فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار
حملة إسرائيلية مركزة للضغط نفسيًا على الأسيرات الفلسطينيات
الأحد 9 من رمضان 1430هـ 30-8-2009م
مفكرة الإسلام: أكدت وزارة الأسرى الفلسطينية أن الاحتلال في الفترة الأخيرة قام بحملة مركزة استهدفت نفسية الأسيرات، شملت ضربهن ورشهن بالغاز للضغط والتضييق عليهن، ما شكل انتهاكًا خطيرًا لمبادئ حقوق الإنسان وتعارضًا مع كافة المواثيق الدولية والإنسانية.
وقال بيان للوزارة: إن 45 أسيرة بينهن ثلاث قاصرات دون الثامنة عشرة ما زلن في سجن هشارون والدامون، من أصل 700 مختطفة أثناء انتفاضة الأقصى، موضحًا أن الاحتلال اختطف قرابة 10 آلاف أسيرة منذ 1967.
ونبه البيان إلى أن إحدى القاصرات تعرضت لمحاولة تحرش جنسي، كما ذكرت الأسيرات لمحامي الوزارة في زيارته الأخيرة، فضلاً عن الحالة السيئة التي تعيشها الأسيرات عمومًا.
طرق تعذيب شتى:
وقال البيان: إن المخابرات "الإسرائيلية" لا تفرق بين الأسرى الرجال والأسيرات النساء، إذ يصاحب اعتقال النساء ضرب وإهانة وترهيب وترويع ومعاملة قاسية، كما لا ترافق مجندة "إسرائيلية" وحدة الجنود التي تعتقل النساء.
وعرض البيان شهادة الأسيرة قاهرة السعدي، وهي أم لأربعة أطفال، صدر ضدها حكم بالمؤبد ثلاث مرات بالإضافة إلى ثلاثين سنة، فقد قالت: إن الجنود ضربوها وشتموها ووجهوا لها إهانات بذيئة ولقذرة.
وقالت: إنها تعرضت للضرب بأعقاب البنادق بعد اعتقالها، وللتفتيش العاري والشبح لأيام بتثبيتها مربوطة الأرجل والأيدي على كرسي في معتقل المسكوبية وهو مركز تحقيق رئيس للشاباك بالقدس المحتلة.
وتوضح الأسيرة السعدي بأنه تم نقلها في معتقل المسكوبية إلى زنازين بدون إضاءة تحت الأرض وذات رطوبة مرتفعة وتنتشر فيها الصراصير والحشرات والقوارض حيث مكثت تسعة أيام.
أوضاع قاسية:
واشتكت الأسيرات حسب البيان من أوضاع السجن، موضحات أنها قاسية للغاية، وأنهن يعشن في ظروف لا تطاق من النواحي المعيشية والنفسية بسبب إجراءات إدارة السجن.
واشتكين من الاكتظاظ الشديد في الغرف، وانتشار الأمراض الجلدية نتيجة الرطوبة العالية وعدم تقديم العلاج لهن من قبل إدارة السجن.
ونبه البيان إلى أن معاناة المتزوجات تكون مضاعفة عند الأسر، مشيرًا إلى حالة الأسيرة المحررة خولة محمد زيتاوي التي تم اعتقالها بعد زوجها، تاركة طفلتيها الصغيرتين لتخضع خلال سبعة أيام لأساليب شتى من التعذيب النفسي والجسدي.
ووفق تصريح مشفوع بالقسم قالت: "تم شبحي على الكرسي وأنا مقيدة اليدين إلى الخلف لساعات طويلة، وتم عرضي على جهاز فحص الكذب عدة مرات وأثناء تواجدي في التحقيق أغمي علي، حتى تم نقلي إلى المستشفى مقيدة اليدين والرجلين أيضا ومعصوبة العينين".
وقالت زيتاوي: إن السجانين كانوا يهددوننها بأنها لن ترى بناتها قط بعد ذلك اليوم إذا لم تعترف بالتهم الموجهة إليها.
عقاب جماعي:
وأشار البيان إلى ما اعتبره عقابًا جماعيًا ضد الأسيرات والأسرى السياسيين وعائلاتهم من خلال العقبات والعراقيل التي تضعها سلطات السجن أمامهم، باشتراط حصولهم على تصاريح خاصة للتمكن من زيارة أبنائهم وأقربائهم المعتقلين الذين نقلتهم إسرائيل إلى سجون في داخل إسرائيل.
ونبه البيان إلى تعارض هذا الإجراء مع المادة (49) من اتفاقية جنيف بشأن حماية الأشخاص المدنيين وقت الحرب التي تحظر النقل الجماعي أو الفردي للأشخاص المحميين من الأراضي المحتلة إلى أراضي دولة الاحتلال أيًا كانت دواعي هذا النقل.
حرمان من الزيارة:
وقد ذكرت بعض الأسيرات في إفاداتهن أن أفراد عائلاتهن لا يستطيعون زيارتهن، أو حتى التكلم إليهن عبر الهاتف.
كما تحرم الأسيرات من الزيارة الخاصة للبيت حتى في أكثر الظروف الاستثنائية، كما تخضع إدارة السجون العديد من عائلات الأسرى للتفتيش العاري قبل دخولهم لغرفة الزيارة بمن فيهم الأطفال.
وأطلقت وزارة شؤون الأسرى والمحررين في بيانها نداء طالبت فيه بالإفراج عن كافة الأسرى الفلسطينيين وبالذات الأسيرات الفلسطينيات، ووقف الانتهاكات ضدهم. وفقًا للجزيرة نت.
كما طالبت المجتمع الدولي ومؤسسات حقوق الإنسان، والمؤسسات والمنظمات المتضامنة مع الشعب الفلسطيني بالضغط على سلطات الاحتلال لوقف انتهاك حقوق الأسيرات الفلسطينيات الذي تجاوز المعايير والمواثيق الإنسانية.
وطالبت بضرورة تقديم الدعم ما أمكن لقضية الأسيرات العادلة لتعزيز صمودهن في الأسر.