فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار
بكيرات: افتتاح كنيس الخراب تتويج لأكثر من 61 كنيسا يهوديا حول الأقصى
رئيس المخطوطات بالأقصى: قضية القدس لن تنتهي إلا إذا أبيد 350 ألف مقدسي مستعدون للموت من أجل الحفاظ علي مقدساتهم
اعتقال أكثر من 100 مقدسي خلال الأيام الأخيرة
أكثر من ألف مسن ومسنة مشوا مسافات طويلة وتمكنوا من الصلاة في الأقصى
ما يردده اليهود مجرد خرافات وعلى العقل العربي والإسلامي ألا يستسلم لها
القدس المحتلة, الثلاثاء, 16 - 3 - 2010م, 30 - 3 - 1431 هـ - أكد الشيخ الدكتور, ناجح بكيرات, رئيس قسم المخطوطات في المسجد الأقصى المبارك أن الكنيس الذي افتتحه الصهاينة برعاية احتلالية رسمية أمس داخل البلدة القديمة في القدس إنما يأتي تتويجًا لأكثر من 61 كنيسًا يهوديًّا مركزيًّا تحيط بالمسجد الأقصى المبارك, منها ما هو ظاهر فوق الأرض, ومنها ما هو تحتها.
وفي تصريحات أدلى بها, تعقيبا على الحصار المشدد الذي فرضته سلطات الاحتلال على البلدة القديمة والمسجد الأقصى المبارك لإفساح الطريق أمام الصهاينة لافتتاح الكنيس الذي يسمونه "كنيس الخراب", أضاف بكيرات أن "اليهود أطلقوا اسم "الخراب" على هذا الكنيس للدلالة على خراب "المعبد/ الهيكل", وللدلالة على إمكانية أن يعيدوا خرافة الهيكل على حساب المسجد الأقصى.
وافتتح الصهاينة يوم الاثنين (15-3) أكبر وأعلى كنيس يهودي مقبب في حي الشرف الإسلامي القريب من المسجد الأقصى المبارك في البلدة القديمة بالقدس, والذي كان قد طرد أهله وحول إلى حي يهودي منذ احتلال شرقي القدس عام 1967م, مما أدى إلى وقوع مصادمات عنيفة بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال أسفرت عن إصابة 20 فلسطينيا بينهم اثنان أصيبا برصاص حي.
ويزعم الصهاينة أن الكنيس كان قد تعرض للهدم خلال حرب 1948, ويرون أن "إعادة" بنائه مقدمة للاعتداء على المسجد الأقصى المبارك واقتحامه ومحاولة بناء معبد أو هيكل يهودي مزعوم على حسابه.
وشدد رئيس قسم المخطوطات في الأقصى على أن إقامة الكنيس لا يعني تخلي الأمة العربية والإسلامية عن مقدساتها, مشيراً بأن فرحة الصهاينة بإقامة هذا الكنيس لن تدوم طويلاً.
وحول المنشورات التي وزعتها سلطات الاحتلال في مدينة القدس ودعت من خلالها المقدسيين إلي إخلاء المدينة, شدد بكيرات على أن قضية القدس لن تنتهي إلا إذا استطاع الصهاينة إبادة 350 ألف مقدسي مستعدون للموت من أجل الحفاظ علي مقدساتهم.
وقال: "نتنياهو لن يكون في القدس لا هو ولا شعبه (..) لقد راهن علي وجودنا مجموعة كبيرة من الصهاينة لكنهم لن يستطيعوا لا بمفاوضات عبثية ولا بالجلوس على طاولاتهم أن يثنونا بالدفاع عن مقدساتنا ولا بحقنا في أرضنا".
وكشف بكيرات عن اعتقال أكثر من 100 شاب مقدسي في الأيام الأربعة الماضية, ووصف الإجراءات الاحتلالية في القدس بأنها "لم يسبق لها مثيل".
كما قال إن الإجراءات العسكرية وصلت إلى أحياء تبعد أكثر من كيلومتر عن البلدة القديمة, وبينها رأس العامود وسلوان وحي الشيخ جراح ووادي الجوز, مؤكدا أن الجنود متراصين في الشارع ومتقاربين بشكل كبير جدا. ووصف صورة البلدة القديمة بأنها ثكنة عسكرية, قائلا إنها أصبحت مباحة لليهودي والمستوطنين ومحرمة على أصحابها.
ورغم ذلك, قال بكيرات, إن نحو ألف فلسطيني بين رجل وامرأة من كبار السن مشوا مسافات طويلة سيرا على الأقدام وأدوا صلاة الظهر في المسجد المبارك, مشيرا لقيام مخابرات الاحتلال والشرطة بإحصاء عدد المصلين.
وحذر من استسلام العقل العربي والإسلامي لخرافة بناء الهيكل بعد بناء كنيس الخراب, مضيفا أن ما يردده اليهود مجرد خرافة, مشيرا إلى أن الكنيس بني وهدم أربع مرات دون أن تتحقق خرافتهم.
وفيما يتعلق بالمخططات الصهيونية لتهويد القدس قال: "إسرائيل ترصد 380 ألف دولار يومياً لتهويد القدس وفي المقابل الأنظمة العربية لم ترصد للقدس عشرة دولارات وهذا يدل علي أن الدعم المالي غير متكافئ بيننا وبينهم."
وأضاف: "من حيث الدعم اللاجوستي والإعلامي فوزارة التربية والتعليم الإسرائيلية توفر أعداداً كبيرة من الإسرائيليين لزيارة المدينة, كما أنها تصدر سنوياً ما يقرب من ثلاثة كتب عن القدس في حين لم نصدر نحن ولو مجرد نشرة أو دراسة, فلا تكاد تخلو أي نشرة إسرائيلية أو صحيفة عبرية إلا وتتحدث عن القدس."
وأكد أن مواجهة المخططات التهويدية تتطلب خطة خماسية وحشد وتعبئة الطاقات قائلاً: "لابد من إعداد خطة خماسية لإنقاذ القدس من التهويد المباشر تشمل جوانب اقتصادية واجتماعية وسياسية تساعد علي تأهيل الأسرة المقدسية والمجتمع علي الصمود وتحدي مواجهة الاستيطان."
المصدر: الجزيرة نت (بتصرف)