فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار

ردًا على يوم الغضب.. الصهاينة يهاجمون مسجد وصايا الرسول بالقدس وينظمون مسيرة استفزازية في حي سلوان

 

التاريخ: 4/4/1431 الموافق 20-03-2010

تحت حراسة أمنية مشددة من قبل أفراد شرطة العدو الصهيوني، تعتزم جماعة من المتطرفين الصهاينة تنظيم مسيرة استفزازية غداً الأحد في حي سلوان القريب من المسجد الأقصى المبارك.

وبحسب ما نشرته شبكة "واي نيوز" الصهيونية على موقعها الإلكتروني؛ فإنه بعد "يوم الغضب" الفلسطيني؛ "تُنظم مجموعة من اليهود اليمينيين مسيرة في حي سلوان بالقدس الأحد، لتجديد المطالبة بإزالة منازل لأسر عربية تقطن في الحي".

وبحسب الشبكة الصهيونية فإن منظمي المسيرة حصلوا على موافقة من الشرطة الصهيونية في المدينة، وستتم تحت حراسة أمنية مشددة، ونسبت لمسؤول في شرطة العدو الصهيوني قوله :"إن المسيرة ستقطع مسافة أربعمائة متر، حيث أن بعض المتطرفين الصهاينة يحملون رخصة لحيازة سلاح".

يأتي ذلك في الوقت الذي تواصل فيه بلدية الاحتلال بالقدس والجماعات الاستيطانية الصهيونية العمل للسيطرة على عشرات المنازل في حي سلوان، بذرائع مختلفة، لا سيما بحجة عدم الترخيص، بل باتوا يحفرون الأنفاق تحت بيوت أهالي تلك القرية لتخريبها ومن ثم الاستيلاء عليها بحجة أنها باتت منازل خطيرة ولا يُسمح لهم بترميمها.

ميدانياً اندلعت مواجهات عنيفة في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية بعد ظهر أمس الجمعة بين مئات الشبان والفتية وعشرات الجنود الصهاينة؛ بعد محاولة الجنود قمع مسيرة جماهيرية حاشدة نظمتها حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في المنطقة الجنوبية من المدينة.

وأكد شهود عيان أن عشرات الدوريات العسكرية والجنود هاجموا المسيرة التي انطلقت من مسجد "وصايا الرسول" جنوب المدينة، باتجاه المسجد الإبراهيمي لنصرة المسجد الأقصى المبارك من اعتداءات الاحتلال والمغتصبين.

وقام جنود الاحتلال بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين، فيما ألقى مئات الفتية والشبان الحجارة، وأشعلوا إطارات في محيط مدرسة "طارق بن زياد" ومنطقة "السهلة" في المنطقة المصنفة وفق اتفاقيات الخليل بـ"H2" ، بعد أن أعلنت ميليشيا عباس أنها ستمنع أية مسيرة في الضفة الغربية تخرج لمواجهة قوات الاحتلال.

وأفادت مصادر محلية أن حوالي 15 فلسطينيًّا أصيبوا بحالات اختناق، وتم تقديم العلاج لهم بشكل ميداني، وتم نقل بعضهم إلى المستشفى لاستكمال العلاج.

وكانت شرطة العدو الصهيوني قد شددت أمس الجمعة من إجراءاتها التعسفية في مدينة القدس المحتلة، وتحديدًا في البلدة القديمة، ونشرت الآلاف من عناصرها في مختلف أحياء مدينة القدس وأزقتها، وحولتها إلى ثكنة عسكرية منذ الصباح؛ وذلك تخوفًا من تجدد الاشتباكات عقب صلاة الجمعة أمس، في ظل استنفارٍ صهيونيٍّ متواصلٍ منذ نحو عشرة أيام.

وأوضحت مصادر صهيونية أن قوات معززة من الشرطة الصهيونية انتشرت في محيط الحرم القدسي، وفي البلدة القديمة والأحياء الشرقية في المدينة.

كما منعت سلطات العدو الصهيوني من هم دون الخمسين عامًا من دخول الحرم القدسي أمس؛ وذلك لسكان القدس وفلسطيني الـ48 فقط من حملة بطاقات الهوية الزرقاء، في حين يُمنع سكان الضفة الغربية منعًا باتًّا من دخول المدينة المقدسة، علمًا بأن تحديد العمر كان ينطبق قبيل الأحداث الأخيرة على سكان الضفة الغربية، ولم تكن هناك قيود في العمر على سكان القدس وأهالي الـ48.

من جهته دعا النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني عن "كتلة التغيير والإصلاح" والقيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" ، مشير المصري ، إلى انتفاضة مليونية تنطلق من كافة العواصم العربية والإسلامية من أجل نصرة مدينة القدس المحتلة، مطالبًا سلطة "فتح" في الضفة الغربية المحتلة بالسماح للمواطنين الفلسطينيين بالخروج في مسيرات عارمة تنديدًا بالاعتداءات الصهيونية على القدس والمقدسات الإسلامية.

وقال مشير المصري النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني عن "كتلة التغيير والإصلاح" في كلمة ألقاها في المهرجان الخطابي الكبير الذي نظمته حركة "حماس" في المحافظة الوسطى بقطاع غزة أمس بعد صلاة الجمعة : "نطالب الدول العربية بانتفاضة مليونية تخرج من العواصم العربية والإسلامية من أجل نصرة القدس والمسجد الأقصى المبارك الذي يتعرض للتهويد".

وأضاف: "نوجه رسالة إلى سلطة "فتح"، سلطة دايتون - عباس، نطالبكم بإفلات يد المقاومة، وتبييض السجون من رجالها؛ من أجل الرد على جرائم الاحتلال الصهيوني، كما نطالبكم بالسماح للفلسطينيين أن يخرجوا من كافة مدن الضفة الغربية وقرها دفاعًا عن المقدسات وعن المسجد الأقصى المبارك".

وأكد المصري خلال المهرجان أن غزة اليوم تخرج من أجل إرسال رسائل قوية للجميع وللعدو الصهيوني، مفادها أن "أي مساس بالمسجد الأقصى المبارك لن يوقفنا عن الرد عليه حصارٌ ولا إغلاقٌ ولا حدودٌ"، وأضاف: "سنصدع في القريب مبشرين، وإننا نتوعد الاحتلال اليهودي على هذه الجرائم التي يرتكبها بحق مقدساتنا الإسلامية ومساجدنا التي تتعرض للتهويد والحفريات تحت أساساتها".

وأشار المصري إلى الجرائم الصهيونية المتواصلة بحق المقدسات التي كان آخرها ضم المسجد الإبراهيمي في مدينة خليل الرحمن ومسجد بلال بن رباح إلى التراث اليهودي، معتبرًا ذلك تزييفًا للمعالم الإسلامية الساطعة.

ونوه النائب المصري بأن الاحتلال يهدف من وراء هذه الاعتداءات المتواصلة إلى هدم المسجد الأقصى المبارك وبناء الهيكل المزعوم على أنقاضه، وأضاف: "لقد أقاموا "كنيس الخراب"، وسيكون خرابًا عليهم وعلى كيانهم المسخ، وسيندمون على كل ما فعلوه ويفعلونه، فالأقصى مصدر انتمائنا، وعلى العدو أن يدرك أن أي مساس بالقدس والأقصى فإن هذا يعني أنه حفر قبره بيده، وأنه حتمًا إلى زوال".

وقال المصري: "إننا اليوم خرجنا استجابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث قال: "ايتوه فصلوا فيه"، ونحن اليوم نقول: لبيك يا رسول الله، لبيك يا أقصى"، مؤكدًا بقوله: "قسمًا برب الكعبة أن تُرفع راياتنا قريبًا بإذن الله تعالى عالية خفاقة فوق ربوع وقباب المسجد الأقصى المبارك، وسنُتَّبِّر ما علوا تتبيرًا، وإن هذه الحرب هي حرب عقائدية، وفي نهاية المطاف سينتصر الإسلام على اليهودية الزائفة".

ووجه النائب في المجلس التشريعي رسالة إلى المقدسيين قال فيها: "نحيي انتفاضة أهلنا في مدينة القدس، ونقول لهم: أنتم الأمل بعد الله عز وجل، فهيا يا رجال العقيدة، احموا المسجد الأقصى بكل ما تملكون بأرواحكم وأشلائكم، فأنتم تذودون عن الأمة بأسرها من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها".

ودعا المصري إلى انتفاضة عارمة في الضفة الغربية وفي كل مكان، وقال: "لقد آن الأوان أن تخرج الجماهير في كل مكان، كما في خليل الرحمن، آن الأوان أن يُعلن أهلنا في الضفة الغربية عن غضبهم نصرةً للمقدسات والأقصى، آن الأوان لضفة الاستشهاديين، أن تلقن العدو درسًا قاسيًا".

وطالب المصري مجددًا أن يُطلق سراح مئات المقاومين لتقول المقاومة كلمتها ضد العدو الصهيوني، وأضاف: "ستُخرج الضفة مئات الاستشهاديين الذين سيلقنون العدو الدرس القاسي والموجع والمناسب، وحينها ستكون المقاومة أصلب عودًا".

وعرج القيادي في "حماس" على محاولات استئصال المقاومة في الضفة الغربية، قائلاً: "نقول إن من يسعى لشطب المقاومة، فإنه هو من سيُشطب بإذن الله، وإننا نحيي أهلنا في الخليل الصابرة وفي الضفة الغربية، ونطالبهم بأن يخرجوا بمسيرات كبيرة من أجل نصرة القدس والمقدسات".

كما حيا المصري المسيرات الجماهيرية الكبيرة والهبات الشعبية التي خرجت في مدينة إسطنبول التركية وفي العواصم العربية، مطالبًا بتنظيم مسيرات مليونية لتقول: "لبيك يا أقصى"، ووجه رسالة إلى الشعب اليهودي الصهيوني قائلاً: "إن قيادتكم تجركم إلى حتفكم وهلاككم، وإننا نحذر ونقول أن أي مساس بالأقصى سيفجر المنطقة برمتها وليس فلسطين المحتلة وحدها، وإن قادة الاحتلال الصهيوني هم من يتحملون كافة العواقب التي تترتب على هذه الجرائم المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته الإسلامية".

المصدر: صحيفة بر مصر

 

.