فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار

هاآرتس: عسكريون صهاينة يمتدحون تعاون عباس وفياض

 

الجمعة 14 من رمضان 1430هـ 4-9-2009م

 

مفكرة الإسلام: امتدحت قيادات عسكرية صهيونية التعاون الأمني مع محمود عباس "أبو مازن" رئيس السلطة الفلسطينية ومع رئيس حكومته سلام فياض، والذى ساهم فى فرض أكبر قدر من السيطرة على نشطاء حركة حماس فى الضفة الغربية. 

وقال عاموس هرئيل مراسل صحيفة هاآرتس للشئون العسكرية والأمنية إن الآونة الأخيرة شهدت تعاظماً ملحوظاً فى التعاون الأمني بين تل أبيب مع السلطة الفلسطينية، وأن هناك حالات أمنية كان من المقرر أن تثير القلاقل فى الأراضي الفلسطينية، لكنه نظراً لهذا التعاون الوثيق تم تجاوز مثل هذه الحالات، والتى من بينها حادث استشهاد فتى فلسطيني يوم الاثنين الماضي على يد قوات الاحتلال الصهيوني فى معسكر اللاجئين جيلزون برام الله بزعم إطلاقه لحجارة على إحدى المغتصبات الصهيونية .

ثمرة التعاون الأمني:    

وأوضح هرئيل أن ما يعكس قوة التعاون الأمني بين تل أبيب والسلطة الفلسطينية هو تراجع عدد القتلى الفلسطينيين على يد قوات جيش الاحتلال خلال عام 2009، حيث شهد هذا العام استشهاد 13 فلسطينيًا، ومقتل أربعة "إسرائيليين" حتى الآن.

فى المقابل شهد عام 2008 استشهاد نحو 51 فلسطينيًا، ولم يقتل أي "إسرائيلي" مضيفاً بأن العام الماضي شهد فقط عملية استشهادية واحدة داخل "إسرائيل" وهو ما لم يتكرر حتى الآن، وهو ما يعكس التحسن الذى طرأ على التعاون الأمني بين "الإسرائيليين" والسلطة الفلسطينية.

امتداح أبو مازن وفياض:  

ويقول مراسل الشئون العسكرية بصحيفة هاآرتس العبرية فى تقريره إنه نظراً لهذا الهدوء الأمني المتواصل أصبح القادة العسكريون "الإسرائيليون" يمتدحون أبو مازن وفياض بمصطلحات لم تكن معتادة من قبل، حتى فى أفضل الأحوال، واعترفوا بأن أبو مازن وفياض على عكس أي قادة فلسطينيين آخرين أصبحت كلمتهم واحدة، وأنهما عملا بشكل غير مسبوق فى تراجع مستوى التحريض ضد "إسرائيل"، ويسيطران بيد من حديد على أجهزة الأمن الفلسطينية.

وكشف عاموس هرئيل فى تقريره بأنه ليس هناك أي مبرر للقول على أبو مازن وفياض بأنهما منافسان أقوياء لـ"إسرائيل"، وذلك لمساهمتهما الفعالة فى تدعيم التعاون بين الأجهزة الأمنية الفلسطينية و"الإسرائيلية".

حماس ..ومخاوف أبو مازن:

وأوضح هرئيل فى تقريره بأن سيطرة حماس على قطاع غزة فى يونيو 2007 كانت نقطة التحول فى التعاون الأمني بين "إسرائيل" والسلطة الفلسطينية، ومخاوف الأخيرة من تكرار سيناريو غزة فى الضفة الغربية، مشيراً إلى أن حركة فتح بدأت الحرب ضد حركة حماس لصالح "إسرائيل" من خلال محاربة الأنشطة والجمعيات الخيرية الإسلامية التابعة لحركة حماس فى الضفة الغربية، وإقالة ما يقرب من 150 إمام مسجد تابعين لحركة حماس، واستبدالهم بأئمة تابعين لحركة فتح، إلى أن أصبح جميعهم الآن من حركة فتح.  

واستطرد هرئيل فى تقريره بالحديث عن أسرار الحرب التى تشنها حركة فتح ضد حماس فى الضفة الغربية، كاشفاً عن اعتقال فتح لأكثر من 2000 من نشطاء حماس، مازال 800 منهم داخل معتقلات السلطة، إلى جانب نجاح اجهزة امن السلطة فى الكشف عن خليات تابعة لحماس بالتعاون مع أجهزة الأمن "الإسرائيلية".

انهيار التعاون المشبوه: 

واختتم عاموس هرئيل تقريره بصحيفة هاآرتس بالإشارة إلى أن التعاون الأمني بين "إسرائيل" والسلطة الفلسطينية برز بشكل واضح خلال العدوان الصهيوني ضد قطاع غزة فى مطلع العام الجاري خلال عملية "الرصاص المصبوب". ومع ذلك أكد أن هذا التعاون الأمني الوثيق قد ينهار فى لحظة، فى حال وقوع حادث يثير مشاعر الفلسطينيين الدينية، كما حدث مع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية، عقب زيارة السفاح شارون للحرم القدسي. وحينها ستنقلب أجهزة الأمن الفلسطينية المدعومة "إسرائيلياً" ضد "إسرائيل" نفسها.

 

.