فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار
هنية يصف فضيحة تقرير جولدستون بالخيانة والمهزلة السياسية

الاثنين16 من شوال 1430هـ 5-10-2009م
مفكرة الإسلام: أكد رئيس الوزراء الفلسطيني في غزة إسماعيل هنية أن سحب التصويت على تقرير اللجنة الدولية التي يقودها القاضي جولدستون من قبل سلطة رام الله يعد أمرًا خطيرًا ومهزلة سياسية كبرى وخيانة لدماء الشهداء والنساء الذين ماتوا في العدوان الأخير على القطاع.
وكشف هنية في حديث له أمام المجلس التشريعي الفلسطيني أن أحد المسئولين في جنيف قال له في اتصال هاتفي معه إن الرئاسة الفلسطينية في رام الله طالب المجموعة العربية والإسلامية بسحب التقرير وعدم التصويت عليه، ما أصاب المجموعة بالإرباك الشديد.
وأضاف المسئول لرئيس الوزراء أن جولدستون القاضي اليهودي الديانة وبنته تقطن داخل الاحتلال وهو عضو مجلس أمناء الجامعة العبرية بكى حين علم بموقف السلطة في رام الله ولم يتمالك نفسه من الحزن والبكاء.
وأكد هنية في حديثه أمام التشريعي أن المهزلة التي حدثت بسحب التصويت أتت بقرار من هرم السلطة السياسية في رام الله وهو أبو مازن.
وتساءل: إذا كانت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وحركة فتح والمجلس التشريعي لا يوافقون على القرار، فمن الذي اتخذه غير أبو مازن بصحبة الاحتلال ودايتون الأمريكي.
استحقاقات وطنية:
وقال هنية: "القرار له أبعاد مع عملية التسوية ويأتي ضد الاستحقاقات الوطنية الكبرى، فالاستحقاق الأول هو ما يجري في القدس وما يتعرض له أهلنا وهم يدافعون عن الأقصى ويرابطون فيه ومنهم الشيخ رائد صلاح والشيخ كما الخطيب نصرهما الله مع النساء والأطفال والشباب الشيبان الذين يدافعون عن المسجد بأنفسهم وأرواحهم، ويأتي هذا القرار ليضع عائقًا كبيرًا لاستعادة الوحدة الفلسطينية لحماية الأقصى والقدس".
وأضاف:" والاستحقاق الثاني هو عملية تبادل الأسرى بيننا وبين الاحتلال الصهيوني وقد تم بناءً على ذلك الإفراج عن 20 أسيرة، وجاء هذا القرار العبثي والجريمة الوطنية من رام الله معترضًا على هذا الاستحقاق".
وأشار هنية إلى أن "الاستحقاق الثالث هو الوحدة الوطنية برعاية مصرية والتي قدمت فيه حماس كل ما قدمته لاستعادة الوحدة، ولذلك نحن نرى أن خطورة التوقيت هو موازي لقرار تأجيل التصويت وبنفس القوة والخطورة، فبدل تلك الاستحقاقات دخلنا في متاهات الجريمة السياسية، فهذا أمر مدبر، وما قالوه كذب حول الوحدة وحول المصلحة الوطنية".
دمشق تلغي زيارة عباس:
وفي سياق متصل أفادت صحيفة مقربة من الحكومة السورية الاثنين بأن دمشق قررت إلغاء زيارة مقررة للرئيس الفلسطيني محمود عباس ردًا على تأجيل التصويت على تقرير جولدستون في مجلس حقوق لإنسان التابع للأمم المتحدة.
ونقلت صحيفة الوطن السورية شبه الرسمية عن مصادر سورية مطلعة لم تسمها قولها: إن القيادة السياسية السورية قررت إلغاء زيارة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى دمشق، والتي كانت مقررة مساء الاثنين.
وكان مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ومقره جنيف قرر الجمعة تأجيل التصويت على تقرير جولدستون، وأوردت وسائل إعلام عالمية معلومات تحدثت عن خضوع الوفد الفلسطيني في مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان لضغوط أمريكية شديدة لحمله على الموافقة على إرجاء مناقشة التقرير إلى جلسته المقبلة في مارس المقبل.
صك البراءة:
ووضعت المصادر قرار دمشق إلغاء الزيارة في سياق احترامها لدماء وأرواح شهداء غزة التي استباحتها "إسرائيل" على مدى 23 يومًا، والتي كان يمكن لتقرير جولدستون أن يرد إليها بعضًا من الاعتبار والإنصاف عبر تعريته للوجه المجرم "لإسرائيل" ومسؤوليها أمام المجتمع الدولي وسوقهم للمحاكمة.
ورأت المصادر أن السلطة الفلسطينية قدمت "لإسرائيل" صك البراءة من دماء وأشلاء أطفال ونساء وشيوخ غزة العزل الآمنين الأبرياء ونصبت من نفسها مدافعاً شرساً عن العدوان "الإسرائيلي" في وجه أبناء شعبها.