فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار
الاحتلال يقايض: نهدم نصف منازل سلوان فقط ونبقي منزل واحد يسكنه مستوطنون
التاريخ: 17/3/1431 الموافق 03-03-2010
المفارقات في القدس كثيرة، فأسوار البلدة القديمة العربية ضمّها الاحتلال إلى قائمة التراث الإسرائيلي، وباب العامود الفلسطيني أغلق بدعوى إعادة البناء ضمن خطة لتغيير معالم المدينة، لكن أحدث المفارقات تأتي من حي البستان في سلوان، الذي دخل في مقايضة جديدة: نصف الحي يهدم... ونصفه الآخر في مقابل مبنى وحيد للمستوطنين.
فقد قرر رئيس بلدية الاحتلال في القدس نير بركات أن يقايض سكان 88 منزلا فلسطينيا مهددة بالهدم داخل الحي، بإعطائهم قطعة ارض لبناء منازل جديدة ومحال تجارية مرخصة، في مقابل هدم 40 منزلا، والإبقاء على المنازل المتبقية، فيما يضفي «الشرعية» على وجود منزل يسكنه المستوطنون يدعى «منزل يوناتان».
واشترط بركات أيضاً أن يتحمل أهل الحي تكاليف هدم منازلهم الحالية، وبناء تلك الجديدة، مشيراً إلى أنّ «120 عائلة تقيم حاليا في الحي كلها تعيش بشكل غير قانوني».
وقال مسؤول ملف القدس في حركة فتح حاتم عبد القادر لـ«السفير» إن ما يطرحه بركات يدعو للسخرية، «فكيف لنا أن نقبل بهدم منازلنا بأيدينا، ونبني أخرى بتكاليف باهظة، في مقابل تنفيذ مخطط تهويدي لترحيل عرب القدس». وأضاف أنّ «كل ما هو مطروح مرفوض. إما بقاء الحي، وإما مواجهة حتى الموت لمنع هدمه».
ووفق خطة بركات فستبدأ البلدية بإجراءات ترخيص لأربعين منزلا فلسطينيا سيجري هدمها في حي البستان، لإقامة حديقة عامة على أنقاضها، فيما يتم الإبقاء على أربعين منزلا آخر تقريبا، ويجري منحها التراخيص اللازمة.
وأكد عبد القادر أن هذه المناورة «تهدف إلى الإبقاء على منزل يوناتان الذي صدرت أوامر بهدمه من قبل المحكمة الإسرائيلية، ولم تنفذها البلدية حتى الآن، ولا يبدو أنها ستنفذها».
ويتكوّن «منزل يوناتان» من سبعة طوابق، وهو بناء غير مرخص من جهة، وفق ما تفيد أوراق بلدية القدس. ويشير عبد القادر إلى أنّ الإسرائيليين « يريدون التغطية على عنصريتهم، لدرجة أنهم مستعدون لتغيير كل خطتهم لهدم الحي فقط من اجل منزل واحد».
وكان النائب العام الإسرائيلي طالب رئيس البلدية بهدم المنزل فرد عليه الأخير بأنه «إذا كان هذا طلبك فليكن، ولكن لن يبقى بيت عربي واحد غير مرخص في القدس».
وتقول البلدية الإسرائيلية أن هناك ما يزيد عن 20 ألف منزل غير مرخص في القدس، يقطنها أكثر من مئة ألف فلسطيني هم نصف المقدسيين الفلسطينيين.
وأخطرت إسرائيل الأسبوع الماضي سكان الحي بهدم منازلهم بدعوى أنها غير مرخصة. وتسلم فخري أبو دياب، رئيس لجنة الدفاع عن الحي، وعشرات الفلسطينيين الآخرين إخطارات «إدارية» بهدم منازلهم بدعوى أنها غير مرخصة، ويعني القرار الإداري أن التنفيذ ليس مربوطا بزمن وأن الهدم قد يجري في أية لحظة.
وقال أبو دياب لـ«السفير»: «أنا لا أنام الليل، أظل أفكر في المستقبل المجهول، منزلي وأنا سنذهب مع الرياح، سأعود إلى الخيمة، فهي اشرف من قبول مقايضتهم، كما أني لست مكترثا لكل خططهم، أريد منزلي كما هو، بحجارته القديمة».
وتقول إسرائيل إن حي البستان بأكمله غير مرخص ويجب هدمه، فيما يؤكد سكانه أن الحي موجود قبل احتلال الجزء الشرقي من القدس في العام 1967. ورفضت إسرائيل منح تراخيص لتوسيع منازله، وحصلت بعض الإضافات فقررت إسرائيل إزالتها مع الأبنية القديمة.
ويقع حي البستان إلى الجنوب من المسجد الأقصى، وهو يتوسط بلدة سلوان في القدس، التي لا تبعد كثيرا عن الحرم القدسي، ولا يوجــد تاريخ محدد لبناء الحي، لكن سكانه يؤكــدون ان فيه منازل شيدت منذ العــام 1880، وتبلغ مساحة الحي 70 دونــما ويقطــنه 1500 فلسطيني.
ووفق عبد القادر فإن خطة إسرائيل تقوم على أساس «بناء الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى المبارك، وهي تخطط لإعادة الشكل القديم للهيكل وفق تصوراتها، وفيه يظهر أن مكان حي البستان سيكون واجهة خضراء للهيكل المذكور، فيما تكون بلدة سلوان كلها مدينة داود التي يدعون أنها مطمورة أسفلها».
المصدر: السفير