فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار

قطاع غزة يعيش كارثة مائية وبيئية..90% مياه الشرب ملوثة

 

التاريخ: 22/9/1430 الموافق 12-09-2009

 

وصف خبراء فلسطينيون الوضع المائي في قطاع غزة بالكارثي والخطير، جراء الاستنزاف الحاد لمصادر المياه الجوفية في ظل نقص كميات المياه التي يحتاجها قطاعا الاستخدام المنزلي والزراعي، إضافة إلى التلوث المستمر لمصادر المياه.

وأكد هؤلاء في لقاءات منفصلة مع  أن المياه كلها تقريباً ملوثة في قطاع غزة وغير صالحة للاستخدام الآدمي وفقاً لمقاييس منظمة الصحة العالمية، خصوصاً في ظل سوء معالجة مياه الصرف الصحي بسبب الحصار الإسرائيلي الذي يمنع إدخال المواد والمعدات لتطوير هذه العملية.

وأكد مدير معهد المياه والبيئة في جامعة الأزهر في غزة الدكتور يوسف أبو مايلة أن ارتفاع نسب مادتي الكلوريد والنترات في مياه قطاع غزة عن الحد المسموح به عالمياً يؤكد تلوث تلك المياه في شقي التلوث الكيمياوي والبكتريولوجي"، الأمر الذي ينتج عنه تلوث ثالث هو التلوث "الميكروبولوجي".

وقال: "يجب ألا تزيد نسبة الكلوريد عن 250 ميلليغرام، في حين أن 90 في المئة من آبار القطاع تصل فيها النسبة إلى أكثر من 550 ميلليغرام، والحال نفسه مع النترات التي تحددها المقايسس الدولية بحوالي 50 ميلليغرام لكنها تصل إلى 200 ميلليغرام".

وأوضح أن هناك مجموعة من الأسباب تؤدي إلى التلوث الحاصل في قطاع غزة، "منها سوء معالجة مياه الصرف الصحي سواء عبر برك التجميع أو في تصريفها في مياه البحر أو الحفر الامتصاصية، والاستنزاف المستمر للمياه، والاستخدام المفرط للأسمدة الزراعية، إضافة إلى الإزاحة التي تمت للمياه العذبة بفعل المياه المالحة".

وتنتشر "برك" تجميع مياه الصرف الصحي في أكثر من محافظة في قطاع غزة على مساحات واسعة، وهو ما يتسبب في وصول تلك المياه غير المعالجة إلى الخزان الجوفي ليس فقط أسفل البرك ولكن في محيطها، إضافة إلى تسبب ذلك في إتلاف الأراضي الزراعية المحيطة كما هو الحال في المواصي غرب مدينة خان يونس.

واعتبر رئيس مجموعة الهيدرولوجيين لتطوير مصادر المياه والبيئة المهندس رياض جنينة أن أسباب مشكلة تلوث المياه تراكمية، "لكن مظاهرها أصبحت ملموسة اخيراً بعد تشديد الحصار الإسرائيلي وإغلاق معابر قطاع غزة وحرمانه من إدخال المعدات وقطاع الغيار اللازمة لعمليات المعالجة الجزئية أو الكلية".

وحذر من انتشار الكثير من الأمراض مثل ارتفاع معدلات زيادة الفشل الكلوي والأمراض السرطانية نتيجة التلوث الحاصل حالياً، خصوصاً ارتفاع نسب بعض المواد الموجودة في المياه".

وقال: "قطاع غزة يعاني من أزمة مياه متراكمة من أيام الاحتلال وبالتالي مصادر المياه شحيحة لأن المصدر الوحيد لمياه الشرب والاستخدامات الأخرى هو الخزان الجوفي، الذي يتعرض بدوره لاستنزاف متواصل وتلوث لم يسبق له مثيل".

وكانت "الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة" في بروكسل حذرت من وصول قطاع غزة إلى مرحلة العطش، جراء تلوث مياه الشرب بسبب الحصار الإسرائيلي المتواصل.

وأكدت الحملة في بيان لها أن "تدهور مرافق المياه والصرف الصحي في قطاع غزة يشكل تهديدا جديا على حياة سكان القطاع، كما يتسبب في أزمة إنسانية يجب وضع حد لها"، محذرة من حدوث حالات تسمم جماعي، إضافة إلى تفشي الأمراض والأوبئة.

وفي السياق ذاته شدد رئيس سلطة جودة البيئة في الحكومة المقالة المهندس يوسف الغريز على أن هناك مشاكل أخرى ترتبط بتعطيل مشاريع الصرف الصحي من قبل الاحتلال الإسرائيلي، "إذ يتم ضخها في مساحات شاسعة لتتسرب بدورها إلى المياه الجوفية، وترتفع بذلك نسبة النترات في المياه الجوفية نتيجة عدم نقص المواد والمعدات اللازمة لمعالجتها مهنياً".

ولفت إلى أن الخزان الجوفي يتعرض إلي استنزاف حاد جدا، خصوصاً وأن معدل الاستهلاك السنوي من الخزان الجوفي 160 ميلون متر مكعب، أما المياه الداخلة إلى الخزان فتبلغ 100 مليون متر مكعب، محذراً من أن تراكم هذه الحالة سيشكل كارثة بيئية وصحية.

وذكر الغريز أن المخزون الاحتياطي لا يكفي 10 سنوات، فضلاً عن التراجع في جودة المياه.

ودعا الدكتور أبو مايلة المؤسسات الدولية التي سحبت الدعم للمشاريع ذات العلاقة إلى العدول عن ذلك، لأن البيئة الفلسطينية تتدهور، مطالباً بالضغط على الاحتلال الإسرائيلي للسماح بإدخال المواد والمستلزمات الخاصة بتطوير مرافق مياه الشرب ومعالجة المياه العادمة.

المصدر: فلسطين اليوم

 

.