فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار
جولدستون يعاتب إسرائيل لعدم تعاونها مع التحقيق
الأربعاء 3 من ذو القعدة1430هـ 21-10-2009م
مفكرة الإسلام: عاتب ريتشارد جولدستون "إسرائيل" لعدم تعاونها مع اللجنة التي رأسها، بتفويض من الأمم المتحدة للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان خلال العدوان الذي شنته إسرائيل على قطاع غزة أواخر ديسمبر من العام الماضي وامتدت أسابيع.
وفي مقال "معاتب" ذكّر غولدستون بأنه "يهودي، وقد دعمتُ "إسرائيل" وشعبها طوال حياتي"، وهو ما جعل الانتقادات "الإسرائيلية" التي وُجهت إليه بعد نشر التقرير "الأكثر إيلامًا"، بحسب ما عبّر في المقال الذي نشرته صحيفة "جيروزالم بوست" "الإسرائيلية"، قبل أيام قليلة.
وأكد في مقاله أنه قبل قبول المهمة، أُمنت له اشتراطات تضمنت أن يتاح له "التحقيق في سلوك كل الأطراف"، بأمل أن تتعاون معه الحكومة "الإسرائيلية"، "لكن رفضها التعاون شكّل خطأ فادحًا"، مشيرًا إلى اعتقاده أنه، "بفضل سجلي الخاص وتفويض هذه البعثة، سنحظى بتعاون الحكومة "الإسرائيلية"، لكن رفضها التعاون شكّل خطأ فادحاً، وكررت طلبي هذا قبل بدء التحقيق وخلاله، ويظهر التماسي جليًا في ملاحق تقرير غزة".
ويتابع في المقال: "بعد مرور خمسة أسابيع على نشر تقرير لجنة تقصي الحقائق بشأن غزة، لم يحاول أي من منتقديه فهم جوهره الحقيقي. فقبل به من يظن أنه يخدم مصالحه، بينما رفضه وسارع إلى إدانته من ظن العكس".
واعتبر أنه "آن الأوان للتفكير بطريقة أكثر تعقلاً وموضوعية في معنى هذا التقرير وردود الفعل "الإسرائيلية" المناسبة تجاهه".
فرصة ذهبية:
ورأى أن إسرائيل "ضيّعت فرصة ذهبية، بأن تحظى بجلسة استماع عادلة في هذا التحقيق"، مضيفاً "أنا أعي بالتأكيد معاملة "إسرائيل" غير العادلة والاستثنائية في الأمم المتحدة، خصوصاً مجلس حقوق الإنسان، ولطالما نددت بهذا الأمر. وهذا ما فعلته مرة أخرى الأسبوع الماضي".
وكان بإمكان "إسرائيل" أن تقتنص "الفرصة التي أُتيحت لها"، بحسب ما يوحي جولدستون في مقاله، من خلال "تفويض بعثتنا المحايد وتحولها إلى سابقة، في توجه جديد للأمم المتحدة في الشرق الأوسط. ولكن بدلاً من ذلك، أوصدت "إسرائيل" أبوابها في وجهنا".
وعاتب تل أبيب لأنها "أخفقت في لفت انتباهنا إلى بعض الحقائق، وبعثتنا لا تستطيع أن تدرس إلا ما تراه وتسمعه، وتقرؤه".
ويضيف: "وكما ذكرت في رد على رسالة تلقيتها أخيرًا من عمدة سديروت، أؤمن بصدق أن بعثتنا كان يلزم أن تزور سديروت وأجزاء أخرى من جنوب "إسرائيل"، عانت ـ وفق زعمه ـ من اعتداءات غير شرعية بسبب آلاف الصواريخ وقذائف الهاون التي أطلقتها حماس ومجموعات مسلحة أخرى في غزة على المدنيين. إلا أننا مُنعنا من ذلك نتيجة ما أعتقد أنه قرار غير حكيم اتخذته الحكومة الإسرائيلية".
لكن رفض التعاون، لم يمنع اللجنة الدولية من التجاوب مع طلب والد الجندي "الإسرائيلي" جلعاد شاليط، الذي خاطب البعثة خلال جلستها العلنية في جنيف.
ويقول جولدستون في المقال: "لا شك في أن كل من سمعوا أدلته تأثروا بذلك الألم العارم لأب ولده محتجز منذ أكثر من ثلاث سنوات في ظروف غير شرعية، من دون أن يسمح له بالاتصال بالعالم الخارجي أو أن تزوره اللجنة الدولية للصليب الأحمر. لذلك طالبت البعثة بإطلاق سراحه".
الوضع المأساوي في غزة:
وفي الفقرة الوحيدة التي تضمنها المقال عن غزة يقول جولدستون: "في غزة، فاجأني، لا بل صدمني، مدى الدمار والبؤس المنتشرين هناك، فلم أتوقع ما رأيته، ولم يخطر في بالي أن قوات الحرب "الإسرائيلية" قد تستهدف مدنيين ومباني مدنية، ولم أتوقع أن أرى هذا الدمار الواسع النطاق في البنية التحتية الاقتصادية في غزة، بما فيها أراضيها الزراعية ومعاملها الصناعية وأعمال تأمين المياه ومجارير الصرف الصحي. لا تُعتبر هذه أهدافًا عسكرية. ولم أسمع أو أقرأ أي تبرير حكومي يعلل هذا الدمار".
تجدر الإشارة إلى أن ابنة جولدستون، نيكول، سبق أن تحدثت للصحيفة نفسها، مؤكدة أن والدها "صهيوني يحب إسرائيل". وقالت من مقر إقامتها في تورنتو بكندا: إن حديثها مع والدها خلال التحقيقات، أكد لها أنه كان من الصعب عليه توجيه هذه الاتهامات، مشيرًا إلى أن ما قام به كان "لصالح الجميع، ومنهم إسرائيل".
وأكدت نيكول، التي سبق أن عاشت في تل أبيب ستة أشهر، للصحيفة أنها تحب "إسرائيل" "أكثر من أهلي وأصدقائي، وأي شيء آخر في الحياة".