فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار
تظاهرة بالقدس لوقف التخريب بمقبرة مأمن الله
الاربعاء 18 اغسطس 2010
مفكرة الاسلام: تظاهر مئات الفلسطينيين في القدس المحتلة، صباح الأربعاء، احتجاجًا على قيام سلطات الاحتلال بهدم وتجريف المئات من القبور في مقبرة مأمن الله التاريخية، بزعم استغلالها في بناء مركز للتسامح.
وردد المتظاهرون هتافات ضد الاحتلال وممارساته، مؤكدين على أن القدس عاصمة أبدية للدولة الفلسطينية، وسط حصار فرضته قوات الجيش والشرطة "الإسرائيلية"، في محاولة لردعهم، ومنع الفلسطينيين الغاضبين المتضامنين الأجانب من التوجه إلى موقع المقبرة، غربي المدينة المحتلة.
محاولة فاشلة
ونقلت وكالة (وفا) الفلسطينية الرسمية عن عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" ديمتري دلياني قوله خلال التظاهرة، إن محاولة طمس الهوية العربية الفلسطينية لمدينة القدس من خلال إزالة الشواهد التاريخية والثقافية والحضارية والدينية لعروبة المدينة المحتلة ستلقى الفشل، لأن التاريخ أثبت أن في القدس لا يدوم ظالم ولا محتل، وأنها حتماً سترى فجر الحرية تحت الراية الوطنية الفلسطينية.
وأضاف إن مقبرة مأمن الله التي تبعد أقل من كيلومتر واحد إلى الغرب من سور القدس القديمة تعد من أقدم مقابر القدس وأكبرها حجمًا، حيث تُشير سجلات دائرة الأراضي في العام 1938 إلى أن مساحتها تبلغ حوالي 135 ألف متر، مربع ودفن فيها على مر العصور وحتى عام 1927 الآلاف من الشهداء والصحابة والعلماء والأدباء والأعيان والحكام الذين ارتبطوا بتاريخ القدس العربية.
مقبرة تاريخية
وتعد مقبرة مأمن الله من أقدم مقابر القدس عهدًا، وأوسعها حجما وأكثرها شهرة، وقد ساير تاريخها تاريخ المدينة العريق، ففي هذا المكان نُصب سليمان ملكًا 1015ق.م، وفيه عسكر ملك الآشوريين "سنحاريب" عندما هبط إلى القدس عام 710ق.م، وفيه ألقى الفرس بجثث القتلى من سكان المدينة عندما احتلوها عام 614ق.م.
كما دفن في ذات المكان عدد كبير من الصحابة والمجاهدين أثناء الفتح الإسلامي للمدينة المحتلة عام 636م، وفيه عسكر القائد المسلم صلاح الدين الأيوبي عندما جاء ليسترد القدس من الصليبيين عام 1178م.
ويرجح بعض المؤرخين أن تاريخ الدفن الإسلامي في المقبرة يعود إلى ما قبل الصليبيين، مؤكدين أنه عندما احتل الصليبيون القدس وارتكبوا فيها مجزرة بشعة قدر عدد الشهداء فيها من الرجال والنساء بنحو 70 ألف شهيد، أمر الصليبيون من بقي من المسلمين بدفن الشهداء في هذه المقبرة.
وحسب المؤرخين فقد وجد المسلمون آنذاك في المقبرة مقابر وأنفاقا فوضعوا جماجم الشهداء فيها، ويقال إن نفقا لا يزال تحت الأرض بالوسط الغربي من المقبرة مليء بالجماجم، وإن قطره نحو خمسة أمتار وله امتداد أكثر من 100م.