فلسطين التاريخ / الواقع والمأمول

وجوب النصرة ... لكشف الغمة

 

 

وجوب النصرة ... لكشف الغمة

 

 

فضيلة الشيخ: د.عبدالله شاكر حفظه الله.

 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم وبعد :

 

فإن القلب ليحزن ، وإن العين لتدمع ، لما أصاب إخواننا في قافلة الحرية والنصرة ، ممن قامت بقلوبهم غيرة الإيمان والنخوة والكرامة والمروءة ، فهبوا لنصرة إخوانهم المحاصرين ظلماً وعدواناً ، فأهل غزة يعيشون في حصار جائر وظالم منذ ما يقرب من أربعة أعوام ، وعندما حاول هؤلاء الأحرار الأبطال الأبرياء القيام بالتضامن وتقديم الإعانات الإنسانية ، أبى هذا العدو الصهيوني الغاشم إلا أن يقابل هؤلاء العزل بالبارجات والزوارق الحربية وإطلاق الرصاص والضرب ، بل والقتل العمد ، وداست بذلك كل الأعراف والقوانين الدولية ، بل كل معاني الكرامة الإنسانية وحقوق الإنسان التي طالما تشدق بها هؤلاء ، وصدق ربنا تبارك وتعالى حين قال :" لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ..... " الآية المائدة ( 82 ) وللأسف تحدث هذه المجزرة البشعة المؤلمة في وضح النهار وعلى مرأى ومسمع من الذين نصبوا أنفسهم مدافعين عن الحرية وحقوق الإنسان .

ولذا فإني أدعو إخواني المسلمين جميعاً في كل مكان ، حكاماً ومحكومين ، أفراداً ومنظمات ، أن ينصروا إخواننا في فلسطين الحبيبة ، وأن يقدموا لهم يد العون والمساعدة بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، فهذا حقهم علينا فإننا أمة الجسد الواحد كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى " رواه مسلم من حديث النعمان بن بشير . وقال صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين :" المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة ، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة "

أيها المسلمون في كل مكان : إن أرض فلسطين لها في نفوس المسلمين مكانة عظيمة ومنزلة عالية رفيعة ، فهي أرض بيت المقدس التى نص القرآن على مباركتها في أكثر من موضع ، كما قال تعالى :" سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ " الإسراء ( 1 ) . وهي أرض المسجد الأقصى المبارك أولى القبلتين وثالث الحرمين ، وثاني مسجد وضع في الأرض بعد المسجد الحرام ، ومسرى الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم  .

وإنني أتوجه إلى الأمة جميعا ليقوم الجميع بدوره في حماية ونصرة إخواننا في فلسطين .

والله أسأل أن يكشف الغمة عن هذه الأمة، وأن يعز دينه ويعلي كلمته، وأن ينصر أولياءه ويخذل أعداءه ويجعل كيدهم في نحورهم، ويكفى المسلمين شرهم، وأن يرفع المعاناة والحصار والذل عن إخواننا المحاصرين في فلسطين ،  إنه ولي ذلك والقادر عليه.

 

وصلى الله على نينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،،،

 

 

 

.