسنبقى راسخين في مكاننا مؤمنين بعدالة قضيتنا وبحق الشعب الفلسطيني في دولة وهوية فلسطينية مستقلة على ارض فلسطين", مؤكداً أنه تعود على مثل هذه التسريبات الاعلامية والتحليلات السياسية, وقال:" لا نخشى على مستقبل الاردن ونحن متفائلون بأن عمان الذي جابه تحديات عديدة سيمضي لتحقيق مستقبل أفضل”.
تحذير فلسطيني
ومن جانبه, حذر النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني عن كتلة فتح البرلمانية ماجد أبو شمال
ة من هذه الآراء والدعوات", وقال:" إن مثل هذه الدعوات العنصرية يجب ألا تمر مرور الكرام دون أن تلقى ردا صارما من المستوى السياسي الفلسطيني والعربي وتيقظ من قادة الفكر والرأي ووسائل الإعلام العربية"·
وأعرب عن خشيته من تحول هذه الأفكار"التي يتم تداولها على نطاق ضيق في بعض الزوايا الأمريكية والإسرائيلية إلى نهج وتكتيك في عالم السياسة", وشدد على "أن حالة الانقسام الفلسطينية والأفكار التي تم طرحها مؤخرا حول هدنة طويلة الأمد وما حملته هذه الأفكار من أطروحات خطيرة قد تكون ارضاً خصبة لنشوء مثل هذه الحالة المدمرة"·
وأكد أن الفلسطينيين ليس لهم أي أوطان بديلة فالوطن الوحيد الذي عرفوه وسيعرفونه هو الأراضي الفلسطينية المحتلة والتي سيعملون بكل الوسائل المشروعة من اجل تحريرها وإقامة دولتهم عليها وفق قرارات الشرعية الدولية التي كفلت لهم تحقيق مصيرهم وإقامة دولتهم على الأراضي التي احتلت في العام 1967·
العودة والتجنيس
كما أكد الدكتور محمد المجذوب استاذ القانون الدولي أن هذه الآراء أخطر ما يواجه قضية اللاجئين وحقهم في استرجاع أرضهم وديارهم والعودة اليها, وقال:" قد لا أذيع سراً وقد انتشر الخبر في الأوساط السياسية والعامة في السنوات الأخيرة انه قد جرى العمل على اغراء لبنان والضغط عليه من أجل عقد صفقة بتسديد ديونه المتراكمة مقابل توطين اللاجئين الفلسطينيين فيه، وهذه أهم عملية وأخطرها على الاطلاق لضرب قضية اللاجئين في الصميم والغاء حق العودة، لما يمثله لاجئو لبنان من عدد (حوالي 400 ألف) مقارنة بعددهم في الأقطار العربية وكذلك نوعهم، اذ ينتمي معظمهم الى أراضي 48".
وشدد المجذوب على أن رفض مسألة التوطين أو التجنيس، المعلن والمشدد عليه في الأوساط الرسمية العربية سواء كانت اللبنانية منها أو الفلسطينية أو في الأردن، فإنها لا تعكس في حقيقة الأمر، موقفاً نهائياً وقاطعاً وواقعاً صلباً يمكن الوثوق به، لأن ما جرى - وما قد يجري في هذه المسألة بالذات يثير المخاوف، من ذلك أن لبنان شهد، منذ لجوء الفلسطينيين اليه، ابتداء من نكبة العام ،1948 توطيناً جزئياً، أو تجنيساً متقطعاً، ثم على مراحل، تارة بالعلن وطوراً بالخفاء، تارة بحكم المصالح والمنافع المتبادلة وطوراً بحكم الابتزام المالي على حد قوله .
ويعتقد الدكتور المجذوب بأن مشروع توطين الفلسطينيين في لبنان أو الأردن ، ليس سراباً أو وهماً أو تهويلاً، فهناك فئة من أصحاب القرار تسعى، لانجازه مقابل وعود مالية سخية وسياسية، بل هناك أنظمة عربية وأجنبية تعمل بشتى الوسائل، على انجاز صفقة التوطين، وأن “اسرائيل” أصبحت تسعى أكثر مما في السابق بعد خيبتها في حرب تموز 2006 لهذا الأمر، وتبذل كل ما في وسعها لحمل أو إجبار الأنظمة العربية على القبول بالتوطين كأمر واقع” .