فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار
جمعية دار الكتاب والسنة تفطر 100 ألف صائم بغزة

الاثنين 23 اغسطس 2010
مفكرة الاسلام: استمرت جمعية دار الكتاب والسنة في تنفيذ مشروع إفطار الصائمين لعام 1431هـ في قطاع غزة، الذي يستهدف إفطار 100 ألف صائم في كافة أنحاء قطاع غزة ضمن البرامج الإغاثية، التي تشرف عليها الجمعية وبتمويل من مؤسسة الشيخ عيد بن محمد آل ثاني الخيرية في دولة قطر.
وأكد الشيخ عبد الله المصري رئيس الجمعية أن الجمعية تسعى بكامل طاقاتها من أجل مساعدة الطبقات الفقيرة والمحتاجة من أبناء شعبنا الفلسطيني في كافة المجالات الخدماتية، لافتاً إلى مضي الجمعية قدما في رسالة الخير التي تبنتها من أجل رسم البسمة على شفاه المحرومين والتخفيف عن الأرامل واليتامى.
ووجه الشيخ المصري الشكر لمؤسسة الشيخ عيد بن محمد آل ثاني في دولة قطر على جهودهم في عمل الخير، مشيداً بالجهود التي تبذلها دولة قطر في دعم صمود الشعب الفلسطيني والتخفيف من معاناته جراء سياسية الحصار المفروض عليه منذ فترة طويلة.
وأوضح نظام شعت منسق المشاريع في الجمعية أن مشروع إفطار الصائم هو جزء أساسي من برامج ومشاريع الجمعية الموسمية، الذي يستهدف الوصول إلى أكبر عدد ممكن من المواطنين لتزويدهم بوجبة إفطار ساخنة، لافتا إلى أنه في كل يوم يتم توزيع ستة آلاف وجبة تحتوي على أرز ولحم وماء وتمر.
وقال' إن المشروع يستهدف جميع محافظات قطاع غزة الخمس بالتنسيق مع كافة فروع الجمعية في تلك المحافظات، التي تتولي عمليات تحديد أماكن التوزيع حسب الحاجة والأعداد بحيث يتم التركيز على المناطق المهشمة والحدودية.
وذكر شعت أن تنفيذ المشروع يتم عبر وسائل متعددة من أبرزها: الإفطار في المساجد وفي الساحات عبر الإفطار الجماعي في الشوارع والأحياء السكنية والإفطار في المؤسسات الأهلية والمتخصصة مثل: إفطار ذوي الاحتياجات الخاصة وذوي الأسري والشهداء والمزارعين والعمال وكذلك إفطار أصحاب البيوت المهدمة.
وأشار إلى أن الجمعية تحرص على توصيل الإفطار إلى المنازل قبل الإفطار بوقت كاف بحيث تتزود كل أسرة بعدد من الوجبات مساوي لعدد أفرادها.
من جانبه أكد المسئول الإعلامي للجمعية برهم القرا أن مشروع إفطار الصائم الذي تنفذه الجمعية يهدف إلى مساعدة الأسر الفقيرة والمحتاجة, والتي تفتقر إلى توفير لقمة العيش لأبنائها خصوصا في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها شعبنا, مؤكداً أن المشروع مازال في بدايته وسيستمر طيلة أيام شهر رمضان المبارك، ومن المتوقع أن نصل إلى كل بيت محتاج في قطاع غزة .
وعبر الصائمون والأسر المستفيدة من المشروع عن شكرهم العميق لجمعية دار الكتاب والسنة وفاعلي الخير في دولة قطر خصوصا مؤسسة الشيخ عيد الخيرية، لمساهمتهم في توفير الوجبات الرمضانية والمساعدات الغذائية التي تقدمها، التي كان لها عظيم الأثر على قلوبهم وقلوب أطفالهم.
فقراء غزة واستئجار الثلاجات في رمضان
لـم يجد الـمواطن الفقير مهدي خليل أمامه إلا استئجار ثلاجة 'أسكمو' قديمة نسبياً من أحد التجار الذي يستغل فرصة شهر رمضان لتأجير العشرات من تلك الثلاجات التي خرجت من الخدمة.
واضطر المواطن خليل الذي يعاني من الفقر المدقع إلى استئجار الثلاجة بمبلغ 90 شيكلاً بناءً على طلب زوجته التي اعتادت ذلك كل عام.
وقال خليل: إنه يستطيع في الأيام العادية التغلب على عدم وجود ثلاجة، لكنه في شهر رمضان، وفي هذه الأجواء الحارة، لا يستطيع الاستغناء عنها نظراً لاستهلاك عائلته الكبير للـمياه والشراب.
وأوضح أن ثلاجة 'الأسكمو' تسد احتياجات العائلة نظراً لكبر حجمها وسرعة تبريدها رغم قدمها، لافتاً إلى أنه لـم يمتلك ثلاجة في منزله منذ أكثر من سبع سنوات، عندما هلكت ثلاجته القديمة ولـم يستطع شراء بديل لها.ويقول خليل، العاطل عن العمل ويعيل أسرة من 11 فرداً: إنه لا يستطيع الاستمرار في الاعتماد على ثلاجات بعض جيرانه الذين يزودونه بالـمياه الـمبردة وبعض الاحتياجات الأخرى في الأشهر العادية.
ولـم يقتصر الحال على خليل، فقد انسحب الأمر على العديد من جيرانه الفقراء الذين سارعوا إلى أحد التجار لاستئجار ما تبقى لديه من ثلاجات قبل نفادها، إذ يقبل على استئجارها، أيضاً، الـموسرون كما يقول التاجر حسن نعيم.
أما نزار رمضان، فقد دخل في جدل شديد مع التاجر الذي أصر على طلب 150 شيكلاً لقاء تأجيره ثلاجة حديثة نسبياً لـمدة شهر واحد فقط.
وبعد جدل حاد، لـم يتنازل التاجر عن مطلبه نظراً لارتفاع حجم الطلب على هذه الثلاجات، كما يقول، ما اضطر رمضان إلى القبول بما يطلبه التاجر.
وقال رمضان ممتعضاً إنه لا مفر أمامه إلا الاستئجار قبل فوات الأوان وخلق معاناة كبيرة لأسرته.
وبين رمضان الذي يبيع الكعك في الحواري: إنه لا يقدر على شراء ثلاجة حديثة كباقي الـمواطنين وبالكاد يستطيع توفير الحد الأدنى من الـمستلزمات الأساسية من مأكل ومشرب لعائلته الـمكونة من ثمانية أفراد.
وفي صورة تعكس حجم الفروق الاجتماعية، وافق أحد الـمواطنين الـموسرين على استئجار إحدى الثلاجات الحديثة من التاجر نفسه بمبلغ 250 شيكلاً دون جدل، مبيناً أنه استأجرها لعدم قدرة ثلاجة الـمنزل الكبيرة على استيعاب السلع والبضائع التي اشتراها لشهر رمضان خاصة اللحوم والأسماك والـمشروبات الـمختلفة.
وكباقي الفقراء، اعتاد أحد الـمواطنين الذي فضل عدم ذكر اسمه على استئجار ثلاجة في مناسبتي رمضان وعيد الأضحى، ولكن لسبب مغاير عن أسباب الفقراء.
يقول إنه بالكاد استطاع تدبير الـمبلغ للتاجر الذي أصر على الحصول على الـمبلغ قبل الحصول على الثلاجة، معرباً عن أمنياته الكبيرة بامتلاك ثلاجة تريحه من عناء الإيجار في شهر رمضان والاعتماد على الجيران وبعض الأقارب في قضايا التبريد.
أما الـمواطن الفقير يونس الفقيه، فقد أولى أهميةً كبيرةً لاستئجار الثلاجة في شهر رمضان لإمتاع أبنائه بتناول الشراب الـمبرد والـمياه.
ويعوّل الفقيه على بعض الـموسرين لإمداده ببعض اللحوم والطيور كما اعتاد كل عام.