فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار
إسرائيل تضم المسجد الإبراهيمي لمواقعها الأثرية
الأحد 7 من ربيع الأول1431هـ 21-2-2010م
مفكرة الإسلام: صادقت الحكومة "الإسرائيلية" في جلستها الأسبوعية اليوم الأحد على قرار تعسفي يقضي بضم المسجد الإبراهيمي في الخليل إلى قائمة المواقع "الأثرية التراثية" المزعومة التي خصصت لها 400 مليون شيكل بهدف صيانتها وترميمها.
وذكرت مصادر "إسرائيلية" أن نتنياهو قرر ضم المسجد الإبراهيمي إلى القائمة تحت ضعوط شديدة من وزراء حزب شاس الديني المتعصب.
وافتتح نتنياهو جلسة حكومته في تل-حي في الجليل بقوله: "وجودنا كدولة ليس مرتبطًا بالجيش فقط أو بمناعتنا الاقتصادية، وإنما في تعزيز معرفتنا وشعورنا الوطني الذي سننقله للأجيال المقبلة، وفي قدرتنا على تبرير ارتباطنا بالبلاد"، على حد ادعائه.
وبحسب موقع "عرب 48"؛ فإن المؤامرة "الإسرائيلية" تتضمن صيانة وتطوير 150 موقعًا أثريًا لربطها "بمسار تاريخي توراتي" مزعوم من شمال البلاد إلى جنوبها بهدف تحريض الأجيال الناشئة على الاقتناع بأن هذه المسروقات ليست إلا الثراث اليهودي.
وتعتزم حكومة الاحتلال "الإسرائيلي" إطلاق خطة خماسية لتهويد معالم أثرية في فلسطين، وترميم أخرى، وإقامة مشاريع تراثية مرتبطة بالتاريخ والتراث اليهودي المدعى.
وأوضحت المصادر أن هدف الحملة المعلن هو "توثيق العلاقة بين مواطني "إسرائيل" والشعب اليهودي في الشتات، وبين تراثه التاريخي والصهيوني في إسرائيل".
باحثون يطالبون بإعادة كتابة تاريخ فلسطين:
جدير الذكر أن باحثين مصريين دعوا إلى إعادة كتابة تاريخ المنطقة العربية وخاصة التاريخ الفلسطيني في ضوء الاكتشافات الأثرية الحديثة، داعين إلى الاستفادة من جهود المؤرخين الجدد "بإسرائيل" الذين قدموا في السنوات الأخيرة وجهة نظر للتاريخ اليهودي لا تتناقض تماما مع التوجهات العربية.
وقال مصطفى عبد المعبود أستاذ الأدب العبري بجامعة القاهرة إن الآثار القديمة والنقوش لعبت دورا مهما في إعادة قراءة تاريخ المنطقة، بعد أن كان العهد القديم بالقرون السابقة المصدر الوحيد تقريبا أمام المتخصصين بعلوم اللغات والأديان والتاريخ والفولكلور.
وأكدت الندوة على التواصل مع اللغات الشرقية فناقشت ترجمة المصادر التاريخية إلى اللغة الأردية في القرن التاسع عشر، تاريخ الطبري وترجمته إلى اللغة الفارسية، ترجمة أسفار العهد القديم إلى اللغة العربية، المصادر التاريخية للعرب قبل الإسلام في ضوء النقوش السامية، المصادر الفارسية وأهميتها في دراسة التاريخ الإسلامي.
وفي بحث عنوانه ترجمة النقوش السامية وأهميتها في كشف اختلاق المصادر العبرية قال عبد المعبود إن كثيرا من المستشرقين الذين وصفهم بالتعصب للتاريخ اليهودي تبنوا وجهة النظر التوراتية في قراءتهم لتاريخ المنطقة وآدابها ومعتقداتها وحضارتها.
غير أنه أشار أيضًا إلى وجود فريق آخر من الباحثين الذين يحاولون تقديم قراءة وصفها بالموضوعية عن طريق الاكتشافات الأثرية والنقوش السامية والعربية القديمة بمنطقة الشرق الأدنى القديم.
وأضاف عبد المعبود أن النقوش المكتشفة في سوريا وما حولها من مناطق كانت تتحكم في طرق المواصلات القديمة بمنطقة الشرق الأدنى القديم، تؤكد أن جماعة بني إسرائيل لم تستأثر بهذه المنطقة وإنما يمثل وجودها فيها لفترات محدودة حلقة من حلقات تلك الشعوب التي مرت على هذه المنطقة.
وأوضح أن جهود باحثين وصفهم بالابتعاد عن الهوى والتعصب أثبتت مدى اختلاق المصادر العبرية للمعلومات التاريخية حيث نشطت مدارس النقد التاريخي للمصادر اليهودية وعلى رأسها العهد القديم، وأثبتت تناقض المادة التاريخية الواردة به في كثير من المواضع.
وحول أثر غياب الباحثين العرب عن صياغة تاريخهم في سيادة وجهة النظر اليهودية الصهيونية لتاريخ منطقة الشرق الأدنى القديم بكاملها وللتاريخ الفلسطيني على وجه الخصوص، ذكر عبد المعبود أن الهدف هو تهويد الشرق الأدنى القديم وتهويد فلسطين بشكل يجعل من الإسرائيليين القدامى معلما بارزا وأصلا واضحا من أصول المنطقة وتشويه المادة التاريخية وتفسيرها بما يتناسب مع المشروع الصهيوني الحديث.