فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار

مع اقتراب العيد.. حصار غزة يحرم الأطفال فرحتهم

 

 

الخميس27 من رمضان 1430هـ 17-9-2009م

 

مفكرة الإسلام: تحول مفهوم العيد في حسّ كثير من سكان غزة من شعور عارم بالفرحة والبهجة إلى باعث من بواعث القلق والهم في ظل الحصار الذي تفرضه "إسرائيل" على قطاع غزة، حيث تكدست البضائع في الأسواق وفرضت الظروف الاقتصادية الصعبة نفسها على حزن الأطفال في القطاع.

ومع اقتراب عيد الفطر المبارك ازدادت الشكاوى من ارتفاع الأسعار والحركة الشرائية الضعيفة رغم اكتظاظ الأسواق، فيما البضائع من شتى الأصناف تتكدس في المحال التجارية من دون أن تجد طريقها إلى الزبائن.

ووفقًا لصحيفة القدس الفلسطينية ففي شارع عمر المختار الأكثر اكتظاظًا بالموطنين خلال فترة العيد في مدينة غزة يبدو الفلسطيني جابر الدابوس منهكًا من كثرة التنقل بين المحال التجارية بحثًا عن ضالته في ملابس بأسعار منخفضة لأبنائه السبعة، وهو بالكاد يستطيع أن يوفر قوت يومهم من الطعام في ظل الركود الاقتصادي الذي يخيم على القطاع.

وقال الدابوس: "البضائع المهربة كثيرة، ولكن المشكلة تكمن في ارتفاع أسعارها، بشكل لا يستطيع معه أمثالي شراءها لأبنائهم، وإلا فلن نجد الطعام بقية الشهر".

وأضاف وقد التف حوله الأبناء: "أريد الآن خبراء في الاقتصاد يمكن لهم عمل موازنة بين دخلي المتواضع واحتياجات أبنائي، وإلا فسأظل حائرًا إلى آخر لحظة".

الاكتفاء بالحلوى عن الملابس:

وإذا كان المواطن الدابوس ظل حائرًا، فإن كثيرين غيره حسموا أمرهم بعد جولة بسيطة في الأسواق واستغنوا عن ملابس العيد لأطفالهم، مكتفين ببعض الحلوى والكعك المصنع منزليًا، كما هو الحال مع نادر بيوك الذي دهش من أسعار الملابس، فقرر العودة بأولاده خاوي الوفاض.

ولا تزال الحركة الشرائية محدودة والعيد على الأبواب، فالناس يتجولون في الأسواق أكثر مما يشترون، ويسألون عن أسعار الملابس من دون أن يحملوا منها شيئًا كما ذكر سالم شراب صاحب أحد المحال التجارية الكبيرة وسط خان يونس.

قال شراب: "صحيح أن الشوارع مكتظة بالناس، لكن غالبيتهم يقتصرون على المشاهدة أو الاستفسار عن الأسعار، وتبقى الأموال التي دفعناها في بضائعنا المكدسة محتجزة إلى ما شاء الله".

وعزا أسباب ارتفاع الأسعار، إلى أن البضائع المتوفرة في السوق هي بضائع مهربة عبر الأنفاق، وبالتالي تزداد كلفة إدخالها إلى قطاع غزة وكل هذا يتحمله المواطن، "ونحن غير قادرين على تخفيض الأسعار بسب هذه التكلفة العالية".

وأكد مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية أن الحصار "الإسرائيلي" المستمر منذ ثلاثة أعوام على قطاع غزة، قد أدى إلى أزمة إنسانية مطولة ونتائج إنسانية سلبية، في ظل إغلاق إسرائيل المعابر المؤدية إلى القطاع.

تدهور الظروف المعيشية:

وذكر التقرير الصادر بعنوان "تأثير عامين من الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة" أن هذه الأزمة، أدت إلى تدهور الظروف المعيشية للسكان وزوال سبل المعيشة وتدهور في البنية التحتية ونوعية الخدمات المقدمة مثل المياه والصحة والصرف الصحي والتعليم.

من جانبه وصف الخبير الاقتصادي الدكتور معين رجب الأوضاع الاقتصادية في قطاع غزة مع قدوم العيد بالصعبة للغاية، إذ إن حالة التعطيل الكبير للموارد والبطالة العالية ونسبة الفقر والدخول المتدنية وسير عجلة الإنتاج ببطء شديد تنعكس كلها علي نمو متراجع في الاقتصاد.

وأكد أن "ذلك ينعكس على المستهلك لأن معظم شرائحه تدخل ضمن الطبقات الفقيرة التي تعجز عن الوفاء باحتياجاتها في العيد من مستلزمات، ويجد الفلسطيني نفسه عاجزًا عن تلبية هذه الحاجات بشكل ميسر".

واعتبر رجب أن أسباب ضعف القوة الشرائية مرهونة بالدخول المتدنية في قطاع غزة وارتفاع الأسعار، خصوصًا في ظل الحصار "الإسرائيلي" الذي أوقف دورة العجلة الاقتصادية الفلسطينية.

وشددت "إسرائيل" من حصارها على قطاع غزة بعد سيطرة حركة "حماس" عليه في منتصف يونيو 2007، وتسبب إغلاق المعابر المؤدية إلى القطاع في حدوث تأثيرات سلبية واسعة على مختلف القطاعات الاقتصادية ورفع معدلات الفقر والبطالة.

 

.