فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار

عمليات الجيش الإسرائيلي في غزة تنذر بتصعيد عسكري من دون أن يصل إلى مرحلة التسخين

 

التاريخ: 7/10/1430 الموافق 27-09-2009

 

جاء استهداف إسرائيل لثلاثة نشطاء من الذراع العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي" أمس من خلال قصف السيارة التي كانوا يستقلونها شرق مدينة غزة، ليزيد من حالة التوتر الميداني في قطاع غزة، خصوصاً وأن قوات الاحتلال واصلت عملياتها العسكرية خلال الفترة الأخيرة على الحدود الشرقية والشمالية للقطاع من خلال عمليات التوغل المحدودة واعتقال مواطنين وتجريف أراضي زراعية، إضافة إلى قصف متفرق للأنفاق على الحدود الفلسطينية المصرية.

وتعد عملية اغتيال النشطاء الثلاثة مرحلة جديدة ونوعية في الاعتداءات اليومية على قطاع غزة بعد وقف إطلاق النار أحادي الجانب الذي أعقب عدوان "الرصاص المسكوب"، الأمر الذي ينذر بتصعيد عسكري إسرائيلي قد تختلف وتيرته بين الفينة والأخرى، لكنه لن يصل إلى مرحلة "التسخين" أو الحرب الواسعة وفقاً لمحللين فلسطينيين.

ونفى الناطق باسم حركة "الجهاد الإسلامي" في فلسطين داوود شهاب أن تكون المجموعة التي استهدفت بالقصف في أي مهمة قتالية أو إطلاق صواريخ وهي تمارس نشاطها العادي في ظل حالة الهدوء مع الاحتلال الذي أعقب الحرب الأخيرة، مؤكداً أن التصعيد العسكري الإسرائيلي متواصل منذ فترة لكنه يتخذ أشكالا متعددة غير أنه تجاوز الحدود بشكل كبير هذه المرة.

وقال لـ  انه "إزاء ذلك فإن الهدوء في غزة لا يلزمنا ولا يلزم أحد، كما أنه لا يخدم المقاومة بالمطلق، خصوصاً وأن الواقع يشير إلى أن الاحتلال ماض في تصعيده العسكري"، مضيفا "وبالتالي فالرد مكفول لكن الأمر متروك للمقاومة لتحدد مكانه وزمانه، أما الحديث عن الانضباط بالتهدئة، فلم يعد أمراً مقبولاً في ضوء التصعيد الإسرائيلي".

وكانت حركة "الجهاد الإسلامي" حملت "العدو الصهيوني كامل المسؤولية عن هذه الجريمة الجبانة وعن عدوانه المتواصل ضد شعبنا وأرضنا".

وشددت في بيان لها على أن هذا العدوان يلزم كافة فصائل المقاومة بمواجهته والرد عليه بالطريقة والكيفية المناسبة، معتبرة أن الرد الحقيقي على هذا العدوان إنما يكون بوحدة الصف الفلسطيني واستمرار المقاومة.

من جانبه هدد الناطق باسم الجيش الإسرائيلي بالرد بعنف على أي نشاط عسكري يستهدف المناطق الإسرائيلية انطلاقاً من قطاع غزة، رداً على ما اعتبرها عملية اغتيال نفذها سلاح الجو بالتعاون مع "الشاباك" وفقاً لما نقله موقع صحيفة "معاريف" الإسرائيلية. وذكر الناطق العسكري أن السيارة المستهدفة كانت تستقلها "خلية إطلاق صواريخ" تابعة للذراع المسلح لحركة "الجهاد الإسلامي"، وهي مجموعة استهداف إسرائيل بصواريخحها في وقت سابق.

وتأتي هذه العملية العسكرية الإسرائيلية في إطار تصعيد مبرمج تنفذه قوات الاحتلال لجس نبض الفصائل المسلحة، لكنه لن يصل إلى مرحلة "التسخين" أو الحرب الواسعة كما أكد محلل الشؤون الإسرائيلية إسماعيل مهرة.

وقال لـ : "لا يمكن الحديث عن حرب كبيرة، لأن الجهة التي تسيطر على غزة وإسرائيل لا ترغبان في ذلك، وتقتضي مصالحهما الإبقاء على الأمور كما هي من دون توسيع العمليات العسكرية، لكن إسرائيل ماضية في نفس الوقت في العمليات العسكرية المحدودة".

وأضاف: "هي محاولة إسرائيلية لجس نبض الفصائل المسلحة وقراءة الردود الفلسطينية، ليتم التصرف بناء على هذه التطورات في الميدان، لكن الاستراتيجية الإسرائيلية في هذا المرحلة مبنية على التهدئة على الحدود الجنوبية".

وذكر أن قوات الاحتلال تريد التلويح بـ"التسخين" العسكري أكثر من إيصال الأمور إلى هكذا مرحلة، خصوصاً وأنها ما زالت في تجني التأثيرات السلبية جراء الحرب الأخيرة من النواحي السياسية والإعلامية والقانونية.

واستدرك قائلا: "ولكن لا يمكن ضمان استمرار الأمور كما هي، فأي تصعيد من الطرفين قد يؤدي بنا إلى حرب يضطر الجانب الفلسطيني والإسرائيلي الدخول فيها من دون رغبتهما في ذلك، لكن التطورات الميدانية تدفع تجاه التصعيد".

وكانت حركة حماس اعتبرت أن هدف عملية الاغتيال هو "إرباك الساحة الفلسطينية وخلط الأوراق في غزة، انتقامًا من المقاومة وممن يلتف حولها".

واعتبر الناطق باسمها فوزي برهوم في تصريحات صحافية أن هذه الجريمة تستوجب موقفًا فلسطينيًّا موحدًا في الدفاع عن الشعب الفلسطيني ومصالحه، وتستوجب خروج المستوى العربي الرسمي عن صمته واستخدام كافة أوراق الضغط ضد العدو الصهيوني.

المصدر: صحيفة القدس

 

.